صديقك المخلص.. يشاركك الأمراض أيضا!!

تاريخ النشر: 25 يناير 2005 - 02:16 GMT
البوابة
البوابة

قال العلماء إن الصداقة الطويلة التي ربطت بين البشر والكلاب على مدى عقود جعلت الفصيلة الكلبية أكثر عرضة لسلسلة طويلة من الأمراض كانت مقتصرة في السابق على بني البشر فقط.  

 

وعرض الباحثون من مختلف فروع المعرفة الذين تحدثوا في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لتقدم العلوم في سياتل بواشنطن كيف ساهمت مشاركة بني البشر على مدى آلاف من السنين في نفس البيئة والماء والغذاء في التأثير على الكلاب. 

 

وقال الباحثون، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إن السرطان والصرع والعشى الليلي والجلوكوما تعد بعضا من الأمراض والعلل التي تنتشر بين الكلاب المستأنسة بنفس الطريقة التي تشيع فيها بين البشر. 

 

ويقول البروفسيور جوردون لارك من جامعة أوتاه إن الأمر لا يبدو كله سيئا فالتشابه بين الفصيلة الكلبية وبني الإنسان في الأمراض تشير إلى أن البحث في البنية الوراثية للكلاب والأسباب الجينية لأمراض الكلاب ربما تمثل فائدة للإنسان. 

 

ليس هذا وحسب بل أنه يعتبر الآن أحدث وسيلة علاجية توصل إليها مجموعة من خبراء علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ان الحصول على كلب أليف يستمع إلى مشاكلك وهمومك، وبالتالي إخراجك من حالات اكتئاب ووحدة قد تؤثر عليك!!  

 

حيث أثبتت الأبحاث والدراسات الميدانية أن هناك ثلاثة من أربعة أزواج تقريبا يتحدثون مع حيواناتهم الأليفة اكثر مما يتبادلون الحوار مع زوجاتهم خاصة بعد مرور سنوات طويلة من الزواج أو في حالات الخلافات التي تنشأ بين معظم المتزوجين.  

 

كما أشارت هذه الدراسات التي استمرت اكثر من خمس سنوات إلى أن وجود تلك الحيوانات الأليفة تحد من الإصابة من العديد من أمراض العصر، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر أيضا قد تكون جزءا من علاج بعض أمراض الاكتئاب!!  

 

وهذه ليست أولى التقارير النفسية التي تظهر مدى الراحة التي يشعر بها الأشخاص بوجود حيوان أليف في المنزل حيث أظهرت الداسات أن ملايين الأوروبيين والأوروبيات يشعرن بالراحة والاطمئنان بالقرب من حيوان منزلي يربونه ويرعونه مثل القطة أو الكلب.  

 

حيث تشير إحصائية جمعية الرفق بالحيوان في ألمانيا إلى وجود ما يقترب من 4 ملايين كلب و 7 ملايين قطة داخل بيوت العائلات الألمانية. قد يقول بعض الباحثين إن تربية الكلاب على الطاعة يعبر عن رغبة إنسانية دفينة بترويض البشر، وقد يشير البعض الآخر إلى أن شعر الحيوانات المنزلية يثير نوبات الربو والحساسية.  

 

إلا أن دراسة أميركية جديدة تقول إن الأقارب أو الأصدقاء الأوفياء، بل وحتى الزوج أو الزوجة، لا يوفرون الراحة النفسية للإنسان كما يوفره وجود الكلب.  

 

ويقول العلماء في تقرير نشرته المجلة المختصة "سايكوماتيك ميدسين"، إن تأثير الحيوان المنزلي على الإنسان، في المواقف الصعبة، يتفوق على تأثير أقرب الأحباب. وبنت الباحثة كارين ألين وفريق عملها، من جامعة نيويورك في بوفالو، في استنتاجاتها حول تأثير الحيوانات المنزلية على راحة بال الإنسان، على نتائج دراسة أجرتها بين 240 زوجا ودرست أوضاعهم ومواقفهم في بعض المواقف العصيبة.  

 

وطرح الباحثون على المتطوعين مسائل رياضية معقدة وطالبوهم بحلها ثم جعلوهم بعد ذلك يضعون أيديهم في إناء ماء مثلج لمدة دقيقتين. وقاس الباحثون ردود فعل المتطوعين على شاشة تلفزيون ومن خلال قياس سرعة نبض القلب ومدى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.  

 

وللمقارنة فقد أعاد الباحثون التجربة مرة ثانية وثالثة ولكن بأن يضع الزوج أو تضع الزوجة يدها بيد زوجها أو بيد أقرب صديق بدلا من إناء الماء البارد، أو، كبديل ثالث، أن يضع يده على جسد حيوانه البيتي الأليف.  

 

واتضح من خلال نتائج الفحص أن أصحاب الحيوانات المنزلية سجلوا ضغط دم أقل وسرعة نبض افضل حينما واجهوا المسائل الصعبة وهم بالقرب من حيواناتهم المدللة. كما أظهر هؤلاء، وهم قرب حيواناتهم، اطمئنانا أكبر وتوتراً أقل بالمقارنة مع وضع اليد بيد الزوج أو الصديق.  

 

والأدهى من ذلك هي علاقة الحيوانات المنزلية بتفوق الناس بالرياضيات لأن نتائج الدراسة أثبتت أن أصحاب الحيوانات الأليفة ارتكبوا أخطاء أقل في حل المسائل الرياضية من الآخرين الذين كانوا يحلون المسائل الرياضية وهم يضعون أيديهم بأيدي أزواجهم.  

 

ومن جانب آخر أكدت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين يعيشون في أسر تقتني الحيوانات الأليفة يتمتعون بجهاز مناعي قوي كما أنهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض. وأضافت أنهم أكثر انتظاماً في حياتهم الدراسية بدون غياب مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين تخلو بيوتهم من هذه الحيوانات.  

 

وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة إندبندنت البريطانية أنها وجدت أن أحد الأجسام المضادة والذي يعرف اختصارا بـ (آي جي إيه) يوجد في لعاب الأطفال ويستخدم كمؤشر على قوة جهاز المناعة موجود بمعدلات أكثر ثباتاً لدى أطفال الأسر التي تقتني الحيوانات الأليفة مقارنة بغيرهم مما يدل على قوة جهازهم المناعي وقدرته على الوقاية من العديد من الأمراض.  

 

وعلى الرغم من أن الدراسة تعزز الفرضية الشائعة التي يعوزها البرهان من أن النظافة المفرطة في مراحل العمر المبكرة تضعف جهاز المناعة وهو سبب يمكن أن يفسر تفشي مرض الربو بمعدلات كبيرة بين الأطفال هذه الأيام إلا أنها حذرت من أن الالتصاق الشديد بالحيوانات الأليفة ومعايشتها لفترات طويلة قد يسبب مشاكل صحية من بينها دودة طفيلية توجد في الكلاب وتؤدي إلى آلام بالمعدة وأضرار بالعين. _(البوابة)