يبدو ان المعالجة الطبيعية للقلق مثل التأمل والتنويم المغناطيسي تلقى رواجا ملحوظا بين المصابين بحالات الإجهاد بالإضافة إلى اضطرابات القلق. وبينما تسبب ادوية معالجة القلق تأثيرات جانبية ، إلا ان الطرق الشمولية يمكن أن تساعد على خفض الإجهاد من خلال تغيير أسلوب الحياة على المدى الطويل.
حتى بالنسبة لأولئك المصابين بالقلق، فأن علاجات مثل Xanax وBuspar تهدف الى علاج أعراضِ القلق، ولكنها لا تعالج الاسباب. ويمكن أن تسبب العلاجات المضادة للقلق تاثيرات سلبية بضمنها الهلوسة ، والطفح، وقروح الفم الجلدية، وصفار الجلد، وجفاف الفم، والصداع. بالإضافة، الى ان ادوية الإجهاد تسبب الإدمان وأعراض إنسحاب إذا نقصت الجرعة فجأة.
اما الملاحق الطبيعية المختَلفة مثل الجينسنغ، وحشيشة الهر التي تستعمل بنجاح كمعالج للقلقِ. على سبيل المثال، أظهر الجينسنغ تأثيرات إيجابية على علاج القلق، بالاضافة إلى تحسين الصحة القلبية الوعائية، وسن انقطاع الدورة الشهرية، والتحمل، ومرض السكر. على أية حال، مثل اي مادة، تصبح التأثيرات المفيدةَ بطيئة. مثل الأدوية ، تخفق الملاحق الطبيعية علاج المسببات وراء القلق والإجهاد.
ومن المثير للاهتمام، تزايد توجه الاطباء الى العلاجات الطبيعية بالاضافة الى العلاجات الاعتيادية لعلاج حالات القلق والاجهاد. فقد اظهرت الدراسات بأن التأثيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم أثناء الممارسات الشمولية مثل التأمل والتنويم. على سبيل المثال، أثناء التأمل، وهو علاج اسسه ماهاريشي ماهيش يوغي، في الخمسينات، يتباطئ النشاط الذهني بينما يبقى الانتباه والوضوح. وتتغير الحالات الفسيولوجية بما فيها تباطئ الايض، وزيادة تدفق الدم، والتغيرات في مقاومة العضلات.
وتعتبر التغييرات رد فعل طبيعي إلى التغييرات الفسيولوجية بسبب بالإجهادِ المتَصاعد والمستمر. ويقول المرضى بأنهم بعد جلسات التأمل، يشعرون بالسعادة، والراحة والقدرة على العمل بشكل افضل، على المستوى الشخصي والمهني.
اما العلاج بالتنويم فهو علاجا اخر للقلق، وبدأ يأخذ حجما واسعا على المستوى الطبي. ومن خلاله يعمل المنوم، والمريض على سبر اعماق المشكلة، وتحديد مسببات القلق والاجهاد. كما وجد الباحثون بأن التنويم يساهم في علاج حالات صحية اخرى مختلفة، مثل الافراط في تناول الكحول، والتدخين، والادمان على المخدرات. ومن المثير للاهتمام ان التنويم يدخل مباشرة الى صلب اللاوعي وهكذا يخاطب العقل مباشرا، ويساهم في التخلص من المخاوف والشكوك. اما تأثيرتها الجانبية، فهي تباطئ دقات القلب، تراجع مستويات القلق والتوتر التي يثيرها هرمون كورتيسول.
واخيرا تفيد الادوية والعلاجات التي يصفها الطبيب في عالج بعض الحالات، إلا ان العلاج الطبيعي يخاطب اساس المشكلة، ويحد منها ويوقفها في الكثير من الحالات. كما ان تغير اسلوب الحياة، والاسترخاء، والصفاء الذهني من الاسس الهامة في التخلص تماما من القلق والاجهاد.