كِلى هدية من متبرع تنقذ فتىً إماراتياً في الوقت المناسب

تاريخ النشر: 02 فبراير 2021 - 07:43 GMT
متلازمة أمراض الكُلَى الخِلْقِيَّة
متلازمة أمراض الكُلَى الخِلْقِيَّة

منذ حوالي خمسة أعوام تقريباً، تبرعت المواطنة الإماراتية مريم بإحدى كُلْيتيها لابنتها التي كانت تعاني من متلازمة أمراض الكُلَى الخِلْقِيَّة، وهي حالة تؤدي إلى فشل كامل للعضو. ثم في سنة 2019، تفاجأت أن ابنها، عيسى عبد الملك، وهو فتى ما زال في نضارة الصبا، يعاني من نفس الحالة، وبحاجة ملحة إلى كُلَى؛ وما كان أمامها إلا أن تتجه إلى السجل المدون به أسماء المتبرعين بأعضائهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ذهبت وهي يحدوها الأمل بأن تجد ما تتمنى.

تقول مريم: "إن أبنائي كلهم يعانون من أمراض في الكلى، وهم ثلاثة بنين، وبنت واحدة. أصيب كل منهم بمشكلات صحية في عمر مختلف. أما أنا، فقد تبرعت بإحدى كُليتي لابنتي؛ ولم يكن أي أحد آخر، من أبناء أسرتي، في وضع يسمح له بالتبرع بإحدى كليتيه لولدي عيسى، إذ حالت أسباب صحية دون ذلك."

"عيسى لم يعش طفولة هانئة مثل بقية الأطفال، إذ كان دائماً ما تحيط به حدود وقيود على ما يسمح له بأكله، وكان يتناول أدوية، وما كان يستطيع أن يلعب كرة السلة؛ كل ذلك بسبب غسيل الكُلَى. غير أنني واسيته قائلةً أنَّ ما عليه إلا الصبر، ولسوف يكون قادراً على أن يفعل ما يحلو له من أشياء، في القريب العاجل."

جاء عيسى إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في سنة 2019، وهو مصاب بفشل كلوي. وقيم الأطباء حالته بأنه يحتاج إلى متبرع حي يتبرع له بكُلاه، ولكن لم يُعثر على أي متبرع، يُحتمل أن يكون مناسباً، من أسرته. فوُضع اسم عيسى ضمن قائمة الانتظار لزراعة الأعضاء. ثم بدأ أطباء المستشفى غسيل كُلاه، حفاظاً على توازن جسمه، وظلوا يترقبون أن يتاح لهم عضو يتبرع به أحد المتبرعين. وغسيل الكُلَى هو علاج يساعد الكُلَى في أداء وظائفها الصحية، مثل التخلص من الفضلات، والأملاح الزائدة، والماء الزائد؛ ويحافظ كذلك على وجود مستوى آمن من مواد كيميائية معينة في الدم، كالبوتاسيوم، والصوديوم، والبيكربونات؛ ويساعد أيضاً في ضبط ضغط الدم. لكن تأزمت حالة هذا الصبي الصغير، حين بدأت بوادر فشل القلب تظهر عليه.

يقول الدكتور بشير سنكري رئيس معهد التخصّصات الجراحية الدقيقة، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "حين رأينا عيسى أول مرة، كان قلبه في حالة جيدة، ولكن حين شرع في غسيل الكُلَى، بدأت وظائف قلبه تتدهور تدهوراً سريعاً. ومما يؤسف له، أن بعض الأطفال لا تستجيب حالتهم لهذا العلاج الاستجابة المرجوة، ولذا تعد زراعة الكُلَى عاملاً أساسياً في إنقاذ الحياة. ومن حسن حظنا، أننا وجدنا متبرعاً، وقت الحاجة، فأتيح لذلك الصبي اليافع فرصة أخرى في هذه الحياة."

والمصابون بمرض الكلى في مرحلته الأخيرة، يكونون في حاجة إلى غسيل، ومن ثَم يكونون في خطر متزايد للإصابة بفشل القلب. وقد تسهم عوامل عديدة في تفاقم مشكلة هؤلاء المرضى، منها فرط حجم الدم، واعتلال ضغط الدم الانبساطي (أي: عجز القلب عن الاسترخاء بين النبضات)، وتَصَلُّب الشرايين، وأمراض صمامات القلب. وكذلك، قد يزداد خطر الإصابة بفشل القلب، مع اعتلال البُطَيْن اعتلالاً شديداً في المرضى الذين يخضعون لغسيل الكُلَى.

يقول الدكتور سنكري: "لم تظهر الحالة الراهنة التي عليها قلبه الآن إلا بعد زراعة الكُلى. ولو كان غسيل كُلاه قد استمر لمدة أطول، لكان قلبه قد أصيب بفشل كامل، ولكانت حالته تطلبت زراعة قلب جديد."

هذا، وتحت رعاية فريق طبي متعدد التخصصات، أجريت العملية بنجاح، في أربع ساعات، في شهر أكتوبر، من العام الماضي (2020). وما زال الفتى اليافع يتعافى الآن، في بيته، برعاية متواصلة، من فريق القلب والأوعية الدموية، وفريق زراعة الكُلى، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي".

وعبرت مريم عن أملها في أن تساعد تجربتها في تنمية وعي الجمهور بفوائد التبرع بالأعضاء، وفي حث مزيد من المقيمين للإقدام على هذا العمل، تفانياً في نفع غيرهم.

وتقول: "أهيب بالجميع أن يسجلوا أسماءهم في برنامج زراعة الأعضاء، في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد بدأت، وفعلت ذلك بنفسي، لأنني أؤمن إيماناً قوياً بقيمة ذلك العمل. أريد للناس أن يعلموا أن التبرع بالأعضاء أمر عظيم، لا سيما التبرع بالكُلَى، إذ يستطيع الإنسان أن يعيش حياةً طبيعية بكُلَى واحدة فقط."

"مؤلم أن ترى أبنائك تضيع أعمارُهم في ردهات المستشفيات. غير أن هذه الهدية، وهبها لنا متبرع لا نعرفه، فأنقذت حياة ابني. وهذا جميل، أَمْتن لفضله أبداً، ما حييت. والآن يحتاج ابني الأكبر إلى كُلَى أيضاً؛ وآمل أن نعثر على واحدة قريباً".

مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" هي وجهة من الوجهات الرائدة في المنطقة، في تخصص زراعة الأعضاء، وقد أنجزت أكثر من 100 جراحة، من تلك الجراحات المعقدة، وذلك في عام 2020 الماضي.

 لمعرفة المزيد، أو لحجز موعد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، يمكنكم الاتصال على الرقم 33 222 800، أو زيارة الموقع الإلكتروني ClevelandClinicAbuDhabi.ae، أو تنزيل التطبيق الإلكتروني الخاص بالمستشفى.

نبذة حول مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي":

كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من شبكة مبادلة للرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، هو مستشفى متعدد التخصّصات عالمي المستوى يقع في جزيرة الماريه في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة. ويُعتبر المستشفى امتداداً فريداً ومثالياً لنموذج الرعاية الصحية المُعتمد في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمّ تصميمه خصيصاً لتلبية مجموعة من احتياجات الرعاية الحرجة لدى سكّان إمارة أبوظبي.

ويضم كليفلاند كلينك أبوظبي خمسة مراكز امتياز متخصّصة هي: مراكز القلب والأوعية الدموية، والأعصاب، وأمراض الجهاز الهضمي، والعيون، والجهاز التنفسي والرعاية الحرجة. ويضم أيضاً معاهد أخرى في التخصّصات الجراحية الدقيقة، والتخصصات الطبية الدقيقة، وطب الطوارئ، والتخدير، وعلم الأمراض وطب المختبر، والتصوير الشعاعي، والجودة وسلامة المرضى، والرعاية الطبية والتمريض. ويقدم كليفلاند كلينك أبوظبي بشكل كٌلي أكثر من 40 تخصصاً طبياً وجراحياً.

تجمع المنشآت في كليفلاند كلينك أبوظبي أفضل وأحدث وسائل الراحة وخدمات بمعايير عالمية المستوى. ويستوعب كليفلاند كلينك أبوظبي 394 سريراً (قابل للزيادة إلى 490 سريراً)، مع خمسة طوابق مُخصّصة للعيادات، وثلاثة طوابق للتشخيص والعلاج، وثلاثة عشر طابقاً من وحدات الرعاية الحادة والحرجة المُخصّصة للمرضى الداخليين، بما فيها أجنحة كبار الشخصيات والأجنحة الملكية. ويُدير كليفلاند كلينك أبوظبي أطباء مُجازون من بورد أمريكا الشمالية/ البورد الأوروبي (أو ما يعادلهما). ويوفر كليفلاند كلينك أبوظبي للمرضى في المنطقة أفضل الخدمات الصحية ونموذج الرعاية الفريد الذي يتميّز به كليفلاند كلينك، من أجل الحدّ من الحاجة لإرسال المرضى إلى الخارج لتلقّي العلاج.

بدأ مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي - العين تقديم بعض الخدمات الصحية المختارة، وذلك منذ شهر ديسمبر 2017. يقع كليفلاند كلينك أبوظبي – العين ضمن الحرم الطبي لمستشفى توام، في مدينة العين

يُرجى زيارة موقعنا الإلكتروني: www.clevelandclinicabudhabi.ae.

نبذة عن مبادلة للرعاية الصحية

مبادلة للرعاية الصحية هي شبكة مرافق رعاية صحية متكاملة تعمل تحت مظلة شركة مبادلة للاستثمار. وقد تأسست في العام 2021 لتشغيل وإدارة وتطوير محفظتها من مرافق الرعاية الصحية والتي تضم مركز أبوظبي للتطبيب عن بعد، وأمانة للرعاية الصحية، ومركز العاصمة للفحص الصحي، وهيلث بوينت، ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، والمختبر المرجعي الوطني. كما تعد مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي جزءاً مهماً من شبكة مبادلة للرعاية الصحية. وتماشياً مع رؤيتها الرامية للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية في المنطقة، تمثل مبادلة للرعاية الصحية معياراً جديداً للتميز للقطاع الصحي في دولة الإمارات والمنطقة من خلال مرافقها المتطورة وكوادرها عالمية المستوى التي تحرص على تقديم تجربة استثنائية، وإعطاء الأولوية للمرضى. ويعد الابتكار والأبحاث والبرامج التعليمية والتدريبية من الركائز الأساسية التي تقوم عليها مبادلة للرعاية الصحية في سعيها لتطوير قطاع صحي مستدام، يتماشى مع رؤية أبوظبي والمنطقة.  

فيروس نيباه الفتاك يظهر في الصين.. أشد خطورة من كورونا‎
الجينات تلعب دورًا أقوى من كوليسترول الغذاء في أمراض القلب

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم كل ما هو جديد:

 فيسبوك  تويتر   إنستغرام