كشف جديد حول الاكتئاب

تاريخ النشر: 04 أبريل 2005 - 08:51 GMT
البوابة
البوابة

توصل فريق أمريكي من جامعة Yale الأمريكية أن هناك ترابط قوي بين المستويات المتدنية من مادة ضابطة ينتجها الدماغ وتسمى GABA بالإضافة إلى ارتفاع مستويات مادة تؤثر على الأعصاب تسمى glutamate حيث أن هذين العاملين مرتبطين ارتباطا وثيقا بحالات الإصابة بمرض الاكتئاب السوداوي melancholic depression . 

 

الاكتئاب السوداوي هو نوع شائع من أنواع الاكتئاب وتتضمن أعراضه الأرق وفقدان الشهية وفقدان الشعور بالمتعة والمرح. وقد توصل العلماء إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاكتئاب هم اكثر الأشخاص الذين يعانون من نقص دائم في مادة GABA. 

 

هذا الأمر يظهر بوضوح خصوصا في حالة حدوث هذا المرض مع أشخاص يتمتعون بمزايا روحية قوية كالقدرة على التأمل مثلا. بالمقابل تم كشف معدلات طبيعية أو قريبة من الطبيعية من مادة GABA عند الأشخاص المصابين بأنواع اكتئاب شاذة. 

 

قام الفريق الطبي باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي لتسجيل معدلات GABA و glutamate وتم فحص 33 شخص مصاب بحالات صعبة من الاكتئاب بالإضافة إلى 38 شخص طبيعي. هذه النتائج من شأنها تمكين الأطباء من تشخيص حالات الاكتئاب بدقة اكبر وكذلك إعطاء علاج فعال بشكل اكبر. 

 

ويضيف الباحثين انه في الوضع الحالي ليس بإمكان الأطباء توقع أي العلاجات سيعمل بشكل افضل أو مع أي الأدوية سيتجاوب المريض بشكل افضل ومن هنا تأتي أهمية هذا الكشف. 

 

يخلص الباحثين إلى انه من المفيد جدا معرفة تأثير هذه المؤشرات البيولوجية من اجل التوصل لتشخيص افضل للاكتئاب وبالتالي إعطاء علاج افضل. 

 

القلق والاكتئاب هما اكثر هذه الأمراض النفسية انتشارا، حيث يعتقد العلماء أن واحد من كل عشرة أشخاص في العالم يعاني من مرض نفسي إلا انه قد لا يدرك ذلك. كذلك قد يصاب  

الإنسان بالمرضين معا وتكثر هذه الحالة عند النساء.  

 

الاكتئاب:  

 

تقدر أعداد الأشخاص المصابين بالاكتئاب بحوالي 2.3 مليون شخص في المملكة المتحدة لوحدها في نفس الوقت. معظم هؤلاء يعانون من اكتئاب بدرجة خفيفة إلى متوسطة وفي معظم الحالات يكون ناتج عن ظروف الحياة المختلفة. معظم هؤلاء الأشخاص لا يراجعون أي أطباء نفسيين حيث يشعرون بالعار إذا ما تم تشخيصهم كمرضى نفسيين.  

 

أما أعراض الاكتئاب الخفيف فهي الشعور بمزاج سيئ والرغبة في البكاء ويترافق مع ذلك فقدان للشهية وشعور بالتعب، كذلك يعاني المصاب من عدم انتظام في النوم وفقدان للشهية الجنسية وضعف في التركيز. في حالات الاكتئاب المتوسط تكون هذه الأعراض اشد وطأة إلا انه غير معيق عن ممارسة النشاط اليومي الطبيعي للإنسان. حوالي سبعين بالمائة من حالات الاكتئاب الخفيف والمتوسط تنتهي في خلال ستة اشهر.  

 

الاكتئاب الشديد يكون تأثيره اكبر واشد بكثير إلا انه اقل شيوعا وندرة من النوعين السابقين. تتشابه الأعراض مع الاكتئاب البسيط والمتوسط إلا أنها في هذه الحالة تعطل الحياة وتكون شديدة التأثير على الشخص المصاب، ففي حالة الاكتئاب الشديد يعاني المريض من مزاج سيئ بشكل دائم وخاصة في الصباح.  

 

يترافق الاكتئاب الشديد مع شعور شديد باليأس والشعور بالذنب وبعدم القيمة. وفي المراحل المتأخرة والصعبة يصبح الكلام والتفكير والحركة تتسم بالبطأ والتراخي وباللامبالاة. في هذه المرحلة تكون الأفكار المسيطرة على الشخص هي الإقدام على الانتحار بحيث تغدو هذه الخطوة أمر وارد وللحقيقة فأن الانتحار بين الأشخاص الذين يصلون إلى هذه المرحلة هو أمر شائع.  

 

إمكانيات العلاج:  

 

في حالة الاكتئاب الخفيف والمتوسط عادة ما تكون الآذان الصاغية والمتعاطفة بالإضافة إلى الدعم من المحيطين مع إمكانية الاستشارة الطبية عادة ما تكون كافية لعلاج هذه الحالات دون الحاجة إلى اللجوء إلى تناول العقارات المانعة للاكتئاب.  

 

أما في حالة الاضطرار إلى تناول العقارات المانعة للاكتئاب فهي كثيرة ومتعددة ، إلا أن جميع الأنواع يجب أن يتم تناولها لفترة لا تقل عن ثلاث اشهر للحصول على النتائج الدائمة المرجوة من هذا العلاج.  

 

الأمر الشائع في العلاج بهذه العقاقير هو تناولها لفترة تتراوح بين ستة اشهر إلى سنة كاملة. أما بالنسبة لحالات الاكتئاب الشديد فهو عادة ما يكون بحاجة إلى علاج بالعقاقير بالإضافة إلى علاج نفسي يقتضي في بعض الحالات الدخول إلى مستشفى الأمراض النفسية لانه من الممكن أن يحتاج المريض للعلاج باستخدام التوتر الكهربائي electro-convulsive-therapy إلا أن استخدام هذه الطريقة لم شائعا كما كان في الماضي.  

 

هل تسبب العقاقير المانعة للاكتئاب الإدمان؟  

 

بعكس المهدئات مثل الفاليوم valium فأن العقاقير المانعة للاكتئاب لا تسبب الإدمان الجسدي. لكن الأشخاص الذين اعتادوا استخدامها أحدثت لديهم نتائج جيدة فأنها تولد لديهم اعتمادا نفسيا بحيث يصبحون خائفين من التوقف عن تناولها خشية أن تعود أعراض الاكتئاب بالظهور مرة أخرى حال التوقف عن استخدام العقار. بعض الأشخاص يعتقد انه ليس بالإمكان مواجهة الحياة بدون هذه الحبوب، بالطبع هذا الأمر شيء مختلف تماما عن الإدمان.  

 

في الآونة الأخيرة أثارت بعض وسائل الإعلام بعض الضجة حول بعض المصاعب التي تترافق مع محاولة التوقف عن تناول العقار المانع للاكتئاب المسمى paroxetine وهو عقار يباع تحت الاسم التجاري Seroxat ، حيث أفاد بعض المرضى انهم عانوا من بعض الأعراض الجانبية لهذا العقار عند محاولتهم التوقف عن تناوله. هذا الأمر كما يشير الأطباء يمكن تجاوزه عن طريق التخفيض التدريجي للجرعة قبل الامتناع نهائيا عن تناول العقار._(البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن