صدر مؤخراً،عن دار النشر الإسرائيلية "العبرية" كتاب إسرائيلى جديد بعنوان "العرب الجيدون"، يتناول جذور العلاقات المشحونة بين فلسطينيى الـ 48 والمؤسسة الإسرائيلية الأمنية.
ويتوافق الكتاب مع الرؤية الإسرائيلية، التى تعتبر "العرب الجيدون" هم العرب العملاء والمتعاونون مع سياستها.
وتأتى تسمية الكتاب منسجمة مع المثل الإسرائيلى الشائع: "العربى الجيد، هو العربى الميت"، فى حين يتناول كتاب "العرب الجيدون"، مسألة العلاقة بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفلسطينيى الـ 48، على خلفية الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، من زاوية غير عادية.
ويؤكد الكاتب د.هيليل كوهين، الباحث فى "معهد ترومان" التابع للجامعة العبرية، والباحث أيضاً فى معهد القدس للدراسات الإسرائيلية حسب صحيفة العرب اونلاين، فى كتابه "العرب الجيدون"، بأن إسرائيل منذ قيامها، اعتبرت العرب، "طابوراً خامساً" مثالياً، وسعت لإمتلاك أراضيهم، وسلب هويتهم، والسيطرة على طريقة تصويتهم.
ويشير إلى أن الكتاب يستند فى معظمه إلى وثائق سرية جداً من ملفات "الشاباك" "جهاز الأمن العام"، وديوان رئيس الوزراء، والوحدات الاستخباراتية المختلفة، والأقلية العربية العاملة فى شرطة إسرائيل، والتى تنشر لأول مرة، وتكشف القصة التى لم تروَ حتى الآن، حول ما تسميه إسرائيل، "الاختراق المخابراتى العميق" للمجتمع الفلسطينى فى إسرائيل، من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.
ويقول كوهين فى كتابه، بأن المخابرات الإسرائيلية وعملائها، كانوا أداةً أساسية فى تحقيق العديد من الأهداف، منها: "تشغيل العملاء خارج الحدود لأهداف التجسس، والتخريب، والسطو والقتل"، وعملاء آخرين من وسط "القيادة العربية"، ساهموا فى مصادرة الأراضي، وتجنيد أصوات الناخبين، وإحباط نشأة التنظيمات "المعادية"، على حد تعبيره.
ويعرض الكاتب، من خلال عشرات الأحداث والقضايا، تاريخاً بديلاً للمجتمع الفلسطينى فى إسرائيل، وكذلك لإسرائيل نفسها.
ويعرض فى الكتاب، قوة التمرد للجيل الأول للنكبة، وعملية زعزعة صورته المقبولة "كمستسلم وسلبي"، ويشير أيضاً إلى القصة الحقيقية من وراء تجنيد الدروز فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويوضح كيف جندت المخابرات الإسرائيلية شخصيات فلسطينية للعمل لصالح المؤسسة الإسرائيلية.
ويعرض الكتاب كذلك قصة اللقاء بين أقلية تبحث عن طريقها، وبين دولة تفتقر إلى الأمن، وقصص الشخصيات، "العرب واليهود، الجواسيس والمخابرات"، التى عاشت تلك الأحداث، وساهمت فى صنعها على حد زعمه.
