إعصار مرض الكورونا يضرب الدول العربية

تاريخ النشر: 18 يونيو 2013 - 09:04 GMT
فيروس كورونا
فيروس كورونا

بعد فيروس السارس وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، يطل فيروس نادر برأسه على العالم مربكًا منظمة الصحة العالمية. الفيروس الجديد شُخّص بأنه فيروس غامض ونادر من عائلة «الكورونا فيروس»، وبحسب المعلومات الأولية تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق والسعال وارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس وصداع وقد يتماثل بعدها المريض للشفاء.

وتشير السجلات الى أن أول تسجيل لحالات فيروس كورونا نوفل تمت في سبتمبر 2012 في الخليج العربي، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم سجلت حالات في السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية وبريطانيا وفرنسا. وبينما يتنامى القلق العالمي من مخاطر الفيروس الجديد واحتمالات تحوله لوباء فتاك، يؤكد الخبراء أهمية النظرة العلمية للمرض وعدم التعامل معه بمبالغة أو تهويل، ولكن أيضًا من دون التهوين من شأنه وإهمال المعطيات الأخيرة حول قدرته على الانتقال المباشر بين البشر.

ويشير الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، واستشاري الأمراض المعدية وطب الأطفال في مستشفى الملك عبدالله المؤسس في الأردن الدكتور وائل هياجنة إلى أن فيروسات كورونا (أي الفيروسات التاجية) هي عائلة متنوعة تصيب البشر كما تصيب الحيوانات، وتتراوح أعراض الإصابة بين الناس من التهابات تنفسية بسيطة تصيب المجاري التنفسية العليا إلى التهابات تنفسية حادة وشديدة. وقد ظهرت أهمية هذه الفيروسات إلى الملأ عام 2003 عندما تسببت سلالات جديدة منها ذات طفرات جينية بظهور حالات الالتهاب التنفسي الحاد «سارس» في آسيا، فأصابت أكثر من ثمانية آلاف شخص توفي منهم ما يقارب ثمانمائة.

وحول ما يميز فيروس كورونا نوفل عن سارس، قال أخصائي الأمراض المعدية إن هناك شبها من الناحية الجينية بين الفيروسين، لكن نوفل يحتوي طفرات جينية جديدة تجعل الكشف المخبري عنه متعذرا باستخدام فحوص الكشف عن سارس. أما وبائيًا فإن هناك اعتقادًا حذرا بأن انتشار فيروس كورونا نوفل من إنسان إلى آخر يبقى محدودًا بعكس فيروس سارس الذي أثبت سابقا قدرته على الانتقال بين البشر.

ولكن هناك من العلماء من يجادل بأن فيروس نوفل قد يظهر لاحقا قدرة تفوق فيروس سارس على الانتقال بين البشر بسبب اكتشاف مستقبلات جديدة خاصة موجودة في طيف واسع من الكائنات الحية يمكن لها أن تبرر هذه القدرة على الانتشار. وفصيلة فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة تشمل فيروسات قد تسبب طائفة من الأمراض للإنسان، تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس).

كما تسبب الفيروسات المنتمية إلى هذه الفصيلة عددًا من الأمراض لدى الحيوانات. ونظرًا الى أن هذا النوع من الفيروس مستجد، فإن المنظمة عاكفة على العمل مع البلدان والشركاء من أجل جمع مزيد من المعلومات عنه وتحديد آثاره على الصحة العمومية. وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسببًا قصورًا في وظائف أعضاء الجسم مما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت سابقًا أن الفيروس الغامض الجديد ينتمي إلى العائلة التي ينتمي إليها فيروس «سارس»، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، فضلا عن كونه يصيب الجهاز التنفسي، قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهابًا حادًا في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي. عمومًا، هذه بعض المعلومات عن الفيروس كورونا ونتمنى على الله السلامة، ولكن يراودني سؤال، لماذا تنتشر الفيروسات الوبائية - عادة - قبيل موسم الحج؟