أظهرت دراسة إسبانية جديدة شملت أكثر من ألفي طفل أن بدانة الأم تتسبب فى إصابة أطفالها بتشوهات خلقية ومشكلات صحية خطيرة.
وبينت هذه الدراسة التى أجريت على أطفال لأمهات مصابات بسكرى الحمل أن افراط الأم فى الوزن الى حدود البدانة يعتبر أحد العوامل المهمة التى تساهم فى اصابة الاطفال بالتشوهات الجسدية بنسبة أكبر وأخطر مما يسببه داء السكرى.
وأوضح الاطباء فى جامعة نوما دو برشلونة ومستشفى دو سانت باو العام، حسب وكالة الأنباء القطرية، أن أطفال الأمهات المصابات بالسكرى قبل الحمل يتعرضون لخطر أعلى للاصابة بالتشوهات الخلقية الناتجة عن ارتفاع العامل السكرى ونسبة السكر فى دم الأم خلال الفترة التى تتشكل فيها أعضاء الجنين ويبقى هذا الخطر قائما عند الاطفال الذين تصاب أمهاتهم بالسكرى أثناء الحمل فقط حيث تتغير مستويات السكر بصورة سلبية خلال فترة تكون الجنين.
ووجد هؤلاء عند دراستهم للعلاقة بين مستويات السكر عند الام والتشوهات الخلقية عند أطفال الامهات المصابات بسكرى الحمل أن عامل الجسم الكتلى الذى يقيس درجة البدانة كان أهم العوامل التى ساهمت فى ظهور التشوهات وأكثر خطرا وتأثيرا من مرض السكرى عند الام مما يعنى أن بدانة الام تلعب دورا مهما فى اصابة الاجنة بالتشوهات الخلقية وخصوصا فى القلب والجهاز العصبى المركزى.
هذا ولم تكن هذه الدراسة الأولى من نوعها حيث توصلت دراسة أمريكية سابقة إلى أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من البدانة قبل الحمل يزيد لديهن خطر إنجاب أطفال يعانون من التشوهات أكثر بضعفين من النساء ذوات الوزن الطبيعي.
وأجرى الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية مجموعة من الباحثين من مركز التحكم والحماية من الأمراض في جورجيا على 975 امرأة أنجبن خلال فترة الدراسة التي استمرت خمسة أعوام.
وبعد مقارنة أوزان النساء المشاركات في الدراسة قبل الحمل ونسبة إنجاب أطفال يعانون من التشوهات توصل الباحثون إلى أن النساء اللواتي يعانين من البدانة يتضاعف لديهن خطر إنجاب أطفال يعانون من تشوهات في القلب أكثر بضعفين من النساء ذوات الوزن الطبيعي ويزيد لديهن خطر إنجاب أطفال مصابين باستسقاء النخاع الشوكي أكثر بثلاثة أضعاف .
وأوضحت الدراسة أن التشوهات التي تصيب الأطفال يمكن أن ترتبط بنقص في بعض المواد الغذائية لدى المرأة التي تعاني من زيادة الوزن خصوصا فيتامين (بي 9) المسؤول عن العديد من التشوهات.
وهذا لا يعني أن النحفيات بصورة كبيرة أفضل!! حيث توصلت دراسة جديدة تم تقديمها في المؤتمر الدولي لجمعية طب الأم والجنين الذي أقيم في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا إلى أن النساء الحوامل الأكثر نحافة هن الأكثر تعرضا للإصابة بالغثيان والتقيوء في أشهر الحمل الأولى.
وقامت الدراسة بمتابعة 61 امرأة حامل يعانين من الغثيان والتقيوء وقامت بمقارنة أوزانهن مع نسبة شعورهن بالغثيان والتقيوء فوجدت أنه كلما قل وزن المرأة الحامل كلما زاد شعورها بالغثيان وعدد المرات التي تتقيأ بها.
وعلى المرأة الحامل سواء كانت نحيفة أو سمينة الاهتمام بنوعية غذائها حيث أشارت الأبحاث العلمية إلى أن تناول الأم الحامل للفيتامينات يؤدي لوصول نسبة منها إلى الجنين تصل إلى 20 %، كما تساعد على ولادة طفل سليم ومعافى، فالتغذية في فترة الحمل لا تعني تناول أي طعام فحسب، ولكن يجب أن يحتوي على فيتامينات ومعادن أكثر، فالحديد تحتاجه المرأة لزيادة عدد كرات الدم الحمراء لتفادي الأنيميا ولتغطية احتياجات الجنين والمشيمة من الهيموجلوبين.
وأثبتت الدراسات، أن ما بين 10 % إلى 20 % من النساء يعانين من انخفاض نسبة الحديد أثناء الحمل، لذلك يجب تناول الأدوية التي تحتوي على الحديد لتعويض النقص في الشهور الأولى للحمل خاصة في نهاية الشهر الثالث حيث تكثر الحاجة لهذا المعدن بالجسم.
كما تعاني بعض السيدات من انخفاض نسبة حمض الفوليك (ب9) بأجسادهن ونقص هذا الفيتامين يؤدي لحدوث تشوهات بالأجنة كما تقل المناعة لدى الأم والجنين في حال نقص هذا الفيتامين مما يعرضهما لكثير من أمراض ضعف المناعة..
أما بالنسبة لفيتامين (د) فعادة ما يؤدي نقصه إلى أعراض من الممكن أن تصيب الأطفال في الأشهر الأولى من عمرهم، عندما تكون الأمهات مصابات بنقص شديد من مخزونهن من هذا الفيتامين، غير أن الإصابة عادة ما تظهر لدى هؤلاء الأطفال في الفترة العمرية بين 4 ـ 12 شهراً، وهي فترة النمو المتسارع للطفل حيث يزداد طول الطفل حوالي 25 سنتيمتراً في عامه الأول.
للوقاية من الإصابة بالاضطرابات الناجمة عن نقص فيتامين "د" ينصح بالتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر وفترة العصر لمدة ربع ساعة تقريباً لثلاث مرات في الأسبوع من أجل تأمين احتياجات الجسم من هذا الفيتامين، إضافة إلى ذلك فإن التغذية تلعب دوراً مهماً في توفير عناصر غنية بفيتامين "د" كالأسماك وزيت كبد الحوت والألبان الطازجة والزبدة.
ومثل هذه الأغذية ضرورية للطفل والأم الحامل والمرضع أيضا. وينبغي تشجيع الرضاعة الطبيعية، وفي بعض الحالات يمكن إعطاء الطفل جرعة وقائية من فيتامين "د" أو وفقاً لإرشادات الطبيب من أجل الوقاية من الاضطرابات الناجمة عن نقص فيتامين "د" الضروري لصحة وسلامة العظام في الجسم
هذا وتوصل الباحثون إلى حقيقة مفادها أن ما تقوم به المرأة الحامل بعد اكتشاف الحمل لتحسين صحة جنينها لا يفيد كثيرا إذا كان غذاء الحامل فقيرا وقت الحمل.
بعد دراسة 4200 ملف طبي لحالات حمل خلال عشر سنوات اكتشف الباحثون في جامعة جلاسكو أن احتمال ولادة أطفال خدج أو يعانون من نقص خطير في الوزن عند الولادة يتحدد في مرحلة مبكرة للغاية من الحمل وأية إجراءات تقوم بها الحامل بعد ذلك لا تفيد في تحسين الوضع.
واستخدم الباحثون أجهزة إلكترونية عند دراسة صور الأشعة التي يتم إعدادها بالموجات فوق الصوتية للأجنة لقياس طول جسم الجنين ورأسه وتابعوا كل حالة حمل حتى لحظة الولادة. واكتشفوا أن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ذات أهمية قصوى. وأن الأجنة التي تتميز بالصغر بالنسبة لأعمارها خلال تلك الفترة تتضاعف مرتين احتمالات ولادتهم كمواليد خدج وتتضاعف احتمالات أن يكونوا من بين أصغر مواليد عند الولادة خمس مرات.
ويقول دكتور جوردن سميث الذي ترأس فريق الباحثين أنهم كانوا يعتقدون أن التفاوتات في وزن الأجنة عند الولادة تتحدد خلال النصف الثاني من فترة الحمل، ولكن أتضح الآن أن الظروف التي تمر بها المرأة خلال البدايات الأولى للحمل أو حتى قبل ذلك تسهم في حدوث نقص الوزن عند الولادة وتزيد مخاطر ولادة أطفال خدج.
ويقول دكتور سميث إن هذا الاكتشاف ربما يساعد على تفسير الأسباب التي تجعل برامج التغذية الإضافية للسيدات اللاتي يتوقع أن يرزقن بأطفال يعانون من نقص الوزن لا تزيد أوزان الأجنة إلا بمقدار أوقيتين أو ثلاث أوقيات. وأضاف أن الواضح على ما يبدو أن النمو الهزيل للجنين ربما يتحدد قبل أن تدرك المرأة أنها حامل أو قبل أن تعرض نفسها لعيادات رعاية السيدات قبل الولادة.
ويشير الباحث إلى أن أطباء التوليد لا يستطيعون عموما التكهن بولادة المواليد الخدج وعندما يولد مولود خدج، لا يعرف الأطباء سبب ذلك بوضوح بيد أن الدراسة التي قاموا بها توضح أن وصول المواد الغذائية بشكل غير ملائم للجنين ربما تفسر بعض الحالات. ويضيف أن محاولات بعض الأمهات تناول الطعام بكثرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ربما لا تكون ذات جدوى أيضا بسبب غثيان الصباح الذي تتعرض لهه الحامل._(البوابة)