تناول المشروبات الكحولية والاضطرابات السلوكية

تاريخ النشر: 14 مايو 2008 - 06:57 GMT

بعض مدمني الخمور يصبحون صامتين، وهادئين، وغالبا ما يغمى عليهم ولا يشكلون خطرا أبدا على عائلاتهم.
بينما يتحوّل الآخرون إلى أشخاص سخيفين، ويقلبون روح الحفلة إلى مسخرة وفي أغلب الأحيان ينتهي بهم الأمر بإحراج أنفسهم والآخرين. وحتى هؤلاء لا خوف منهم.

ولكن هناك فئة أخرى خطيرة، تبدأ عادة بالتحدث بشكل مؤدّب وبمسؤولية أحيانا، ثم يتحوّلون ببطء إلى المجادلة، ثم الاهانة، والشتم، وهذا ما يعرف بالشخصية الخفية التي تظهر فقط عندما يفرط الشخص في تناول الشراب المسكر. وهنا تبدأ المشاكل!

 

من تجربتي الخاصة ومما أخبرني به الآخرون عن تصرفات هذه الفئة، فيبدو أن الأمر يبدأ معهم بالتدريج من مرحلة الهدوء والخمول إلى مرحلة الضحك والسخرية، ثم إلى الصراخ والتصرف بطريقة غير مسئولة.

 

ولكن كيف تعالج حالة تشبه هذه الحالة وتعيش معك في نفس المنزل؟
أولا، إذا لم تكن مدمنا على الخمور، لا تفترض بأنّك يمكن أن تتفاهم مع شخص سكران ويتصرف بجنون. فهم بالضبط كذلك، يتصرفون بجنون غريب. عندما تتكلّم مع شخص ما في مرحلة السكر، فكأنك تتكلم مع القنينة، وليس شخصا حقيقيا. لا تحاول أبدا أن تجري محادثة ذكية مع قنينة جاك دانيلز أو جيم بيم؟ فستجد بأن جاك وجيم أصمان وبأنك تجري محادثة مع نفسك.

 

كيف تتخلص من الشخص السكران الذي يتصرف بجنون؟
قم باللجوء إلى تحذيره بصوت منخفض اخبرهم بأن سلوكهم غير مقبول، وبأن عليهم المغادرة، إذا رفضوا ذلك، قم بالاتصال بالشرطة.

قد تقول بأن هذا التصرف قاس بعض الشيء خصوصا إذا كان الشخص قريبا أو من أفراد العائلة، ولكن على المدى البعيد فأن سلوكه لن يتحسن بل قد يزداد سوءا، ومن الأرجح بأنه سيبدأ باستخدام يديه في المرات اللاحقة ويلحق الأذى بك وبأفراد عائلتك.

 

من الطرق الرائعة التي اتبعها بعض الأشخاص والتي كانت سببا في توقف المدمن على الخمور عن الشرب تماما، تصويره في مراحل السكر والتحول من شخص طبيعي إلى أخر مجنون يتصرف بلا وعي ولا إدراك, إن عرض هذا الشريط على ذلك الشخص عندما يكون طبيعيا أو خلال فترة مراجعة الذات، سيكون له أثر بالغ في نفسه، وسيرى كيف أن تصرفاته بدت سخيفة ومريعة أحيانا للآخرين، وكيف أخجل نفسه أمام الناس بطريقة مشينة.

 

إن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية لا يسبب الأذى للشخص فقط، بل لعائلته ومجتمعه، فهو يحول الأشخاص المحترمين إلى آخرين مصابين باضطرابات سلوكية خطيرة يمكن أن تسبب الأذى لهم وللآخرين.