يجادل الكثيرون فيما اذا كانت الرضاعة الطبيعية هي الافضل، وما اذا كان قرار الارضاع هو أمر شخصي يخص الام أم ينبغي تكليفه من قبل القانون؟ وفقا لقانون جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن ترضع الام الجديدة مولودها لمدة عامين.
ويعتبر قانون حقوق الطفل في المجلس الوطني الاتحادي هو الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة. الذي يهدف إلى حماية الأطفال من الإيذاء وسوء المعاملة، وقد لاقى هذا القانون ترحيبا واسعا منذ صدوره. ولكن بندا واحدا في قانون حقوق الطفل جعل النساء في حيرة من امرهن سواء كن يرضعن أم لا. فالقانون يلزم الأمهات الجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة بارضاع المولود الجديد رضاعة طبيعية لمدة عامين.
ولكن ماذا عن النساء اللاتي لا يستطعن الارضاع؟
عندما تكون الام غير قادرة على إرضاع الطفل، سيتم توفير مرضعة له. فهل تتخيل أن تضطر إلى اعطاء طفلك لامرأة أخرى لإرضاعه؟ كيف سيتم فحص هؤلاء النساء ؟ من الذي سيدفع لهن ثمن الرضاعة؟ على ما يبدو، فأن القانون لم يأخذ في الاعتبار تعقيدات العلاقة بين الأم والطفل اثناء الرضاعة الطبيعية. وتحديد ما إذا كانت المرأة قادرة أم غير قادرة على الإرضاع طبيا - انه قرار معقد ينطوي على صحتها الجسدية والعقلية وكذلك احتياجات الطفل. وبالتأكيد هي ليست مقاسا يناسب الجميع . أما بالنسبة لأولئك الذين يختارون ببساطة عدم الإرضاع ؟ فلا زالت العواقب غير واضحة. قد يكون باستطاعة الرجال رفع دعوى قضائية ضد زوجاتهن لعدم التزامهن بالرضاعة الطبيعية، مما يزيد من تعقيد القضية التي ينبغي أن تكون في نهاية المطاف اختيارية لأي امرأة - وليست فرصة للرجل ليمارس سيطرته!
لا أحكام إضافية أو مساعدة للامهات العاملات
عامين هي فترة طويلة. وبالنسبة للمرأة العاملة، فإنه من الصعب للغاية أن تستمر في الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة. وينص القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة لحقوق الطفل على الرضاعة الطبيعية دون وضع نظام دعم للأمهات اللاتي لا يعتبرن في نهاية المطاف سوى مصدر للتغذية الصحية. مضخات الحليب غالية الثمن. ولا تعطى النساء دائما أماكن نظيفة، وخاصة لضخ ما يكفي من حليب الثدي في مكان العمل. كما لا يتم تشجيع النساء على الرضاعة في الأماكن العامة. فكيف من المفترض أن تلتزم النساء بشكل مثالي بقانون تمديد الرضاعة الطبيعية دون أي نوع من الدعم أو الحوافز؟
نحن نعلم أن حليب الأم هو الأفضل. ولكن الأصح لا يعني أن حليب البودرة ضار. يجب ان تكون المرأة قادرة على اتخاذ القرارات التي تناسب أسلوب حياتها، واختياراتها، ومزاجها وصحتها. بالنسبة لبعض النساء - وبالنسبة لبعض الأطفال - أفضل حل هي الرضاعة التكميلية أو التغذية بحليب البودرة. وإذا رغبت أي دولة في زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية، فالقوانين الإلزامية ليست هي الحل. دعم النساء اللاتي يخترن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الطبيعية لتشجيع الآخريات على اتباع هذا المسار. فالأفضل لا يعني دائما الأسهل، والامهات المرضعات بحاجة إلى دعم في المنزل، وفي مكان العمل لتحقيق رضاعة طبيعية ناجحة.