مالذي يعيد اليك الذكريات!!

تاريخ النشر: 13 أغسطس 2006 - 08:57 GMT

اكتشف علماء الأعصاب أخيرا السر وراء ظاهرة تذكر أحداث معينة من روائح خاصة، ويتمثل ذلك في أن للدماغ البشري منطقة محددة تسجل الروائح وتخزّنها.  

 

وأوضح الباحثون أن هذه الظاهرة يطلق عليها اسم "ظاهرة بروستيان" نسبة إلى الكاتب الفرنسي مارسيل بروست، الذي نشر إحدى رواياته العظيمة عن تذكر الماضي، عندما تذكر ماضيه في العهد الباريسي المنصرم من رائحة بسكويت مادلين بطلة الرواية، حيث يعتقد أن هذا الأمر يحدث بسبب وجود جزء منفصل في دماغ الإنسان يخزّن الروائح ويعالجها. 

 

ووجد العلماء في كلية لندن الجامعية، أن الذكريات، التي تنشط بالروائح قد تكون أقوى وأكثر عاطفية وتفصيلا وإشراقا، من الذكريات المصاحبة للحواس الأخرى.  

 

وحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "نيوسايكولوجيا"، فإن الذكريات تتدفق عندما يشم الإنسان رائحة مألوفة، فتنتقل جزيئات الرائحة مباشرة إلى منطقة الدماغ "أميجدالا" المسؤولة عن السيطرة على العواطف، أما الحواس الأخرى فلا تؤثر في هذه المنطقة بشكل مباشر، لذا فهي تحفز عاطفة أقل. 

 

وفسّر علماء الأعصاب الأمر بأن حاسة الشم تعيد المزيد من الذكريات، أكثر من الحواس الأخرى، لأنها تؤثر في مناطق دماغية أخرى أيضا، مثل القشرة الشمية المسؤولة عن معالجة الروائح، مشيرين إلى أن هذه الاكتشافات تساعد الأشخاص على تذكر ماضيهم، ومعالجة الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالنسيان والذاكرة. 

 

هذا ومن جانب آخر، قال خبير ألماني بالروائح أن الحكم على الروائح بأنها زكية أو كريهة يختلف من شخص إلى آخر وان البشر غالبا ما يخدعون بعضهم بعضا بالتأثير والتحكم بالروائح.  

 

وأوضح الخبير شنايدر، أن المرء يبحث عادة بفطرته عن الروائح الزكية والمغرية الأمر الذي يجعل المسؤولين في المدن الكبيرة مثل برلين وباريس وطوكيو ونيويورك يضعون روائح مقبولة تعرف باسم شمع عطري.  

 

وبين أن هناك خبراء آخرين يعتقدون انه يمكن إدراك الروائح ليس عبر الأنف فحسب بل أيضا عبر الأذنين والعينين وذلك بعد توقف الروائح قليلا في الأنف.  

 

وتابع أن نوع الرائحة ولون المادة التي تعبق بالعطر المحبب يلعبان دورا مميزا في استحباب العطور ومواد التنظيف كإقبال الناس مثلا على الروائح العطرية ومواد التنظيف البنفسجية المصنوعة من زهور نبات الخزامى.  

 

ولفت شنايدر الانتباه إلى أن اللون البنفسجي خاصة يلعب لدى الألمان دورا كبيرا في استحباب مواد التنظيف أو مواد العطر مبينا أن لكل ذلك أسبابه النفسانية إذ أن النوعية التي يتعين أن يكون لها دور في الاختيار والتفضيل وليس مجرد اللون.  

 

وذكر أن الكثير من المطاعم غالبا ما تحرص على وضع الروائح أمام أبوابها كوسيلة لجذب الزبائن واستدراجهم إلى داخل المطعم.  

 

وأضاف أن المجتمع الألماني يميل حاليا للتوابل الحارة والألوان الفاقعة وهذا لم يكن موجودا قبل عقود عدة وبالتالي استفاد قطاع المطاعم من هذا التوجه بحيث اصبح أصحاب المطاعم يرشون أمام مطاعمهم روائح قوية كي تعطي تأثيرها على الزبائن فورا.  

 

كما تتبع المحال التجارية نفس الأسلوب إذ تفوح المنتجات برائحة مشوقة تشعرك وكأنك داخل مطبخ حيث يشعر الزبون بالجوع ويشتري المنتج الوهمي بعد أن يكون انفه قد خدعه وضلله.  

 

ورأى شنايدر أن حاسة الشم تبقى في الذاكرة البشرية كأطول ذاكرة من الناحية الزمنية مشيرا إلى أن رائحة الغسيل مثلا تذكرنا غالبا بفترة طفولتنا.  

 

ومن الجدير ذكره أنه يجب عدم المبالغة باستخدام العطور حيث أوضحت دراسة علمية قام بها فريق من العلماء بجامعة "هارفارد"، أن بعض المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة العطور لإطالة عمرها تحدث تشوهات بجينات الحيوانات المنوية، وبالتالي تؤدي إلى العقم.  

 

ولتفادي آثار هذه المواد على الصحة ينصح بإتباع عدة تعليمات، مثل وضع كمية صغيرة من العطور وعدم المبالغة في رشها مع مراعاة عدم ملامستها للجسم مباشرة، وإبعادها عن الأنف بقدر المستطاع.  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن