داء الليشمانيات هو مجموعة من الأمراض الطفيلية يسببها عدد من أنواع الأوالي من جنس الليشمانيا، تتفاوت تظاهرات المرض من آفات جلدية تشفى عفوياً (داء الليشمانيات الجلدي) إلى مرض جهازي فتّاك (داء الليشمانيات الحشوي).
داء الليشمانيات عبارة عن عدوى طفيلية تنتقل عن طرق لسعة ذبابة صغيرة تدعى ذبابة الرمل أو الفاصدة، وتتواجد ذبابة الرمل في المناطق الرملية و المناطق شديدة الحرارة.
أسباب الإصابة بداء الليشمانيات:
يعود سبب الإصابة بداء الليشمانيات إلى كائن طفيلي يطلق عليه اسم الليشمانيا، ينتقل هذا الطفيلي إلى ذبابة صغيرة تسمى ذبابة الرمل أو الفاصدة بعد أن تلسع حيواناً مصابًا بهذا الداء مثل القوارض أو الكلاب، أو تلسع إنسانا مصابا بالطفيلي.
وتنقل ذبابة الرمل المرض من شخص إلى آخر، حيث يصعب رؤيتها كونها صغيرة الحجم لا يزيد حجمها عن ثلث حجم البعوضة، بالاضافة إلى أنها لا تصدر أي صوت عند الطيران، الأمر الذي يجعل الانتباه لها أمر صعباً.
أعراض داء الليشمانيات:
تتجسد أعراض داء الليشمانيات في ظهور جروح متقرحة على مناطق الجسم وذلك خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بعد التعرض للسعة، ويكبر حجم الكتلة بشكل بطيء خلال بضعة أسابيع وأحياناً تصبح الكتلة متقرحة.
وقد تنتقل عدوى الليشمانيات من الأم الحامل إلى جنينها، أو من خلال عملية نقل الدم إن كان الدم ملوثاً بالداء، أو عند استخدام الإبر والأدوات الملوثة بالداء.
أنواع داء الليشمانيات:
- داء الليشمانيات الجلدي:
هو الأكثر شيوعاً ويسبب تقرحاً في الجلد.
- داء الليشمانية الحشوي:
الذي يؤثر على الكبد، الطحال، نخاع العظم، وهو النوع الأكثر خطورة .
- داء الليشمانية المخاطية:
الذي على يؤثر على الأنف والحنجرة والفم.
علاج داء الليشمانيات:العلاج
تختلف حساسية مختلف أنواع الليشمانيات للأدوية المختلفة، ولذلك لا يمكن تعميم المعلومات من تجارب على نوع معين من الليشمانيات على غيره من الأنواع؛ كما أن البحوث في مجال المعالجة قليلة، والكثير من التجارب السريرية يجرى بدون تحديد النوع المسبب، خاصةً في داء الليشمانيات الجلدي، لأن مناطق توطن مختلف أنواع مسببات الليشمانيا الجلدية يمكن أن تتطابق، بخلاف داء الليشمانيات الحشوي.
يمكن تقسيم خيارات العلاج إلى دوائية ولادوائية، والدوائية إلى مجموعية وموضعية. يتطلب داء الليشمانيات الحشوي معالجات دوائية مجموعية حتماً.
- المعالجات الدوائية المجموعية:
مركبات الأنتيمون خماسية التكافؤ
تستعمل لمعالجة داء الليشمانيات منذ عقود. يوجد مركبان: ستيبو غلوكونات الصوديوم (sodium stibogulconate)، الاسم التجاري Pentostam، ويعطى حقناً عضلياً أو وريدياً، وميغلومين أنتيمونيات (meglumine antimoniate)، الاسم التجاري Glucantime، ولا يعطى حقناً وريدياً. الشوط العلاجي يتألف من 10 حقن إلى 20 حقنة يومياً.
فعاليتها متفاوتة حسب النوع المسبب ووجود المقاومة الدوائية. مركبات الأنتيمون سامة ولها محاذير استعمال وأعراض جانبية، فهو سام للأوردة عند الحقن الوريدي، يمكن أن يسبب خللاً في الناقلية القلبية لذا تتم مراقبة مخطط القلب الكهربائي أثناء التسريب الوريدي، كما يمكن أن يسبب التهاب البنكرياس أو يؤدي إلى التأق. ومن أعراضه الجانبية الغثيان والإقياء وطعم معدني في الفم وآلام مفصلية وعضلية. الحقن العضلي يخفض خطر التهاب الوريد أو اضطرابات نظم القلب، إلا أنه مؤلم للغاية. يوجد خطر تطور المقاومة الدوائية، كما حدث في ولايتي بيهار وأوتار براديش الهنديتين.
أمفوتيريسين B: من الأدوية الفعالة ضد جميع أنواع الليشمانيات لكن استعماله محدود نتيجة سميته، يُستخدَم كعلاج صف ثاني في حال المقاومة للأنتموان. توجد له صيغة دوائية مقرونة بجسيمات شحمية سميتها أقل لكنها أغلى.
باروموميسين: قيد تجارب الطور الثالث حالياً.
ميلتيفوسين(miltefosine): الدواء الفموي الوحيد ذو فعالية مثبتة ضد داء الليشمانيات الحشوي، حتى المقاوم لمركبات الأنتيمون. تم تطويره أساساً كمضاد للسرطان، لذا يتصف بكامن ماسخ ويتطلب الحذر عند وصفه للنساء في سن الإنجاب. كما أن طول نصف عمره قد يساعد على تطور المقاومة ضده.
- المعالجات الدوائية الموضعية:
هذه لا تُستخدم إلاّ في داء الليشمانيات الجلدي
1- حقن مركبات الأنتيمون الخماسية ضمن الآفة:
كما هو موصوف أعلاه. فعاليتها تقارب فعالية الإعطاء المجموعي أو تفوقها قليلاً، ومن محاسنها أن الجرعة المجموعية تكون أقل، وكذلك السمية والأعراض الجانبية والمخاطر. التركيز الموضعي (ضمن الأفة) يكون عالياً جداً، ولكنه ينخفض بسرعة على الأرجح. تواتر الحقن يختلف من بلد إلى آخر، وكذلك مدة الشوط العلاجي، من حقن كل يومين ثلاث مرات مع استراحة شهر، إلى حقن مرتين بالأسبوع أو أسبوعياً أو كل أسبوعين لعدة أسابيع متتالية. لا يمكن تطبيقه عندما تكون الآفات كثيرة أو ضخمة أو تقع في مناطق يصعب حقنها.
2- معالجات أخرى حقناً ضمن الآفة:
تمت تجربة حقن بعض المركبات الأخرى ضمن الآفة، مثل مترونيدازول أو كبريتات الزنك، ولكن النتائج لم يتم تأكيدها في تجارب أخرى مستقلة.
3- معالجات سطحية:
توجد تجارب فردية لتركيبات جلدية، مثل مرهم باروموميسين أو سلفات الزنك وغيرها، لكن لم تثبت فعالية أي منها في تجارب مستقلة.
4- المعالجات اللادوائية:
- المعالجة بالبرد: أي تجميد الآفات بالآزوت السائل أو الثلج الجاف، يمكن أن تكون فعالة في الآفات الجديدة بمفردها أو بالمشاركة مع معالجات دوائية، دراسات الفعالية محدودة، مع أن التبريد يُستعمل منذ عقود.
- المعالجة بالحرارة:بتطبيق مصدر حراري تقليدي أو مصدر لأمواج كهرطيسية بذبذبة الراديو. الدراسات محدودة.
- التبخير بالليزر: الدراسات قليلة لكن النتائج تبدو مشجعة.
- الكي من المعالجات الشعبية وربما الفعالة، لكن الندبة المتشكلة قد تكون أكبر من الندبة التي تتشكل بالشفاء العفوي.
- الاستئصال الجراحي قليل الفعالية بسبب احتمال النكس.
الإنذار:
التواجد في الاحياء و الغابات التي قد يوجد فيها هذا النوع من الحشرات المسببة لداء الليشمانيات مثل الفاصدة الباباتاسية و بعش الحيوانات البرية مثل القردة.
الوقاية والمكافحة:
تستعمل اللقاحات في بعض البلدان للوقاية من انتشار المرض.
المزيد:
سرطان الحنجرة: أسبابه، أعراضه، تشخيصه!
الكُتل في الثدي: الأنواع، الأعراض، طرق العلاج!
الأزمة القلبية: معلومات صحية يجب معرفتها