أظهرت دراسة أمريكية هولندية مشتركة، أن حمض الفوليك وغيره من فيتامينات مجموعة (ب) المتوافرة في الخضراوات الورقية الداكنة، قد تساعد في تقليل خطر الكسور عند المصابين بمرض هشاشة العظام، فضلا عن دورها في علاج التشوهات الولادية الشديدة والأزمات القلبية والوقاية منها.
وأوضح الأطباء في مجلة نيوانجلاند الطبية، أن مرض هشاشة العظام يؤثر على الهيكل العظمي للإنسان بكامله فيضعف العظام ويرققها ويزيد خطر تعرضها لكسور شديدة، مشيرين إلى أن الدراسات الجديدة تدعم التوصيات بضرورة تعاطي الفيتامينات المتعددة، وخصوصا لكبار السن، وتشجع الخطوات الحكومية بإضافة الفوليت وفيتامينات (ب) إلى الخبز والحبوب والرقائق.
ليس هذا وحسب بل لقد أكدت دراسة إيطالية أيضا، أهمية الغذاء المتوازن بعد أن تبيّن أن الغذاء الغني بمادة الفوليت أو حمض الفوليك والقليل بالكحول والدهون، يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
ويعتبر الخس من أهم المصادر الغنية بحمض الفوليك المفيد للحوامل وأثبتت الدراسات فعاليته في الوقاية من مرض الزهايمر، فضلا عن احتوائه على الألياف الغذائية المفيدة للأمعاء.
وأشار خبراء التغذية إلى أن أوراق الخس الخضراء الداكنة اللون غنية بمادة "بيتاكاروتين" المقاومة للتأكسد، وتناول صحن كبير منها قبل النوم يعمل كمسكن للألم، وينصحون بعدم تقطيعه إلا قبل تناوله مباشرة لكي يحتفظ بعناصره الغذائية.
وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة أجراها علماء صينيون حيث أكدوا أن تناول جرعات عالية من حمض الفوليك قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة.
وقال الباحثون في معهد شنغهاي الصيني للأمراض الهضمية، إن نقص حمض الفوليك في الجسم، وهو أحد مركبات مجموعة فيتامين "ب" الموجودة في البرتقال والحبوب والخضراوات الورقية ، يزيد خطر ظهور السرطان وقام الباحثون بحقن 16 كلب صيد من نوع بيجل بمادة كيميائية محفزة للسرطان لمدة ثمانية أشهر مع إعطاء ثمانية حيوانات منها جرعة عالية من حمض الفوليك، أي حوالي 20 ميللجرام يوميا، لمدة 15 شهرا وفحص بطانة المعدة عند الحيوانات من خلال المنظار المعدي لوجود أي إشارات لظهور السرطان وفي نهاية الدراسة لاحظ العلماء أن جميع الحيوانات التي تلقت المادة المسرطنة فقط أصيبت بسرطان المعدة. في حين أصيبت ثلاثة كلاب فقط في المجموعة التي عولجت بحمض الفوليك.
ووجد الباحثون أيضا أن مستويات حمض الفوليك في الدم وفي بطانة المعدة ارتفعت بصورة ملحوظة عند الحيوانات التي أعطيت الفيتامين كما تبين أن للجرعة العالية من هذا الحمض أثرا مهما في التكون السرطاني في المعدة.
وسجل الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة الهضم المختصة أن حمض الفوليك ضروري لمنع حدوث الطفرات المسببة للسرطان لا سيما وأنه يدخل في عمليات تصنيع وإصلاح المادة الوراثية (دي أن إيه) مؤكدين ضرورة استهلاك كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات الطازجة أو تناول أقراص الفوليت للوقاية من سرطان المعدة والأمعاء.