خبايا الشارع العربي في كتاب " إنهم بشر أيضا "

تاريخ النشر: 13 يناير 2008 - 07:20 GMT

امستردام: يتناول كتاب "إنهم بشر أيضا" تأليف يورس لاينديك والذي صدرت طبعته التاسعة قبل نهاية 2007 بقليل واختير أفضل كتاب لهذه السنة الشرق الأوسط وما يحدث فيه، حيث عمل يورس مراسلاً في الشرق الأوسط لعدد من الجهات منها الإذاعة الهولندية بعد ذلك عمل في اكبر صحيفتين هولنديتين هما " الشعب " و " إن أر سي" ، واستقر في القاهرة وظل يتنقل بين بيروت والقدس والقاهرة.

وينتهي الكتاب ببداية الغزو الأميركي للعراق معلناً عن توقف الكاتب عن العمل في الشرق الأوسط الذي أصبح غير آمن ولا يطاق وقرر العودة إلى هولندا كي يخرج هذا الكتاب إلي النور.

في الفصل الأول من الكتاب يتحدث الكاتب عن وصوله إلى القاهرة ورحلة البحث عن شقة في منطقة الزمالك التي يصفها بجزيرة صغيرة في نهر النيل، لكنه بدلاً من البحث هناك يقرر أن يبحث عن شقة قريبة من الأحياء الشعبية كي يكون أكثر التصاقاً بالحياة العامة وهموم الناس وبعيداً من عيون رجال الاستخبارات.

انه "يصفّي"، كما يقول - وينقل عنه صلاح حسن بجريدة "الحياة" اللندنية - تقاريره الصحافية بأكثر من مصفاة قبل أن يبعثها إلى الجريدة. فهو يستمع أولاً إلى المؤتمر الصحافي الذي يعقده المسئولون السياسيون ويطرح أسئلته الخاصة، لكنه لا يكتفي بذلك، فهو يذهب إلى الشارع خلسة ويسأل الناس آراءهم، وبعد ذلك يبعث تقريره الذي يأتي في غالب الأحيان اقرب إلى الحقيقة ويضم معلومات جديدة وجيدة.

وفي هذا الصدد يقدم مثالاً طريفاً عن أكاذيب بعض المسئولين الحكوميين العرب بعدما حضر مؤتمراً لأحد وزراء الاقتصاد وطرح عليه سؤالاً حول البطالة في بلاده وأن هناك مائتي ألف شاب عاطلون من العمل.

وكان جواب الوزير: "سمعت من السيد رئيس الجمهورية انه لا يوجد ولا عاطل واحد من العمل في البلاد ".

ويتحدث يورس في كتابه عن العقلية العربية وكيف يفكر الحكام العرب وعن ردود أفعال المواطنين إزاء الطريقة التي يحكم بها هؤلاء الرؤساء: "هناك أشياء غريبة في هذا العالم العربي لا استطيع أن افهمها أبداً. في بلد عربي يمنع فيلم الكارتون – الأسد الملك – لأن اسم الرئيس هو الأسد. أما في العراق فإن العراقيين كانوا يرفعون أيديهم ويصرخون: نعم نعم لصدام".

وعن الانتخابات في البلدان العربية - وفقا لنفس المصدر - فيروي الكاتب طرفة يتداولها الناس بعد كل انتخابات يصفها ب " صورية " : "يخبر المشرف على الانتخابات الرئيس الفائز بأنه حصل على ثمانية وتسعين في المئة من عدد الأصوات فماذا تريد بعد؟ ".

وبعد تجربة خمسة أعوام متواصلة في الشرق الأوسط يكشف الكاتب الحقيقة وهي أن المواطن العربي مغلوب على أمره، وهو شخص طيب محب للحياة ويحلم بمستقبل يستطيع من خلاله أن يوفر لأطفاله حياة بعيدة من العوز والفاقة.

أما الإرهاب والعنف اللذان عادة ما يلصقان بالعربي فهما خطأ فادح يرتكبه الإعلام الغربي ولا يوجد أي عداء للدول الغربية كما يصور ذلك هناك.


الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن