اثبتت دراسة ان الإنسان لا يستخدم إلا عشر مخه ومهدت الطريق الى كيفية استغلال قوة المخ الخامدة الى اقصي درجة. وقامت ماريان دايموند العالمة بجامعة كاليفورنيا بفحص انسجة مأخوذة من مخ ألبرت آينشتاين كانت محفوظة للدراسة العلمية بعد وفاة عالم الفيزياء الشهير.
واكتشفت، حسب صحيفة الزمان، أن مخ آينشتاين احتوي على كمية من الخلايا الدبقية تفوق ما هو موجود لدى اي انسان عادي. وكان يعتقد ان الخلايا العصبية فقط هي التي تلعب دورا في عملية التفكير، ولكن الفكرة التي ترسخت الآن هي ان القدرة الذهنية الفائقة لآينشتاين قد تكون راجعة للكمية الاكبر من الخلايا الدبقية الموجودة في رأسه.
وكشفت ان خلايا دبقية في المخ البشري موجودة بكمية تزيد بمعدل تسعة اضعاف على الخلايا العصبية ما يرجح وجود منجم ذهب من الطاقة غير المستغلة بانتظار ان يتم اطلاقها. واكتشف الباحثون ان الخلايا الدبقية لها حياة خاصة بها وانها بصفة دائمة تجري محادثات احداها مع الاخرى عن طريق عناصر كيميائية خاصة تفرزها.
ووجد الباحثون ان التواصل بين الخلايا الدبقية يلعب دورا حيويا مهماً في تطور ونمو الذكاء من مرحلة الطفولة فصاعدا ولكن بطريقة معينة: فالخلايا العصبية تتواصل إحداها مع الاخرى فقط عندما تكون المسافة بينهما قريبة ما يحد من مجال المخيلة والافكار.
هذا ومن جانب آخر، فقد كان ألبرت آينشتاين وإسحق نيوتن عبقريين ولكن علماء بريطانيين يعتقدون أن الاثنين ربما كانا يعانيان مما وصفوه بمتلازمة أسبرغر وهو شكل من أشكال مرض التوحد.
الدكتور هانزا أسبرغر الذي عاش في فينا كان أول من اكتشف المرض عام 1994، وهو اضطراب يسبب للإنسان خللا في المهارات الاجتماعية والخاصة بالتواصل والاهتمامات الاستحواذية.
ولكن المرض في الوقت ذاته لا يؤثر على التعلم أو الذكاء حيث أن الكثيرين ممن أصيبوا به لديهم مواهب ومهارات استثنائية.
وعلى الرغم من أن من المستحيل تشخيص المرض لدى المتوفين سايمون بارون كوهين من جامعة كمبردج وكذلك إيوان جيمس من جامعة أكسفورد درسا شخصيتي آينشتاين ونيوتن لاكتشاف ما إذا كان لدى العالمين مرض الأسبرغر AS.
قالت مجلة العالم الجديد New Scientist Magazine "يبدو أن نيوتن كان حالة تقليدية. فقد كان نادر الكلام ومنشغلا بعمله لدرجة أنه كان ينسى تناول الطعام في أحيان كثيرة.
كما أنه كان فاتراً وعصبي المزاج تجاه أصدقائه القلائل".
وقال بارون كوهين إن آينشتاين كان أيضاً منطويا وكان أثناء طفولته يردد جملاً بشكل استحواذي.
وعلى الرغم من أن آينشتاين كان له أصدقاؤه وتحدث أنه أظهر علامات على الإصابة بمتلازمة أسبرغر.
وقال بارون، "إن العاطفة والحب والوقوف إلى جانب العدالة تتواءم بشكل كامل متلازمة أسبرغر". وأضاف، "أما ما يجده المصابون أكثر الأشياء صعوبة في هذه الحالة هو التحدث مع الناس... إنهم لا يستطيعون المشاركة في محادثة قصيرة".
لكن غلن إيلوت، عالم نفس في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو قال إن العباقرة يمكن أن يكونوا كالحمقى أو عديمي الصبر مع الآخرين لكن دون أن يكونوا مصابين بالتوحد.
ويقول بارون كوهين إنه يأمل أن تحسن الأبحاث والدراسات القادمة من فهم متلازمة أسبرغر وتجعل الحياة أسهل بالنسبة للأشخاص المصابين بها._(البوابة)