وفقا للدراسات التي تم التقدم بها في مؤتمر حول سرطان الدم عند الأطفال في الولايات المتحدة فان أكلة الكاري الهندية تساعد في وقاية الإنسان من هذا النوع من السرطان.
أما المركب السحري الذي يحوي هذه الفائدة العظيمة فهو الكركم، وهو نوع من التوابل يستخدم بكثرة في تحضير الكاري وقد تبين انه يحوي على نسب عالية من موانع التأكسد. هذا الأمر يعني الكركم يمنع حدوث أي ضرر للشفرة الوراثية DNA وبالتالي فانه يخفف من ظهور معالم الشيخوخة وأيضا يوفر حماية إضافية للوقاية من السرطان.
وقد أشارت الأبحاث أن هناك أدلة كافية لتفسير سبب انخفاض حالات الإصابة بسرطان الدم في آسيا، فهذا الجزء من العالم هو أكثر المستهلكين للأطعمة الهندية المحتوية على الكركم ولهذا فهم اقل مناطق العالم إصابة بهذا النوع من السرطان.
قد يتذرع البعض بان هذا النوع من الأغذية لا يتناسب مع الحمية الصحية ولهؤلاء الأشخاص نضيف أن تناول الأطعمة الهندية يساهم في تخفيف الوزن. فهناك نوع من عصارة نبتة تسمى Garania Cambogia تستخدم مع التوابل المستعملة في الأكل الهندي تحوي على حمض يسمى Hydroxycitric acid حيث أن هذا الحمض يمنع إنتاج الدهون في الجسم كما يخفف من الشهية عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ للتوقف عن الأكل.
هذا وتدعم هذه الدراسة ما أكده خبير هندي في علوم التغذية مؤخرا، بأن ملعقة صغيرة من بهارات الكركم يومياً تبعد عنك خطر السرطانات.
وقال الدكتور كاملا كرشناسوامي، مدير المعهد الوطني للتغذية في حيدر آباد، إن نصيحة الأمهات والجدات بإضافة الكركم إلى بهارات الكاري لا تحسن نكهة الطعام فقط، بل تحمي جسم الإنسان أيضاً مشيراً إلى أن الكركم يتمتع بخصائص مضادة للسرطان ويحمي الجسم من الأورام الخبيثة.
وأشار الخبير الهندي إلى أن مادة "كيوركيومين" وهي العنصر النشط في الكركم، أثبتت فعاليتها في عكس الإصابات السرطانية، موضحاً أن هذه المادة مركب قوي مضاد للأكسدة يمنع تلف الخلايا المسببة للسرطان، كما ينصح بها كعلاج طبيعي لالتهابات المفاصل أيضاً، نظرا لخصائصها المضادة للالتهاب.
وحذر الخبراء في تقرير سجلته صحفية "ذي تايمز أوف إنديا" الهندية، من أن التغيرات السلبية في العادات الغذائية ستسبب زيادة في معدلات الإصابة العالمية بالسرطان الذي سيزداد على مدى السنوات القادمة.
ويرى الباحثون أن الاستهلاك القليل من الخضراوات والفواكه يهيئ الفرصة لنمو الأورام الخبيثة في الجسم، لذلك فإن الإكثار من تناولها يحمي الإنسان من الأمراض ، ولا سيما الخطيرة منها.
هذا بالنسبة للكركم أما الكاري فقد أكدت دراسة أجريت في مدينة ليستر البريطانية أن العنصر النشط في توابل الكاري يساعد في معالجة سرطان القولون أو الوقاية منه.. جاء ذلك بعد أيام قليلة من توصيات خبراء الزكام والأنفلونزا بالطعام المتبل كواق كامل لإصابات الشتاء.
وقال الباحثون في قسم علوم الأورام بجامعة ليستر البريطانية أن الأرز والكاري قد يشكلان طعاماً صحياً كاملاً لاحتواء صلصة الكاري على مستويات عالية من الخضراوات والفواكه واحتواء الأرز المطبوخ على نسبة عالية من الألياف الغذائية.
ونوه هؤلاء إلى أنه من بين 500 مريض تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون كان شخصان منهم فقط من الأسيويين بالرغم من أن 20% من سكان المدنية من هذه الفئة. وأعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن السر في قدرة المجتمع كيوركيومين الذي يستخدم عادة في طبخ أطباق الكاري.
وأوضح البروفيسور وبل ستيوارد الذي يختبر كبسولات الكركم على المصابين بسرطان القولون للكشف عن الأثر العلاجي لهذا العنصر وعلى أشخاص أصحاء أيضاً لفحص آثاره الوقائية، أن البنغال والهنود يتناولن الكثير من الخضراوات والفواكه الطازجة ولا يسلقونها أو يطهونها كثيرا لتصل إلى حد الاهتراء، إضافة إلى استخدامهم الكثير من الطماطم والثوم التي يفترض إنها تتمتع بالكثير من الفوائد.
وكانت البحوث في الولايات المتحدة قد اقترحت أن هذا النوع من التوابل يسبب انكماش الأورام أو يوقف نموها ولذا يعتبر طبق الأرز بالكاري من الأغذية الصحية المهمة.
هذا وقال الأطباء الأميركيون أمام مؤتمر لخبراء العلاج بالإشعاع إن التجارب التي أجريت على الفئران تشير إلى أن المركب الذي يعطي الكاري لونه الأصفر، قد يساعد على منع حدوث البثور التي يعانيها مرضى السرطان نتيجة العلاج الإشعاعي. وقال الأطباء، إن استخدام هذا المركب في حالته النقية في التجارب أعطى نتائج مؤكدة.
ويقول الدكتور راج ميرشانت، الذي يعالج مرضاه باستخدام أوراق النبات إن أوراق الكاري تستخدم في معالجة زهاء عشرين مرضا مختلفا.. مشيرا إلى أن تناول كمية معقولة منها يوميا يؤمن حياة خالية من المرض.
ويوضح أنه في حين تساعد أوراق الكاري في تخفيف حدة الإمساك والربو والسكري والاضطرابات الهضمية والبدانة وضغط الدم وسقوط الشعر والشيب المبكر فإن أوراق نباتات أخرى من بينها الثوم لها خصائص طبية هائلة. ويشار إلى أن الدكتور ميرشانت البالغ من العمر ستين عاما تحول إلى ممارسة هذا النوع من الطب بعد أن شهد جده يشفى من السكري باستخدام العلاج بالنباتات.
ويقول إنه إذا كانت الأعشاب الطبية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على عناصر الجسم البشري فإن الأوراق الخضراء يمكن أن تثبت فاعليتها السحرية حيث يؤمن بقوة أن العلاج بأوراق النبات أكثر طهرا وفاعلية من العلاج بالأعشاب._(البوابة)