تناقلت وسائل الاخبار مؤخرا خبرا عن أن تناول اللحوم الحمراء يمكن أن يسبب تراجعا في أعداد الحيوانات المنوية عند الرجال مما أثار زوبعة من المخاوف بين محبي اللحوم المشوية والباردة على حد سواء. فما هي الحقيقة، وهل يمكن أن يؤثر تناول اللحم على جودة ونوعية وعدد الحيوانات المنوية بالفعل؟
أولا ، دعونا ننظر الى الدراسة السابقة : قام الباحثون من جامعة هارفارد بتجنيد مجموعة من الرجال الذين يعانون من مشاكل إنجابية، ثم طلب منهم الاجابة على بعض الأسئلة حول وجباتهم الغذائية. الرجال الذين تناولوا ما بين 2.5 و 19.5 حصة من اللحوم الحمراء المصنعة في الأسبوع ، بما في ذلك لحم الخنزير المقدد، النقانق والبرغر، واللحوم الباردة – كان لديهم حيوانات منوية تالفة بشكل ملحوظ أكثر من الرجال الذين تناولوا كمية أقل من هذه الأطعمة.
وبالرغم من أن العلماء لم يستطيعوا تفسير هذه الصلة ، إلا أنهم استبعدوا بعض العوامل الغذائية المرتبطة بتناول اللحوم الحمراء المصنعة. تقول مؤلفة الدراسة ميريام آفيشي ، دكتوراه ، " للأسف، مجموع الدهون المستهلكة أو الدهون الحيوانية لم يفسر سبب تلف الحيوانات المنوية."
من جهة اخرى قال آلان أراغون ، مستشار التغذية الصحية، "عدم العثور على صلة بين تناول لحم الخنزير المقدد وتلف الحيوانات المنوية، يجب أن لا يدفعك للقلق بشأن الغدد التناسلية الخاصة بك في الواقت الراهن. أن نتائج هذا البحث مفيدة في طرح بعض الأسئلة، ولكنها للأسف لا تقدم أجوبة شافية."
وهذا يعني بأنه لا توجد صلة واضحة بين تناول اللحوم المصنعة والاصابة بالعقم عند الأزواج في هذه الدراسة. وكما يقول مستشار المسالك البولية لاري ليبشولتز، " لقد كان [الباحثون ] يبحثون في معيار لقياس صحة الحيوانات المنوية، وليس فيما إذا كانت اللحوم تسبب العقم أو عدم الانجاب."
وحتى يصل العلماء إلى تفسيرات أكثر وضوحا، هذا ما يمكنك القيام به: حاول تناول كمية أقل من اللحوم المصنعة، كحد أقصى 20 بالمئة من كمية اللحوم الأسبوعية. مثلا إذا كنت تأكل ثلاث وجبات تحتوي على 4 اوقية من اللحم في اليوم، فيمكنك أن تأكل ما يصل إلى 4 حصص من لحم الخنزير المقدد كل أسبوع على أن تزيد من حصص المأكولات البحرية: وجدت دراسة أخرى بأن الرجال الذين يتناولون سمك السلمون، وسمك التونة، والسمكة الزرقاء ارتفع مجموع الحيوانات المنوية لديهم بنسبة أكثر من 34 بالمئة.