وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين ولدوا في الصيف هم أكثر عرضة لتقلبات المزاج، في حين أن أولئك الذين ولدوا في الشتاء يميلون إلى أن يكون أقل انفعالا.
ويعتقد قديما ان قراءة الأبراج كانت المتعة المحرمة الوحيدة. فكل ثقافة على مر التاريخ اعتقدت ان مصائرنا تتوقف على حركة النجوم والبروج، بينما شكك العالم العربي ابن القيم في صحة الأساليب الفلكية في القرن الثالث عشر.
ولكن على الرغم من كل ذلك الا ان علم الأبراج والفلك لم يتوقف، ولا زالت الصحف الكبرى والمجلات تستعرضه في الصفحة الأخيرة أو ضمن صفحات الترفيه.
وفي تعليق طريف لجي ب مورغن ملك السياج،: "المليونيرات لا يستخدمون علم التنجيم". "المليارديرات يفعلون ذلك!"
لماذا الأشخاص الذين يولدون في الشتاء يعيشون أطول؟
يتكون علم التنجيم، بالطبع، من طبقتين أساسا. ولهذا السبب فقد كان من المستغرب أن نقرأ دراسة قدمت في الكلية الأوروبية للأمراض العصبية والنفسية تشير إلى أن الشهر الذي نولد به ، في الواقع، لها تأثير هام على مزاجنا.
وطلبت زينيا غوندا، أستاذة مشاركة في جامعة سيملويس في بودابست، من 366 طالبا جامعيا ملء استبيان يهدف إلى تحديد أي من الامزجة الأربعة يشعرون بها أكثر. وشملت الأسئلة أشياء مثل "مزاجي غالبا ما يتغير بلا سبب" و "أنا أحب أن أتناول مشاريع جديدة، حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر" و "أشكو كثيرا". ثم ربط إجاباتهم مع تاريخ ميلادهم.
وقالت غوندا في بيان لها: "يبدو أنه موعد ولادتك قد يزيد أو يقلل من فرص تطوير اضطرابات مزاجية معينة".
على وجه التحديد:
· المزاج المتقلب (يتميز بالتأرجح السريع والمتكرر بين المزاج الحزين والسعيد) كان أعلى بكثير لدى أولئك الذين ولدوا في الصيف، بالمقارنة مع أولئك الذين ولدوا في فصل الشتاء.
· المزاج الايجابي - وهو الميل إلى الإيجابية بشكل مفرط – كان أعلى بكثير لدى المولودين في الربيع والصيف.
· أولئك الذين ولدوا في فصل الشتاء كانوا أقل عرضة بكثير للمزاج العصبي من أولئك الذين ولدوا في أوقات أخرى من السنة.
· أولئك الذين ولدوا في الخريف اظهروا ميلا أقل بكثير إلى مزاج الاكتئاب من أولئك الذين ولدوا في فصل الشتاء.
ونحن نعلم بالفعل أن المواسم تؤثر بشكل مدهش على آرائنا وحياتنا. هناك فترة كآبة في فصل الصيف، وفترة كآبة في فصل الشتاء، ودفعة طاقة إيجابية في فصل الربيع.
وهذا يشير إلى أن شيئا ما يرتبط بالوقت خلال العام يمكن أن يؤثر بطريقة ما على كيمياء الدماغ على المدى الطويل.
هذا وقد وجدت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين كانوا في الرحم خلال الأشهر الأكثر دفئا كانوا أكثر عرضة للموت من نوع محدد من أمراض القلب الشائعة في فصل الشتاء. الفئران المولودة في فصل الشتاء كانت أكثر عرضة للاضطراب العاطفي الموسمية من أولئك الذين ولدوا في الصيف.
كما وجد باحثون بريطانيون قبل بضع سنوات أن الفصام والاضطراب الثنائي القطب بلغ ذروته لدى الأشخاص المولودين في يناير / كانون الثاني، في حين أن الأشخاص الذين ولدوا في أيار / مايو كانوا عرضة للاكتئاب بشكل غير متناسب. وهذا، بالطبع، يتناقض بشكل مباشر تقريبا مع نتائج الدراسة الحالية، والتي قد تكون بسبب ان استقصاءات الرأي الذاتية عادة ما تكون سيئة.
نحن لا نعرف الآلية الدقيقة لأي من هذه الظواهر، ولكن الباحثين قد اقترحوا عوامل مثل العدوى من الأم، وتوافر الغذاء أثناء الحمل، والتعرض لأشعة الشمس. الأطفال الذين ولدوا في أشهر معينة قد يكونون أيضا أصغر سنا أو أكبر من معظم زملائهم، وقد يعانون من التنمر نتيجة لذلك.
وبطبيعة الحال، لا شيء من هذا يثبت أن شهر ميلادك (أو أي شيء آخر) هو مصير محتوم. إلا إذا كنت تعاني بالفعل من اضطراب المزاج، وهذا يمكن أن يكون مجرد وسيلة سهلة للمساعدة في تفسير تقلب المزاج والكآبة التي نعاني منها جميعا في بعض المواسم أو قد يكون ذلك بسبب دخول كوكب عطارد.
مواضيع ذات صلة: