أعلن أخصائي في علم التناسل وعلم الوراثة مؤخرا عن إجرائه أول عملية استنساخ بشري لجنين سيدة قال إنها تأمل في إنجاب أول طفل مستنسخ في العالم. وجاء إعلان الأخصائي المثير للجدل الدكتور بانوس زافوس وهو أمريكي الجنسية في مؤتمر صحفي ليفجر بذلك قنبلة أثارت سخطا عاما في مختلف الأوساط في لندن.
وأوضح، حسب وكالة الأنباء الكويتية، انه تمكن بنجاح من غرس جنين مستنسخ في رحم الأم البالغة 35 عاما. وكان الدكتور زافوس قد دعا للمؤتمر الصحفي لمناقشة مسألة البحث عن سيدة مستعدة للتطوع لإجراء عملية استنساخ جنين لها إلا انه فجر في نهاية المؤتمر قنبلته بان أعلن للصحفيين انه أجرى العملية بالفعل على السيدة مثيرا ردود فعل عنيفة لدى المهتمين والصحفيين كذلك الذين وصف أحدهم الدكتور زافوس بأنه "محتال كبير".
وليس من المؤكد إن ينمو الجنين ليصل إلى مرحلة الحمل لكن الأخصائي قال أن فرص النجاح تبلغ 30 في المائة. ورفض زافوس إعطاء تفاصيل لاسيما حول جنسية المرأة أو موعد إجراء العملية لكنه أكد إن العملية لم تجر في بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا.
كما رفض تقديم أي دليل عملي حول الإجراءات التي اتبعها واكتفى بالقول "ليست لدي حالة حامل الآن لأعلن عنها ولكن استعدوا بعد أسبوعين أو ثلاثة" في إشارة إلى نتيجة عملية زرع الجنين للمرأة. وقد عارضت منظمات إنسانية بشدة تلك العملية وقالت أنها عرضت المرأة لخطر كبير جدا.
وفي هذا الإطار قال باتريك كاسورث وهو ناشط في إحدى المنظمات الإنسانية "هناك بعض الشك يراودني في دقة ما أعلنه الدكتور زافوس...ولكن إذا تحول ما قاله الدكتور زافوس إلى واقع فإنني أقول انه عرض حياة المرأة التي كشف عنها لخطر كبير". وأضاف "نحن نشعر بان الدكتور زافوس عرض حياة تلك المرأة لخطر الانتحار تقريبا من اجل دوافعه المالية وإرضاء لغروره".
من جانبه دان وزير الصحة البريطاني جون ريد تلك المحاولة ووصفها بأنها نموذج لسوء استغلال علم الوراثة. وأضاف ريد خلال المؤتمر الصحفي "إن استنساخ الأطفال أمر غير قانوني في المملكة المتحدة وان الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع إجراء أي عملية من هذا النوع في بريطانيا" في إشارة إلى قانون حظر الاستنساخ البشري لعام 2001.
ومضى إلى القول "نحن إحدى البلدان القليلة في العالم التي أصدرت تشريعات لحظر مثل تلك العمليات ولن يكون هناك استنساخ للأطفال في المملكة المتحدة طالما اشغل منصب وزير الصحة في البلاد". وأكد سعي بلاده إلى استصدار تشريع عالمي عبر الأمم المتحدة لحظر مثل تلك العمليات.
وتشبه عملية استنساخ الجنين البشري كتلك العملية التي استنسخت منها النعجة (دوللي) مع بعض التغييرات الطفيفة. وتطرق الدكتور زافوس إلى عملية فصل خلايا الجنين ليشكل جنينين يتم فصلهما خارج رحم الأم (في أنابيب مخبرية) ليستخدم أحدهما كنسخة جسدية احتياطية لصالح الأخرى.
وقال في هذا الإطار "إن الجنين يمكن تقسيمه إلى جنينين أما لاستخراج طفلين يحملان نفس المواصفات او الاحتفاظ بأحد الجنينين في الثلاجة ليكون بمثابة قطع غيار للجنين الآخر..إذ يستخدم الجنين الاحتياط كمصدر لخلايا الجذع في حال إذا واجه الطفل من الجنين الأول لمشكلة في النمو".
وأفاد انه إذا نجحت عملية الحمل والولادة فان الأم والأب والطفل سيخضعون لفحص الحمض النووي (دي ان ايه) للتأكد من ان الإجراءات كانت صحيحة.
أما أخصائي علم التناسل الدكتور بيتر براود من مستشفى "كينغز كوليج" فقال أن "عملية فصل الأجنة ليست جديدة إذ تم إجراؤها على الحيوانات قبل 15 عاما ولكن كان دائما ترافقها نسبة نجاح بسيطة وان زملاءه (في إشارة إلى زافوس) يريدون إجراءها من اجل الشهرة وليس لتقدم العلم".