أظهرت دراسة جديدة في مجال علم الجينات والصفات الوراثية أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة والكولا تؤثر سلبيا في الصحة النفسية والذهنية وتزيد مخاطر الإصابة بحالات من الخوف والهلوسة.
وأوضح فريق البحث في جامعتي شيكاغو الأمريكية ومونستر الألمانية، أن هذه المادة تؤثر بصورة مباشرة في جينات الأعصاب فتؤدي إلى حدوث تغيرات كبيرة في عمل الجهاز العصبي ووظائفه الحيوية تؤدي بدورها إلى ظهور نوبات هلوسة.
وللمحافظة على الصحة الذهنية وتفادي الإصابة بنوبات نفسية حادة ينصح العلماء، حسب صحيفة الخليج، بعدم الإكثار من شرب القهوة والابتعاد عنها تماما في حال الإصابة بنوبات خوف أو ذعر أو هلوسة.
هذا وحذر باحثون مختصون في وكالة معايير الأغذية البريطانية من أن شرب كميات كبيرة من القهوة أثناء الحمل يعرّض الحوامل لخطر الإجهاض. وأشار هؤلاء إلى أن شرب أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة يوميا يزيد خطر إجهاض الأجنة بنسبة كبيرة.
وبالرغم من أن مخاطر الكافيين لم تثبت على وجه الدقة فقد أكد الخبراء في الوكالة أن الإثباتات الأولية تكفي لأن تقلل السيدات الحوامل من مقدار استهلاكهن للكافيين.
وقالت سوزي ليذر رئيسة الوكالة "إن هذا لا يعني الانقطاع التام عن القهوة عملياً ولكن لا بد للسيدات الحوامل من الانتباه والحذر عند تناولهن للقهوة التي لا يجب أن تزيد كمياتها عن ثلاثة أكواب يومياً، مشيرة إلى أن الكافيين لا يتواجد في القهوة فقط بل يتوافر في الشاي والمشروبات الغازية والشوكولاته أيضا".
وخلص التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية إلى أن تناول أكثر من 300 ملليجرام من الكافيين يومياً يزيد خطر الإجهاض أو إنجاب أطفال بوزن ولادي قليل.
وحسب خبراء التغذية فإن أعلى استهلاك للكافيين يمكن الحصول عليه من تناول لوح واحد من الشوكولاته وثلاثة فناجين من الشاي وعلبة واحدة من الكولا وفنجان واحد من القهوة السادة يوميا.
ومن جانب آخر وحول مضار المبالغة في شرب القهوة بشكل عام فقد حذر الباحثون في المركز الطبي بجامعة دوك الأميركية من أضرار تناول القهوة حتى في الصباح، حيث أشاروا إلى أن فنجانا من القهوة قد يضخم الإحساس بالتوتر ويزيد من الضغط النفسي طوال النهار، وحتى وقت النوم.
هذا فيما يتعلق بقهوة الصباح، أما قهوة الظهيرة وحسب ما أشارت دراستان حديثتان إلى أن القهوة يمكن أن تسبب اضطرابا في النوم حتى بعد ساعات من شربها، ونصحت بعدم شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين عند منتصف النهار لمن يرغبون في نوم هادئ. ويقول موريس أوهايون من مركز بحوث اضطرابات النوم في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إن الجسم قد يستغرق ساعات ليتخلص من الكافيين.
وتوصلت دراسة أجراها باحثون متخصصون إلى أن الكافيين يعطل تدفق هرمون الميلاتونين في المخ والذي يؤثر على أنظمة النوم والاستيقاظ، وأن مستويات هرمون الميلاتونين عند متناولي القهوة في المساء تكون نصف مستوياته لدى هؤلاء الذين يتناولون مشروبات منزوعة الكافيين.
ولن تساعد هذه النتائج كثيرا الأشخاص الذين لا ينامون نتيجة للصداع الناجم عن التوتر، فقد ذكرت دراسة أجرتها مجلة نيو ساينتست في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الكافيين يزيد من فاعلية علاج الإيبوبروفين المستخدم لعلاج الصداع._(البوابة)