لماذا تتأخرين عن عملك دائما

تاريخ النشر: 24 يوليو 2007 - 06:26 GMT

"موضة الحضور متأخرا" لم تعد موضة وحسب بل أصبحت تعد من التصرفات السلبية وغير المقبولة اجتماعية والتي تنم عن عدم المهنية، وفي أحيان كثيرة عدم الاكتراث. فعالم اليوم مقيد بمواعيد صارمة، بحيث يحترم المجتمع الأشخاص الأكثر حرصا على مواعيدهم. وبالرغم من أنّ معظمنا يعرف هذا، إلا أن بعض الناس لا زالوا يتأخرون دائما، مهما كان معهم وقت للاستعداد. وقد تكوني أحد هؤلاء الأشخاص. هل يبدو أي من هذه التصرفات مألوفا لك؟

 

** تسرعين دائما في الدقيقة الأخيرة، بالرغم من أنّك وعدت نفسك مرات عديدة بأنّ لن تدعي هذه يحدث ثانية.
** حاولت ضبط ساعتك عدّة دقائق للأمام، لكنّك ما زلت متأخرة.
** قد تكونين حريصة في الحضور إلى العمل (بالكاد) لكنّك عادة ما تكونين متأخرا على الأقل 20 دقيقة على الاجتماعات، والمواعيد، والدعوات العامة الأخرى.
** لديك مجموعة أعذار للاستعمال المباشر، مثل: "كان هناك زحمة بالمرور، "أو" طرأ أمر ما، "أو" كنت سأتصل بك ولكنّي لم أرد أن أتأخّر أكثر."
** يشعر الناس بالضيق والانزعاج من تأخرك الدائم.
** تعتقدين بأنّك أكثر اندفاعا عندما تكون متأخرة، أو بأنّك تتحرّكين بسرعة أكبر تحت الضغط.

 

إذا تمكنت من تعريف صفة أو أكثر من التي ذكرناها أعلاه، فأنت تعانين من مشكلة دقة المواعيد. ولا يعتبر التأخر المزمن حالة نفسية. كما أنه ليس حالة وراثية، بالرغم من أنّ بعض الناس يعالجونه بهذه الطريقة. ويقولون أشياء مثل:


• "هذا أنا. أنا لا أحبّ ذلك، لكنّ يبدو بأنّني عاجز عن أن أحضر في الوقت المناسب."
• "أمّي كانت دائما تتأخر؛ وأنا مثلها تماما، وكذلك سيكون أطفالي."
• "أنا لا أقصد أن أكون متأخرة. ولكن هذا ما يحدث معي كل مرة."

 

يتعلق التأخر المزمن بالتأجيل. فالمتأخرون والمماطلون لا يعانون من مشكلة مع الوقت، لكنهم يعانون من مشكلة الانضباط الذاتي. كذلك قد يكون لديهم قلق خفي أيضا حول المهمّات التي يواجهونها.

 

إذا كنت تعاني من مشاكل التوقيت، خصوصا مع المواعيد الدقيقة قليلا، مثل موعد الطبيب، المناسبات الاجتماعية، أو الاجتماع مع أشخاص لا تحبّهم، فقد يكون سبب تأخّرك أساسه القلق. وتأجيل الأمر الحتمي هو طريقة دماغك في معالجة القلق.

 

لكن إذا كنت تتأخرين بشكل اعتياديا على موعد العمل الروتيني والأحداث التي لا تجعلك تشعرين بالضيق كثيرا، فالمشكلة تنحصر بشكل رئيسي في الانضباط الذاتي أو"الطفل المشاكس داخلك"، ذلك الجزء الذي يرفض أن يتبع التعليمات.

 

وإليك مثال عن كيف يقوم الطفل المشاكس داخلك بتخريب جهودك. افترض بأنّك، يجب أن تكوني في العمل بحلول الـساعة 8:00 صباحا، يجب أن تتركي البيت بحلول الـساعة 7:30 . لذا تحددي المنبّه على الساعة 6:30  أو  6:15 فقط لكي تكون بآمان.

 

في الصباح التالي عندما يدقّ جرس الإنذار في الساعة 6:15، يقول لك الطفل المشاكس، " اضغطي على زر التأجيل ونامي قليلا. فأنت كنت تنوين النهوض الساعة 6:30 على أية حال." وبعد 9 دقائق عندما يدقّ جرس الإنذار ثانية، يقول لك الطفل المشاكس، " مرة أخرى واحدة فقط. أنها ليست 6:30 لحد الآن."

 

قد تضغطين على زر التأجيل 2 إلى 3 مرات أكثر. وبينما أنت تتقلبين في السرير قد تشعرين بأنك قد تتأخرين قليلا، لكنّك تقنعين نفسك بأنّك تستطيعين الخروج من المنزل الساعة 7:30  أو 7:40 لا فرق.

 

ولكن -- ما قد قمت به  بالفعل؟ هو أنك سمحت لطفل المشاكس داخلك بشكل غير مقصود بالتفاوض معك على عملك. 7:30 لم يعد موعد الخروج من المنزل وقتا محددا بل قابلا للتفاوض، بالإضافة إلى أن العديد من الأمور قد تحدث في خمسة دقائق تأخير.

 

ومع مرور الوقت، ستظهر عدّة أشياء صغيرة لم تبد مستعجلة ليلة أمس أو اليوم السابق، لكن أصبح من الضّروري أن تعالجها * الآن *.  تقوم بالنظر إلى ساعتك (التي قدمتها 10 دقائق) فتجد بأنّها 7:35. " فتذكر نفسك بأنها في الحقيقية 7:25". فيقنعك الطفل المشاكس داخلك بأنك تملك على الأقل 15 دقيقة لتنجز أضخم المهام، وبأنك تستطيع الوصول إلى العمل في الوقت المناسب حتى لو خرجت من المنزل الساعة 7:40، بشرط أن تكون حركة المرور مقبولة.

 

وفجأة يسرقك الوقت وتصبح الساعة 7:55، وأنت لا تزال في المنزل تحاول البحث عن حذائك، ومفاتيحك أو ذلك الغرض الذي وعدت زميلتك في العمل بإحضاره. *الآن* لا مجال للشك بأنك ستصل متأخرا.

 

كيف حدث هذا ؟ يمكنك أن ترى بأنّ المشكلة ليست قلة الوقت – لقد كان لديك الوقت الكافي للاستعداد. المشكلة تكمن في طريقة استغلالك للوقت. الطفل الداخلي يصرف انتباهك، ويضع لك الأعذار، أو يبرّر عدم التزامك بجدول صارم.

 

ولا يقاوم هذا الطفل المشاكس مواعيد العمل، بل أي شيء يشعر بأنه يقيده بجدول صارم. بينما مفتاح النجاح في أي مجال يجب أن يشمل على بذل الجهد والتركيز واحترام المواعيد.

 

كما ترى، إذا أردت أن تكون على الموعد، وأن يعرفك الجميع بصرامتك والتزامك بالمواعيد، فليس كافيا أن تعيد ترتيب جدولك مرة أخرى. يجب أن تفهم أيضا كيف يخرّب الطفل المشاكس داخلك أفضل جهودك في تحديد أولوياتك. وعندما تكشف سر هذا الطفل الداخلي، ستكون على الطريق الصحيح لكسر عادة التأخّير غير المهنية أبدا.