لعبة تبادل اللوم وأثرها النفسي

تاريخ النشر: 29 يناير 2007 - 07:07 GMT

إن من الميزّات الحاسمة من إنسانيتنا هي أننا نرى الأشياء من وجهات نظرنا الخاصة. وهذه الفردية تسمح لنا بتوسيع معرفتنا الجماعية لتحسين أوضاع حياتنا؛ على أية حال، من الممكن أن تكون هذه الميزة أيضاً أساسا للفصل بيننا. ولكن لسوء الحظ، الشخص لوحده يعرف سبب قيامه بهذه الأمور، وهكذا يبرز سوء التفاهم والنزاعات. فنحن، أحياناً، لا نتحمل أي لو للنزاعات التي تسببها أفعالنا – فمن المحتمل أن يشعر الآخرين بالضيق بسرعة من أفعالنا أو يخطئون في فهم نوايانا. لكن، من المهم أن نعرف دورنا في هذه النزاعات ونتقبل المسؤولية.


ويعتبر بعض الناس سادةَ في المراوغة عندما يتعلق الأمر بقبول اللائمة؛ إلى حد أنهم يحافظون على براءتَهم مهما كانت المشكلة. وتَتفاوت أسباب هذا الموقف على نحو واسع: فأحياناً هي آلية الدفاع التي تهدف إلى حماية الناسِ من تقبل المسؤولية، وأحياناً هي وسيلة مناورة تستَعمل للتَقدم في المكتب أو الظهور بمنظر البريءِ.


ومهما كان السبب فأن لعب دور الضحية بشكل ثابت، يؤثر عكسياً على الشخص. خصوصا عندما يلاحظ الآخرون  بأن الشخص الذي يتجنب المسؤوليةً له يد في المشكلة بشكل واضح، فيقل احترامهم له.


فهل أنت من الشخص الذي يلقي باللوم على الآخرين ولا يتحمل مسئولية أفعاله؟ دعنا نرى:


أعراض الشفقة:
1. من المحتمل أنك تَلوم الآخرين كثيراً إذا كنت دائما تخرج بريئا من المشاكل، وبغض النظر عن من بدأ المشكلة وكيف أنتهت، أنت شخص تتجنب المسئولية لأن من غير المحتمل أن تكون بريئا دائما في مجمل نزاعاتك، إلا إذا كنت من القديسين. فالمشكلة من وجهة نظرك هي مسئولية أحدهم أو جميعهم.


2. غالبا ما تعترض على الآخرين، بينما تدافع عن أفعالك. ومن الطبيعي أن تدافع عن أفعالك، ولكن هناك فرصة بأن تتفادى بعض المسئولية المستحقة إذا كنت لا تَقبل اللوم أبداً. في أغلب الأحيان تكون في مركز النزاعات، لَكنك لا تعمد إلى حلها. فعندما تحمي براءتَك، فأنت تشعر بإحساس التفوق الأخلاقي، الذي يجعلك تتسبّب في درجة أكبر من النزاعات. لكن إذا كنت لا تَعترف بأنك على خطأ، فأنت ستَتجنب تَرقيع الأشياء لاحقا لأن ذلك يعني اعترافك ببعض اللائمة.


3. يعتبر العلم الأحمر النهائي الذي يميز طبيعتك في عدم تقبل اللوم، هو التمسك بشدة بدفاعك عن الجزء الذي يخصك في النزاع مع عدم القدرة على أيجاد الأعذار المعقولة. وبدلاً مِن ذلك، تبرر أعمالَك بأعذار مختلفة لا تقنع أي شخص ولا حتى نفسك. فكلما اختلقت قصص أكثر كلما زاد تعقيد المشكلة.


إذا شعرت بأن أحد هذه الأعراض يتفق مع أسلوبك، فأنت على الأرجح تعاني من مشكلة عدم تقبل اللوم على أفعالك، وقد تجد صعوبة بالغة في حل مشاكلك دون أن تورط فيها أطراف آخرين بعدين عن المشكلة.


أما الحل فيكون عبر عدة خطوات، أهمها:


الاعتراف بالخطأ:
يجب أن تدرك نقائصك وتدرك بأن لا أحد يتوقع منك أن تكون مثاليا، وبأن الشخص الأخر يرى ويقبل عيوبك. كذلك يجب أن تعترف بأن الأخطاء تحدث وبأن مثل باقي البشر معرض للخطأ وبأن تحمل المسئولية جزء من الحياة فعندها ستشعر بأنك تخلصت من هذا العبء النفسي.
أحيانا قد لا نحب أن نتحمل المسئولية خصوصا عندما نسيء إلى الآخرين، فلا أحد يحب مواجهة النزاعات في حياته، ولكنه شر لا بد منه. إن فكرة تحمل المسئولية يخفف الكثير من الضغوطات النفسية لدينا، ويطهرنا من الخطايا بحيث يجعلنا نشعر بأننا تجاوزنا المشاكل وتعلمنا منها، بينما إنكارنا لها يزيد من تعقيدها.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن