ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر، ليلة القدر أعظم ليالي رمضان، وفيها أمر الله سبحانه سيدنا جبريل، بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في السماء الدنيا يسمى "بيت العزة" ومن بيت العزة نزل القرآن مفرقا على حسب الأسباب والحوادث، وأول ما نزل منه خمس آيات من سورة العلق في غد تلك الليلة الطيبة.
ويمكن للمسلم في ليلة القدر القيام بالعديد من الأعمال التي تقربه من الله عز وجل وتساعده على نيل الأجر العظيم والغفران في هذه الليلة المباركة ولكن أول ما يمكن البدء به هو النية المخلصة لله عز وجل وحده وليس رياء للناس أو كنوع من العادات والتقاليد.
من الضروري أن تكون نية العمل حتى لو صغر متوجهة بقلب خاشع مؤمن بالله وحده، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يتوجهون بنية صافية لله عز وجل وحده من أجل أن ينالوا أجر هذه الليلة العظيم وكانوا ينوعون بالأعمال فلا يلتزمون بعمل واحد فقط.
ماذا يحدث في ليلة القدر؟
-
ماذا يحدث في ليلة القدر؟ تنزُّل الملائكة وجبريل في ليلة القدر
ليلة القدر من الليالي التي تتنزّل فيها الملائكة بالرحمة والخير من عند الله -تعالى-، وهي تتنزّل على عباد الله -تعالى- الذاكرين له، والقائمين لعبادته؛ فيسلّمون عليهم، ويدعون لهم، فتحلّ عليهم البركات، وينزل في مقدّمتهم الملك جبريل -عليه السلام-، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)،وفي هذه الليلة المباركة لا تبقى بقعة في الأرض إلّا وفيها ملك نزل بأمرٍ من الله -تعالى- حتى تضيق الأرض بهم، وفي ذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى)،وهذا يدلّ على كثرة عدد الملائكة في هذه الليلة.
ويُعَدّ تنزُّل الملائكة على المؤمنين تشريفاً لهم، ورِفعة لمكانتهم عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد قِيل في الحكمة من تنزُّلهم إنّه شرفٌ لهم بالنزول إلى الأرض؛ لزيارة العباد الذين أحبّهم الله -تعالى-، ونزول الملائكة إلى الأرض سببٌ لنَشر البركات، وحِفظ المؤمنين من كلّ سوء في أنحاء الأرض، وهي تتنزّل أيضاً بكلّ أمر أراده الله -سبحانه وتعالى- في هذه السنة، أمّا الإخبار بنزولهم فقد قِيل إنّه لترغيب الناس في الإكثار من الطاعات في هذه الليلة، والانشغال بالعبادات؛ لتصيبهم رحمة الله -تعالى- التي تنزل مع الملائكة، كما قِيل إنّ الملائكة تُحبّ سماع صوت أنين المُستغفِرين التائبين إلى الله -تعالى-.
-
ماذا يحدث في ليلة القدر؟ توزيع الأرزاق والآجال في ليلة القدر
يأمر الله -سبحانه وتعالى- الملائكة بكتابة مقادير الخلائق التي ستقع في العام نفسه، ونسخها من اللوح المحفوظ، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)؛ فتُكتَب فيها الأعمار، وتُكتَب فيها مقادير الصحّة والمرض، والأمن والحرب، والغنى والفقر، والأرزاق، والأحوال جميعها، وكلّ ما أراده الله -سبحانه وتعالى- أن يقع في السنة، ولا يُعَدّ هذا عِلماً بالغيب؛ فالله -سبحانه وتعالى- وحده المُنفرد بعِلم الغَيب كلّه؛ قال -تعالى-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، إلّا أنّ الله يُطلِع من شاء من خَلقه على ما يشاء من أمر غَيبه؛ ففي ليلة القدر يُظهر الله -تعالى- لملائكته ما أراده من الغيب في السنة نفسها، ويُطلعهم عليه؛ ليُؤدّي كلّ مَلَك وظيفته من توزيعٍ للأرزاق، وقَبضٍ للأرواح، وغير ذلك من الوظائف التي أمرهم الله -سبحانه وتعالى- بتنفيذها.
-
ماذا يحدث في ليلة القدر؟ مغفرة ذنوب
مَن قام ليلة القدر ليلة القَدر ليلةٌ تُغفَر فيها ذنوب كلّ من قامها بإخلاصٍ لله -تعالى- دون رياء، أو رغبة منه في إشهار سُمعته بين الناس؛ فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،وبَشَّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من يقوم هذه الليلة وهو مؤمن بالله، وموقن بأنَّها إحدى ليالي رمضان، وأنّها إحدى الليالي العَشر الأخيرة من شهر رمضان، ومُخلصاً لله -تعالى- مُحتسباً أجر عبادته عنده، وقائماً له، وتائباً إليه، بغُفران ذنوبه في السنين الماضية جميعها، ونَيله مغفرة واسعة تشمل صغائر الذنوب في المُتَّفق عليه عند جمهور العلماء كما نقله النوويّ، وقال بعض العلماء، كالعراقي، وابن المنذر إنّها تغفر كبائر الذنوب أيضاً، كما أنَّ من غفران الله -تعالى- لعبده أن يُعينه على أداء حقوق العباد التي عليه، وقضائها، إضافة إلى أنّ احتساب العبد وإيمانه يُوجِب عِظَم الأجر والمغفرة من الله -تعالى-، أمّا وقوع الشكّ في فَضله -سبحانه وتعالى-، فهو يحرم العبد من الخَير الكثير.
لماذا سميت ليلة الْقَدْرِ بهذا الاسم؟
سميت ليلة القدر بهذا الإسم لأن الله تعالى يُقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ". وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بقوله الأحاديث.
حقيقة ليلة الْقَدْرِ
حقيقة ليلة الْقَدْرِ، ليلة القدر هي ليلةٌ من ليالي شهر رمضان، تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي اللَّيلة التي نزل فيها القرآن العظيم، وجاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
علامات ليلة الْقَدْرِ
- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة.
- طمأنينة القلب.
- انشراح الصدر من المسلم.
- الرياح تكون فيها ساكنة.
ليلة ٢٣ الوترية.. هل كانت ليلة القدر؟
كيف يمكن إحياء ليلة القدر؟
فضائل ليلة القدر وعلاماتها