في اليوم العالمي لـ حقوق الإنسان.. هذا ما عليك معرفته‎

تاريخ النشر: 10 ديسمبر 2019 - 08:51 GMT
حقوق الإنسان
حقوق الإنسان

حقوق الإنسان هي المبادئ الأخلاقية أو المعايير الاجتماعية التي تصف نموذجاً للسلوك البشري الذي يفُهم عموما بأنه حقوق أساسية لا يجوز المس بها "مستحقة وأصيلة لكل شخص لمجرد كونها أو كونه إنسان"؛ ملازمة لهم بغض النظر عن هويتهم أو مكان وجودهم أو لغتهم أو ديانتهم أو أصلهم العرقي أو أي وضع آخر. 

وحمايتها منظمة كحقوق قانونية في إطار القوانين المحلية والدولية. وهي كلّية تنطبق في كل مكان وفي كل وقت ومتساوية لكل الناس، تتطلب التماهي والتشاعر وسيادة القانون وتفرض على المرء إحترام الحقوق الإنسانية للآخرين. ولا يجوز ولا ينبغي أن تُنتزع إلا نتيجة لإجراءات قانونية واجبة تضمن الحقوق ووفقا لظروف محددة. فمثلاً، قد تشتمل حقوق الإنسان على التحرر من الحبس ظلما والتعذيب والإعدام. وهي تقر لجميع أفراد الأسرة البشرية قيمة وكرامة أصيلة فيهم. 

اليوم العالمي للطفل 2019: معلومات تهمك عن حقوقه

فالاعتراف بالكرامة المتأصلة لدى الأسرة البشرية وبحقوقها المتساوية الثابتة يعتبر ركيزة أساسية للحرية والعدل وتحقيق السلام في العالم. وإن ازدراء أو التغاضي وإغفال حقوق الإنسان، لهو أمر يفضي إلى كوارث ضد الإنسانية، وأعمالا همجية، آذت وخلّفت جروحا وشروخا عميقة في الضمير الإنساني. 

ولهذا فإنه من الضروري والواجب أن يتولى القانون والتشريعات الدولية والوطنية، حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم، ولكي لا يشهد العالم والإنسانية مزيدا من الكوارث ضد حقوق الإنسان و الضمير الإنساني جميعا.

ويُلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات بالقيام بتصرفات محددة، ويمنعها من القيام بتصرفات أخرى. وثمة مسؤوليات على الأفراد أيضاً: فمن خلال استخدامهم لحقوقهم الإنسانية، يجب عليهم أن يحترموا حقوق الآخرين. ولا يحق لأي حكومة أو جماعة أو فرد القيام بأي شيء ينتهك حقوق الآخرين.

أهمية حقوق الإنسان 

أخذت بيد المعذبين في الأرض بإيصال أصواتهم إلى كافة أنحاء الأرض، فحصلوا على حقوقهم بالتساوي مع غيرهم دون أيّ تمييز. منحت حقوق الإنسان المرأةَ مكانةً هامّة وساوتها بالرجل، كما أنّها أنقذتها من الاستغلال والانتهاك، إلا أنّه تجدرُ الإشارةُ إلى أن الحقوق التي مُنحت للمرأة من قبل المنظمات الدوليّة لم تكن أكثر عدلاً من تلك الممنوحة لها من الأديان السماويّة. 

وحافظت على حياة الأطفال، حيثُ سنّت القوانينَ والأنظمة التي تحدّ من استغلالهم، إلا أنّه بالرغم من ذلك ما زالت هناك فئة تعاني من الاستغلال والاستبداد. حفظت حقوق الإنسان كرامة الإنسان بمختلف أحواله. أبرزت حقوق الإنسان الجرائمَ المرتكبة بحقّ البشريّة بشكل جليّ.

متلازمة داون

 

أنواع حقوق الإنسان 

1- حقوق السلامة الشخصيّة، من ذلك المحافظةُ على حريّات الإنسانِ وأمنه، ومنع استعباده وتعذيبه. 

2- الحريّات المدنية، وتمنحُ الأفرادَ حريّةَ التعبير عن الآراء، والمعتقداتِ، وممارسة الشعائرِ الدينيّة والوجدانيّة. 

3- الحقوق الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وتتمثّلُ هذه الحقوقُ بكلّ ما ينبغي للإنسان الحصولُ عليه من حاجاتٍ أساسية، كما تمنحُه حقّه في العيش بمستوى من الرفاهية والرقي الاجتماعيّ، فتكفل له الصحة الرفاهية الخاصّة في جميع الأصعدة.

أهم حقوق الإنسان 

- حقّ الإنسان في المساواة وعدم التمييز. 
- حقّ الإنسان في التعليم. 
- الحقّ في الحصول على عمل. 
- حقّ الإنسان في المأكل، والمسكن، والصحة. 
- حُريّة الإنسان في الدين والمعتقدات. 
- حقّ الإنسان في الحصول على الضمان الاجتماعي. 
- الحق في محاكمة عادلة. 
- الحق في الخصوصية. 
- حرية التعبير عن الرأي. 
- حق الإنسان في امتلاك الأراضي فبدون هذا الحقّ لن يشعر الإنسان بالأمان والطمأنينة وبدونه يمكن لأيّ شخص الاستيلاء والسيطرة على مُمتلكات الآخرين بكلّ سهولة.

اتفاقيات حقوق الإنسان 

توسع القانون الدولي لحقوق الإنسان من خلال مجموعة متتالية من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية منذ سنة 1945م، ليشمل مجموعة الاتفاقيات الآتية لحقوق الإنسان، ومنها:

- اتفاقية منع الجريمة والإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وذلك سنة 1948م. 

- الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري وذلك سنة 1965م. 

- اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وذلك سنة 1979م. 

- اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989م. 

- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعافة عام 2006م.

مميزات حقوق الإنسان

1- أن حقوق الإنسان حقوق كونية وهي بذلك لم تعد شأناً داخلياً يقف عند الحدود الإقليمية للدولة ، كما أنها لا يمكن التصرف فيها أو نزع ملكيتها، ولجميع الأشخاص في جميع أرجاء العالم نفس الحقوق ، ولا يمكن لإنسان يملك تلك الحقوق أن يتنازل عنها، كما لا يمكن للآخرين أن يسلبوها إياه .

2- أن حقوق الإنسان كل لا يتجزأ سواء كانت تلك الحقوق حقوق مدنية، أم حقوق ثقافية، أم اقتصادية، أم سياسية، أم اجتماعية، فكلها حقوق أصيلة ومرتبطة بكرامة الإنسان، ومن ثم فجميعها على نفس المكانة كحقوق فلا يمكن تدريجها على نحو هرمي.

3- أن حقوق الإنسان حقوق متكاملة ومترابطة ويعني ذلك إن إدراك حق واحد منها غالباً ما يعتمد كلياً أو جزئياً على إدراك الحقوق الأخرى ، فعلى سبيل المثال حرية الصحافة لا يمكن ممارستها من الناحية العملية إلا إذا كانت هنالك ضمانات متوفرة كحرية الفكر والحرية الاقتصادية التي تجعل الأفراد الآخرين قادرين مادياً على إنشاء جهاز يقوم بإصدار الصحف.

4- أن حقوق الإنسان حقوق يتساوى فيها جميع الأفراد كبشر وذلك بسبب الكرامة المتأصلة فيهم،ولجميع الناس حق التمتع بحقوقهم الإنسانية دونما تمييز من أي نوع مثل التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غير السياسي أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي أمر آخر . وقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الأولى على : ( يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ) .

5- أن حقوق الإنسان شاملة لكل شخص , وأن لجميع الناس حق المشاركة والمساهمة والتمتع بالتنمية المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بفاعلية وحرية وكفاءة ، والتي يمكن في ظلها إدراك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية .

6- أن حقوق الإنسان تتسم بالواقعية ويعني ذلك أن الاهتمام بها انتقل من مرحلة كونه من المبادئ الأخلاقية والنظريات الفلسفية والأيدولوجية إلى مرحلة الممارسة الفعلية بعد أن مر بمرحلة التقنين وإلباسه ثوب الشرعية الدستورية والدولية ليصلٍ إلى مرحلة التطبيق الفعلي والإعمال الكامل .

7- أن حقوق الإنسان تُخضع للمحاسبية وسيادة القانون ، ويقصد بذلك أن على الدول وحاملي الواجبات أن يكونوا قابلين للمساءلة من قبل الجهات المعنية بمراقبة حقوق الإنسان ، وعليهم أن يخضعوا للمعايير والقواعد القانونية المتضمنة في مواثيق حقوق الإنسان . 

وحين يخفقون في هذا يكون في مقدور المتضررين من أصحاب الحقوق اتخاذ الإجراءات المناسبة للانتصاف أمام المحكمة المختصة أو أي جهة أخرى ذات اختصاص وذلك وفقا للقواعد والإجراءات التي ينص عليها القانون .

8- أن حقوق الإنسان قابلة للتسييس وذلك لأن اهتمام المجتمع الدولي بها بدأ يتخذ طابعاً سياسياً في معظم الدول وقد ساهم إدراجها في ميثاق الأمم المتحدة من جعلها مسألة تتقاطع فيها الإرادة السياسية الوطنية مع الإرادة الدولية، وأضفى عليها طابعاً سياسياً دولياً غلبها على الجانب التشريعي الوطني ولذا فإن حماية حقوق الإنسان التي هي غاية المجتمع الدولي كوحدة مترابطة تسعى لتحقيق مصلحة مشتركة قد تستخدم كوسيلة سياسية تسعى بعض الدولة الكبرى لاستغلالها بغرض تحقيق مصالح خاصة وخير مثال لذلك قيام الولايات المتحدة الأمريكية باعتماد مواضيع حقوق الإنسان في سياستها الخارجية .

خصائص حقوق الإنسان

1 - أنها ذات طابع عالمي، وأنها حق يتمتع به جميع أفراد الجنس البشري منذ الولادة. فهي لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي

2- أنها تركز على الكرامة المتأصلة والقيمة المتساوية لجميع أعضاء الأسرة البشرية. فقد وُلدنا جميعاً أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق ولكي يعيش جميع الناس بكرامة فإنه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية والأمن وبمستويات معيشة معينة

3 - حقوق الإنسان لا تُشترى ولا تُكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس لأنهم بشر وحقوق الإنسان متأصلة في كل فرد .

4 - حقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها ولا يمكن انتزاعها؛ فليس من حق أحد أن يحرم شخصاً آخر من حقوق الإنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده أو عندما تنتهكها تلك القوانين فحقوق الإنسان ثابتة وغير قابلة للتصرف .

5- أنها مضمونة وطنيا و دولياً وتحظى بحماية قانونية.

تصنيف حقوق الإنسان

لما كانت مفاهيم حقوق الإنسان لا يصح النظر إليها بوصفها حقوقا مجردة، وإنما هي تتطور من حيث نطاقها ومضامينها بتطور العلاقات الاجتماعية ودرجة التوافق بين المجتمعين السياسي والمدني في إطار هذه العلاقات الاجتماعية، لذلك فقد تباينت اجتهادات الباحثين بشأن تصنيفات هذه الحقوق وتقسيماتها المختلفة.

كما أن حقوق الإنسان في جوهرها حقوق في حالة حركة وتطور وليست حقوقاً ساكنة، وفي الوقت نفسه تتميز بالتنوع فيما بينها وهذا التنوع يعد مصدر ثراء له، ونظراً لعددها الكبير فقد وضعت معايير عديدة لاجل تصنيفها، فمنهم من يصنفها وفقاً للقيم التي تجسدها (اصلية ومشتقة) أو تصنف على أساس ممارسة الفرد لحقوقه في نطاق الجماعة فيحددها بـ (حقوق متعلقة بشخصية الفرد وحقوق متعلقة بفكرة وحقوق متعلقة بنشاطه) وهناك من يصنفها إلى حقوق (فردية وجماعية وتضأمنية).

وتصنف هذه الحقوق إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى: من حيث الأهمية تقسم إلى حقوق أساسية وغير أساسية.
المجموعة الثانية: من حيث الأشخاص المستفيدين منها تصنف إلى حقوق فردية وحقوق جماعية.
المجموعة الثالثة: من حيث موضوعها تصنف إلى حقوق مدنية وسياسية من جهة وحقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية من جهة أخرى.
المجموعة الرابعة: وهناك طائفة جديدة من الحقوق الحديثة والتي تسمى بحقوق التضامن.