كتاب نرويجي.. الجدارالعازل يدفن الحلم الفلسطيني ببناء الدولة المستقلة.

تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2005 - 07:59 GMT

صدر مؤخرا في النرويج كتاب للنرويجيتين نورا انغدال و أننا هيغي سيمينسون وهو بعنوان الجدار يقسم طبيعة فلسطين واسرائيل ، يتألف الكتاب من 256 صفحة وبسعر مقبول، 329 كراونة نرويجية. يتحدث الكتاب عن الجدار الاسرائيلي الذي يتم بناؤه علي الأراضي الفلسطينية بشكل أحادي الجانب. حيث انه التهم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والذي برر الاسرائيليون بناؤه لمكافحة العمليات الانتحارية (الاستشهادية) الفلسطينية.
ورد في الكتاب
حسب صحيفة القدس العربي،
أن مسار الجدار يعطي اسرائيل سيطرة علي الفلسطينيين ولكنه يعزل أيضا السكان في المنطـــقة. حيث يمتد الجدار علي طــــول مئات الكيلومترات داخل الأراضي الفلسطينـــــية ولأنه يعيق حرية التنقل في تلك المناطق. كما يعيق الذهاب الي المدارس والمستشفيات والحقول والأراضي الزراعية ومصادر المياه. كما أكد الكتاب أن الجدار يدفن الحلم الفلسطيني ببناء الدولة المستقلة.
وأضاف في مكان آخر أنه أي الجدار يجدد ويوقظ ويحيي المخاوف القديمة لكلا الطرفين، الاسرائيليون خائفون من الارهاب وتزايد عدد السكان الفلسطينيين (العرب)، أما الفلسطينيون فيخشون حدوث نكبة جديدة. واستحضرت الكاتبتان التاريخ القريب فتحدثتا عن نكبة سنة 1948، وعن قيام اسرائيل غداة تأسيسها في تلك السنة بتهجير ثلاثة أرباع السكان الفلسطينيين وتدمير 400 قرية وبلدة ومحوهم عن الخريطة. واعتبرتا أن الجدار هو آخر مرحلة في السيطرة علي الأرض والطبيعة في فلسطين.
كانت نورا انغدال وبرفقة زميلتها اننا هيغي سيمينسون قد سافرتا الي فلسطين وسارتا مع مسار الجدار عدة مرات، ثم كتبتا عن ذلك.
وعن الصراع بين الفلسطيـنيين واسرائيل. وقد التقتا بالناس من الجانبين وكتبتا عن ذلك حيث ساعدتهما في ذلك خلفيتهما ومعرفتهما بطبيعة الصراع بين الطرفين. وهذا الكتاب الجدار يعتبر كتابا واضحا وشاملا حول موضوع الجدار العنصري في فلسطين.
من هما الكاتبتين؟

اننا هيغي سيمنسون: عالمة اجتماع، باحثة وصحافية. شغلت لفترة رئاسة تحرير جريدة الزمن الجديد التابعة لحزب اليسار الاشتراكي، وهو رابع قوة في البرلمان النرويجي. ثم في سنة 2004 تركت رئاسة الجريدة وسافرت في العالم لتراه بعينيـــها وعن قـرب ومن زاوية أخري، غير زاوية المكتب حيث كانت تدير الجريدة. ولم تسافر لوحدها بل سافرت برفقة زميلتها اليزابيث ايدي.
نورا انغدال: مختصة في شئون الشرق الأوسط، عملت لفترة طويلة في غزة حيث كانت ممثلة منظمة المساعدات الشعبية النرويجية في القطاع، وشاهدت بأم عينيها اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وكان لموقفها الانساني الدور الفعال في جعل الحكومة النرويجية تتخذ مواقف من الأعمال الاسرائيلية في الضفة والقطاع. تعتبر نورا انغدال من المناصرات والمؤيدات لحقوق الشعب الفلسطيني، ومن قادة وأركان القوي المناصرة للقضية الفلسطينية في النرويج. ترأس الفرع النرويجي لمجموعة أوقفوا الجدار العالمية.
وعضو في قيادة المنظمة النرويجية الموحدة من اجل فلسطين، والتي تضم في عضويتها أكثر من 50 منظمة وجمعية وتجمع من المناصرين للقضية الفلسطينية في النرويج. تتحدث نورا العربية بطلاقة وتكتبها أيضا، وكانت درست اللغة العربية والعلوم السياسية في تونس، لندن واوسلو.
زوجها أيضا صحافي نرويجي معروف وقد أصيب برصاصات عدة في بطنه أثناء تغطيته لحصار المخيمات الفلسطينية في لبنان أواسط الثمانينات (1985 ـ 1986) وقد تحدث مطولا عن تلك التجربة وعن حرب المخيمات الشهيرة، وكيف حوصر مع أهل مخيم برج البراجنة وكيف أصيب وكاد أن يفقد حياته بسبب الاصابة. كما أصدر في 2003 كتابا عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وكنت قد أجريت العام الفائت حوارا شاملا ومركزا مع الباحثة نورا انغدال تحدثت فيه عن كيفية تعلقها بالقضية الفلسطينية وعن سر دفاعها عن الشعب الفلسطيني.
بالتأكيد وبدون أدني شك فان صدور هذا الكتاب ونزوله الي الأسواق يعد دفعة جديدة من دفعات تزويد القارئ النرويجي بمزيد من المعرفة والوعي تجاه القضية الفلسطينية العادلة، وتجاه شعب اعزل يدفع ثمن التعنت الصهيوني والانفلات الأمريكي.
فلولا أمريكا لكانت الأمم المتحدة تستطيع وقف بناء الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد قرار محكمة لاهاي الدولية الذي جاء في حيثياته أن بناء الجدار غير شرعي.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن