صلاة الاستسقاء

تاريخ النشر: 26 نوفمبر 2019 - 11:30 GMT
صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء

تعدّ صلاة الاستسقاء من السنن المؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يؤديها الرجال والنساء جميعاً عند حاجتهم للماء، ويسنّ فيها الجماعة، إلّا أنّها تصحّ من المنفرد كذلك، كما يسنّ لها أن تؤدّى في الصحراء، ويصحّ أداؤها في المسجد أيضاً، إلّا أنّها إن أقيمت في جماعةٍ في الصحراء كان ذلك أكمل فيها، وأبلغ في الخشوع والخضوع، كما يكون في ذلك تواضع أكبر لله تعالى، ويجوز أداء صلاة الاستسقاء في أي وقتٍ من الأوقات، عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، وأفضل وقتها بعد طلوع الشمس بمقدار رمحٍ؛ أي بعد طلوع الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، إلى حين الزوال، ويسنّ للمسلمين في خروجهم إلى صلاة الاستسقاء أن يخرجوا متذلّلين، ومتواضعين، ومتبذّلين، ويُظهروا كمال الافتقار لله عزّ وجلّ، والحاجة له، ولهذا فإنّ التجمّل والتزيّن لصلاة الاستسقاء غير مشروعٍ.

كيفية أداء صلاة الاستسقاء 

اتفق جميع العلماء القائلين بمشروعية صلاة الاستسقاء على أنّها تؤدّى ركعتان، إلّا أنّهم اختلفوا في صفة أدائها، وذهبوا في ذلك إلى رأيين اثنين، بيانهما كالآتي:

- الرأي الأول: أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى على ذات الصفة التي تؤدّى بها صلاة العيد، فيكبّر الإمام في الركعة الأولى منها سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، وهذا قول الشافعية، والحنابلة، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، واستدلوا لقولهم بحديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ).

- الرأي الثاني: أنّ صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين، كهيئة ركعتي النافلة ومطلق التطوّع، وهذا قول المالكية، والأوزاعي، وأبو ثور، وإسحاق، واستدلوا لقولهم بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ)، ففي هذا الحديث ونحوه لم يذكر الرواة التكبيرات في صلاة الاستسقاء، ممّا يدلّ على أنّها كصلاة النفل والتطوع. 

واتفقت جميع المذاهب على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي تُشرع فيها الخطب؛ لأنّ الناس إنّما اجتمعوا لها ليسمعوا، وللإمام أن يقرأ فيها ما شاء له من القرآن الكريم، إلّا أنّ الأولى والأفضل أن يقرأ بما يقرأ في صلاة العيد، فيقرأ فيها سورتي ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو الأعلى والشمس، ولا تفسد صلاة الاستسقاء بحذف التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لذلك سجود السهو.