يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة. فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.
من المعروف أنّ يوم عرفة من خير الأيّام التي طلعت فيها الشّمس، وهو يومٌ يقف فيه الحجيج بين يديّ ربّهم في ثيابٍ لا تفريق فيها بين الفقير والغنيّ، وبين الملوك والأتباع، فكلّهم سواسية في مشهد يتذكّر فيه المؤمنون لقاءَ ربّهم يومَ الحشر، وموقف كهذا لهُ من الأمر ما ليس لبقيّّة المواقف، لذا فإنّ للدّعاء فيه فضائل عظيمة تتناسب وهَيبة الموقف.
إن الدّعاء يوم عرفة مع إخلاص التوجّه إلى الله، والصّدق في الطّلب، والتّوكّل عليه وحده، يجعل الدّعاءُ مُستجاباً بإذن الله تعالى، وهذا من أعظم فوائده في يوم عرفة؛ إذ يستجيب الله لكَ دعاء هذا اليوم، وإن لم يتحقّق كما أردت فكُن علي يقين بأنّ الله قد اختار لكَ أمراً أفضل أو دفعَ عنكَ مكروهًا قد أحاط بك وأنت لا تَعلم عنه شيئاً، وقد وصفَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الذي رواه التّرمذيّ بأنّ خير الدّعاء دُعاء يوم عرفة ونصّ الحديث :(خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).