لم يعد بلوغ المائة عام أمرا يثير الدهشة ولا الاستغراب في عصرنا الحالي. فأعداد الأشخاص الذين ينضمون لعضوية نادي عيد الميلاد المئة يتزايد باضطراد.
بل وأصبح هناك أيضا ازدياد واضح في أعداد من يطعنون في السن ويتجاوزون المئة عام في دول العالم المختلفة.
فما هو السر الذي يطيل عمر هؤلاء الناس ويجعلهم يعيشون كل هذه السنوات دون غيرهم من البشر؟
عادة ما تتملك الناس الحيرة بشأن قصص المعمرين ، خاصة وأن السؤال الأزليّ هو كيف ولماذا يعمر هؤلاء دون غيرهم.
ويرى البروفيسور "ايان فيليب" مدير خدمات المسنيين بالحكومة البريطانية أن انشغالنا في الأسباب الكامنة وراء طول أعمار المعمرين يرجع الى أمنياتنا الدفينة بأن نعمر مثلهم.
ويقول البروفيسور فيليب انه لاتوجد أدلة موثقة على تفرد هؤلاء المعمرين ، ولكن الدراسات تشير الى أنهم قد يكونون مختلفين عن غيرهم من الناس.
السوبر معمرين
ومع ذلك، وبسبب التقدم الهائل في المجالين الطبي والصحي، أصبح عدد المسنين في تزايد. ففي بريطانيا وحدها يوجد 6000 شخص في سن المئة أو مايزيد.
وأدى ذلك الى تصنيف جديد لأصحاب الأعمار التي تتجاوز المئة. فهؤلاء يطلق عليهم اسم " السوبر معمرين".
وقد عرف الانسان المعمرين على مدى العصور ، كما يقول البروفيسور "توم كيركوود" خبير علم الجينات. ولكنه يرى أن المعمرين كانوا ظاهرة فريدة بالقياس الى نسبتهم في العصر الحالي.
فمتوسط عمر الفرد في عصر الرومان لم يكن يتجاوز 22 عاما، نظرا لارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال.
وفي القرن السابع عشر ارتفع الى 40 عاما ومنذ ذلك الحين أصبح في ازدياد حتى بلغ أواخر السبعينيات حاليا.
ولكن العلماء يعتقدون أن هناك حدودا للعمر الذي يمكن أن يعيشه الانسان ويقدرونه بحوالي 120 عاما على الأكثر.
ويقول البروفيسور "كيركوود" ان طول العمر يشبه تحطيم الرقم القياسي لعدو الميل واحد. فهذا الرقم حاليا يبلغ أربع دقائق. وبامكان بعض الرياضيين اختصار ثوان قليلة من هذا الوقت، ولكن لايمكن لانسان أن يعدو مسافة ميل في دقيقة أو دقيقتين.
أما النصيحة التي يقدمها العلماء لراغبي بلوغ العمر الطويل، فهي عدم الخروج عن الاعتدال في الأكل والشرب ، وعدم التدخين ،وضرورة ممارسة الرياضة.
ويقولون ان جينات الانسان الوراثية تكون عاملا مساعدا، الى جانب قليل من الحظ أيضا.
