قال باحثون بأنهم اكتشفوا الكيفية التي يمكنك بها تقدير عمر الإنسان عبر قياس أنفه. وكشف العلماء بالنرويج أنه كلما كان أنف المرء طويلاً كلما كانت حياته أطول.
وقال الدكتور جوهان لوند رئيس الفريق الذي أجرى تلك الدراسة المثيرة، "لقد أشركنا في دراستنا 12 ألف مريض طيلة 35 عاماً. وتوصلنا إلي أن الذين يتمتعون بأنوف صغيرة يكون متوسط أعمارهم قصيراً مقارنة بأصحاب الأنوف الطويلة البارزة الذين يعيشون ما بين 5 إلي 10 سنوات أطول من غيرهم".
وكان العلماء يشكون منذ زمن طويل في وجود علاقة بين طوال أنف الإنسان وطول عمره. وأضاف لوند إذا قمت بزيارة لدار العجزة والمسنين تجد أنهم جميعاً يتمتعون بأنوف طويلة ومتميزة.
هذا ومن جانب آخر بعيدا عن طول الأنوف، يعتقد العلماء أن عملية التقدم بالعمر تسيطر عليها مادة صغيرة موجود عند نهايات الصبغيات تعرف باسم التيلوميرات. والصبغيات تحتوي على الحامض النووي دي أن إي الذي يحتوي على مورثات.
وفي كل مرة تنقسم فيه الخلية، تقصر التيلوميرات، إلى أن تصل التيلوميرات إلى درجة من القصر لا يمكن معها أن تنقسم الخلية. ويعتقد العلماء أن عدم القدرة على الانقسام، وبالتالي عدم القدرة على التجدد، وراء عملية التقدم في العمر. وتوصل علماء أميركيون يعملون على عينات من الدم عمرها 20 عاما إلى ما يؤيد هذه النظرية.
فقد وجد هؤلاء العلماء أن طول التيلوميرات دليل على ما إذا كان من المحتمل أن يعيش الإنسان 15 سنة إضافية بعد بلوغ سن الـ 60 . واكتشف العلماء أن الأشخاص بتيلوميرات أقصر يواجهون احتمالا أكبر بالإصابة بأمراض الشيخوخة، وهناك احتمال أكبر بمرتين أن يموت هؤلاء خلال السنوات الخمس عشرة التالية لسن الستين. ودرس فريق من العلماء في جامعة يوتا برئاسة الدكتور ريتشارد كوثون 143 شخصا فوق سنة 60.
ووجد الباحثون، أن الأشخاص ذوي التيلوميرات الأطول يعيشون ما بين 4 و 5 سنوات أكثر من الأشخاص ذوي التيلوميرات الأقصر. أما الأشخاص ذوي التيلوميرات القصيرة جدا فكان احتمال إصابتهم بأمراض الشيخوخة يزيد ثلاث مرات، واحتمال إصابتهم بمرض معدٍ يزيد ثماني مرات.
وإضافة لذلك فإن هناك أيضا علاقة طريفة بين معدل النمو وعمر الإنسان، حيث توصل الباحث الأميركي ريتشارد ميللر إلى نتائج جديدة حول علاقة الحياة المتوقعة بحجم جسم الإنسان لكنه عبر عنها بمثل قديم يقول "من ينمو قليلا في فترة البلوغ يضحك كثيرا عند تقدم السن". فالبحث الذي أعده ميللر من جامعة ميشيغان الأميركية، يقول إن الذين ينمون بسرعة وبحجم كبير في فترة البلوغ يموتون أسرع من زملائهم الذي ينمون ببطء وبرشاقة من أطفال إلى شباب.
وبهذا يكون ميللر قد أضاف فصلا جديدا إلى قصة الخلاف بين الباحثين حول العلاقة بين حجم الإنسان ومعدل حياته المتوقعة. إذ يعتقد البعض أن طوال القامة يموتون قبل قصار القامة ويستشهدون بدراسات حول معدل الوفيات بين لاعبي كرة السلة ومقارنة ذلك بمعدل حياة بقية الرياضيين المتوسطي القامة والقصار. ويستشهد فريق آخر من الباحثين بدراسات أخرى تقول إن العوامل الطبيعية والاقتصادية وعوامل التغذية ترجح كفة الموت السريع لقصار القامة.
واكتشف ميللر من خلال تجاربه المختبرية أن صغار الفئران التي تنمو بشكل سريع إلى أحجام كبيرة خلال الشهرين الأولين من حياتها تعيش أقل من صغار الفئران التي تنمو بمعدل تدريجي إلى متوسطي الحجوم خلال نفس الفترة.
وبالضبط عاشت فئران ميللر الصغيرة الحجم 36 يوما كمعدل أكثر من الفئران التي نمت بسرعة إلى فئران ضخمة. أي أن الفئران الثانية عاشت 3.4% أطول مما عاشته الفئران الأولى. والمهم أيضا هو أن اختلاف الحجم بين فئران المجموعتين بعد هذه الفترة، أي بتأثير تغير عادات الأكل ونسبة الشحوم المأكولة، لم يؤثر على النتيجة وبقيت الفئران الأقل نموا في الشهرين الأولين من حياتها أكثر عمرا من الفئران التي نمت بسرعة إلى حجم كبير. وقبلها كان ميللر قد لاحظ أن أنواع الفئران الصغيرة تعيش فعلا أكثر من غيرها، كما لاحظ أن تغذية الفئران لفترة على أكل قليل السعرات الحرارية يطيل حياتها أيضا.
إلا أن الفرق بنسبة 3.4% الذي ظهر في التجربة يثبت أن القضية لا تتعلق بالحجم الوراثي وإنما بسرعة النمو في مرحلة الطفرة من الطفولة إلى البلوغ. وتعمد ميللر أيضا أن يجري تجربته على عدة أنواع من الفئران، وليس على نوع واحد فقط كي يبرهن أن القضية ليست وراثية وإنما تتعلق بالنمو في فترة المراهقة.
وعن أسباب الفرق في سرعة النمو عند البلوغ قال ميللر إنه لا يسعه غير التكهن بوجود عوامل هرمونية وأخرى تتعلق بطبيعة نمو الخلايا التي تؤثر في سرعة النمو. وعثر الباحثون على هرمون الشبع (ليبتين)، الذي ينظم عدة عمليات استقلابية إضافة إلى الشعور بالشبع عند الإنسان، في دماء الفئران الطويلة العمر بشكل يختلف عن نوعه عند الفئران الأخرى.
كما توصل ميللر وزملاؤه إلى أن "طريقة" نمو خلايا الفئران تتحكم بها جينات معينة، كما يأملون بإمكانية التحكم بسرعة نمو هذه الخلايا من خلال التحكم بنشاط بعض هذه الجينات. وأضاف ميللر: "سنحقق كسبا علميا كبيرا لو أننا نجحنا في السيطرة على عملية نمو الخلايا في مرحلة المراهقة، أو استطعنا منذ الطفولة تقدير ما ذا كان هذا الطفل سيعيش 70 سنة أو 80 سنة"._(البوابة)