القذف خارج المهبل
إنّ القذف خارج المهبل يُعرف طبيًا بالعزل (coitus interruptus)، ويُعد طريقة بدائية جدًا لتنظيم النسل، وذلك عن طريق إبعاد الرجل عضوه الذكري عن أعضاء الأنثى التناسلية أثناء القذف (النشوة - هزة الجماع)، ويُجدر بالذكرِ أنّ تلك الطريقة ليست فعالة بنسبة 100% إذ من المُمكن حدوث حمل بمجرد لمس المذي أو المني فتحة المِهبل، لأنّ هناك احتمالية وصول الحيوانات المنوية لقناة فالوب.
حكم القذف خارج المهبل أيام التبويض
فصّل العُلماء حكم القذف خارج المهبل أيام التبويض، على النحو التالي:
- إذا اتفق الزوجان على تأخير الإنجاب لفترة معينة لأي سببٍ كان، تحقيقًا لمصلحةٍ يبغونها يجوز للزوج القذف خارج المهبل أيام التبويض، ولا مانع في ذلك شرعًا، بدليل ما روى مسلم عن جابر -رضي الله عنه-، أنه قال: "كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ ٱلله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْهَنَا".
- إذا كان الغرض من ذلك هو قطع الإنجاب كليةٍ فذلك لا يجوز، حيثُ حث الله تعالى ورسوله الكريم ﷺ على الإنجاب، بدليل أنّ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ -رصي الله عنه-، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟، قَالَ: "لَا"، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ".
- يُستحب عدم تأخير الإنجاب، لأنّ الآجال معدودة، وقد يحدث ما يعوق القدرة على الإنجاب، كما أنّ النسل زينة من زِيَن الحياة الدنيا، بدليل قول الله تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". {الفرقان: 74}
أضرار القذف خارج الرحم على المرأة

بعد التعرف على حكم القذف خارج المهبل أيام التبويض، وجب التنويه عن أضراره، حيثُ تبيّن أنه على الرُغم من أنّ له منفعة عظيمة، وهي تأخير الإنجاب عبر اتخاذ وسيلة آمنة واقتصادية، إلا أنّ لذلك أضرارًا أغلبها يقع على عاتقِ الزوجة، تلك الأضرار يتمثل أكثرها شيوعًا في الآتي:
- جفاف المهبل: للسائل المنوي قدرة طبيعية على ترطيب المِهبل.
- الإحباط الجنسي، وعدم الرضا: ذلك بالنسبة للطرفين، لأنّ هناك احتمالية عدم وصول الأنثى لمرحلة النشوة، كما أنّ القذف داخل المِهبل يُشعر الرِجال بالرضا.
- ممارسة العادة السرية (Masturbation): ذلك نتيجة للإحباط الجنسي، وعدم الرضا.
أضرار القذف خارج الرحم على الرجل
كما للقذفِ خارج الرَحم أضرار بالنسبة للمرأة، هُناك أيضًا بعض الأضرار التي تؤرق الرجل، ويُمكن الاطلاع على أبرزها من خلال التالي من نِقاط:
- آلام الخصية: بسبب إخراج الرجل عضوه مسرعًا، بجانب التوتر الشديد الذي يمر به خشيةً من الإنزال داخل المِهبل.
- احتقان والتهاب البروستاتا: ذلك الاحتقان يؤدي إلى ضعف الانتصاب، وعدم الرغبة الجنسية.
- عدم الرضا الجنسي: الإنزال داخل الرحم يرتبط عند الرجل بالإشباع الجِنسي، والشعور بالرضا، والافتقار لتلك المرحلة بالطبع سيؤثر على مدى رضا الرجل.
- الاستنماء (العادة السرية): إنّ عدم الإشباع الجنسي سيؤدي إلى ممارسة الاستنماء، ومما لا شك فيه أنّ لتلك العادة العديد من الآثار السلبية، أبرزها الاكتئاب.
هل يمكن الحمل دون القذف في المهبل
نعم؛ هُناك احتمالية ضئيلة جدًا لحدوث الحمل، إذ تمت عملية القَذف خارج المِهبل، وذلك لعدة أسباب، تتمثل في الآتي:
- المذي (سائل ما قبل القذف) حيثُ يحتوي على حيوانات منويّة.
- مداعبة المِهبل بأصابع ملوثة بالسائل المنوي.
هل القذف خارج المهبل يسبب الحمل للعذراء
نعم؛ يُمكن أنّ تحمل العذراء، إذ مارست الجِنس الخارجي (عدم الإيلاج المِهبلي) وحدث أنّ قذف الرجل خارج المِهبل، وعلى الرُغم من أنّ احتمل حدوث ذلك ضعيفًا، إلا أنه ليس مستحيلًا، وذلك إذ لامس القضيب فتحة المِهبل أو الشفرتين وهو مُبَّلل بالسائل المنوي، أو داعب الرجل المِهبل بأصابعه المُبللة بالمني أو المذي.
متى يمكن القذف داخل الرحم دون حدوث حمل

يُمكن القَذف داخل المِهبل دون حُدوث حَمل إذا حدث ذلك خارج أيام الإباضة، وهي فترة نُضج البويضة داخل الرَحم، وفي الغالب تتراوح فترة الإباضة من اليوم التاسع حتى اليوم الرابع عشر بعد انتهاء الطَمث، فعلى سبيل المِثال إذا حاضت سيدة يوم 1 في الشهر الميلادي، واستمر حيضها حتى نهاية اليوم الرابع، إذًا من يوم 13 من نفس الشهر حتى يوم 18 هي أيام الإباضة التي يجب تجنب حدوث قذف داخلي أثنائها، لتنجب حدوث حمل.
هل يحدث حمل من نقطة مني
نعم؛ بالتأكيد يحدث حمل من نقطة مني، ويُجدر بالذكرِ أنّ احتمالية حدوث حمل هنا كبيرة، علمًا أنّ متوسط حجم المني عند القذف لا يتعدى الـ 4 ملليلتر، أي مقدار ملعقة صغيرة جدًا، وتلك الـ 4 ملليلتر يصل عدد الحيوانات المنويّة بها نحو 900 حيوان، ومدة حياة تلك الحيوانات تتراوح بين الـ 15 حتى 30 دقيقة، أي أنّ النقطة مقدار لا بأس به لحدوث الحَمل، إذا قُذفت داخل الرحم.
إذا قذفت المرأة بعد الرجل هل يحدث حمل
لا؛ فمن المعروف أنّ الحمل يحدث عند تلقيح البويضة بالحيوان المنوي بعد خروجها من المبيض نحو الرحم، وليس لقذف المرأة أي تأثير على تلك العَمليّة، لكن يرجح بعض المُختصين أنّ ذلك السائل الأنثوي يحتوي على المستضد النوعي للفركتوز والبروستات، مما بدوره يُساعد على تخصيب البويضة بالحيوان المنوي، وللقذف الأنثوي فوائد عدة، منها:
- انخفاض ضغط الدم.
- تقوية المناعة.
- نوم أفضل.
- الحد من القلق والتوتر.
- الرضا الجنسي.
- التخفيف من تشنجات الحيض.
- الوقاية من أمراض القلب.