''الهوس الجنسي''.. والإنترنت!!

تاريخ النشر: 04 أكتوبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أكد علماء النفس الألمان ان الزيادة الكبيرة للغاية في عدد الاشخاص الذين اصبحوا لايستطيعون السيطرة على غرائزهم الجنسية ترجع الى المواقع الإباحية والدردشة الجنسية على شبكة الانترنت.  

 

وقال شتيفن فليجل الذي ترأس مؤتمرا للجمعية الألمانية لأبحاث الجنس انه كان من الصعب الحصول على احصاءات محددة عن عدد الاشخاص المصابين بالهوس بالجنس وذلك لأن الذين يعانون منه يشعرون بالاحراج البالغ ولايسعون للحصول على مساعدة من احد.  

 

وأشار، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إلى أنه في المؤتمر الذي عقد في مدينة ميونستر شمال ألمانيا السبت اكتشف علماء النفس الاكلينيكيون عن طريق مقارنة الملاحظات ان هناك زيادة هائلة في عدد مجموعات المساعدة الذاتية التي يقدم فيها من يعانون من الهوس الجنسي النصح كل منهما للاخر.  

 

واكد فليجل ان 75 في المئة من الذين لايمكنهم السيطرة على غرائزهم الجنسية هم من الرجال. وقال المشاركون في المؤتمر ان الاعداد الهائلة من المواقع الاباحية المجانية وغرف الدردشة الاباحية على شبكة الانترنت تعد عاملا كبيرا وراء هذه المشكلة. ولفت فليجل الى ان "الهوس بالجنس هو سلوك مكتسب وليس فطريا".  

 

ويستغرق علاج هذا الهوس عاما كاملا على الاقل ولايمكن نجاحه الا في حالة اعتراف المريض بان هوسه لم يعد صحيا. 

 

ويبدو أن هذه المشكلة ليست في ألمانيا وحدها ففي الوقت الذي يزور فيه 15 بالمائة من الأمريكيين ال 57 مليونا الذين يتصفحون الإنترنت مواقع ذات توجه جنسي دون أن يتأثروا سلبيا، تشكل هذه المواقع أخطارا على بعض الناس.  

 

ويتعرض الأشخاص الذين يمضون أوقاتا طويلة على الشبكة العالمية سعيا وراء الجنس إلى مشاكل نفسية مثل الهاجس الجنسي، وذلك بحسب دراسة جديدة نشرت في عدد نيسان الماضي من مجلة "علم النفس المهني: البحث والتطبيق" وهي مجلة عن الجمعية الأميركية لعلم النفس.  

 

وبينما من الواضح أن أعدادا كبيرة من الأمريكيين يستخدمون الإنترنت سعيا وراء الجنس، تشير دراسات سابقة إلى أن موضوع الجنس يحتل المرتبة الأولى بين المواضيع التي يقصدها زوار الشبكة.  

 

وتسعى الدراسة التي أجريت على شكل مسح إلى تحديد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت لأغراض جنسية والمواقع التي يزورونها وما يفعلون هناك وكيف يؤثر ذلك على حياتهم.  

 

وكشفت الدراسة أنه على الرغم من أن الجنس على الشبكة العالمية يبدو نوعا من الاكتشاف الجنسي أو الترفيه دون آثار سلبية على معظم الناس في الغرب، فإن أولئك الأشخاص الذين يمضون 11 ساعة أو اكثر من وقتهم على الإنترنت يظهرون علامات من الاضطراب النفسي ويعترفون أن سلوكهم يؤثر على بعض مناحي حياتهم.  

 

ويمكن أن يكون الوقت الذي يمضيه بعض الأشخاص على الشبكة سعيا وراء الجنس مؤشرا على مشاكل أخرى توجد في حياة المستخدمين أو تؤدي حتى إلى المزيد من الإدمان.  

 

ووفقا للدراسة يعتبر الذكور الأكثر استهلاكا للمواد الجنسية الصريحة على الشبكة، حيث بلغت نسبتهم 86 بالمائة مع 14 بالمائة للإناث أي بنسبة 6 : 1 .  

 

هذا وتحبذ الإناث استخدام غرف الدردشة التي توفر تفاعلا أكبر وتطوير للعلاقات (49 بالمائة للإناث مقارنة مع 23 بالمائة للذكور).  

 

وفي تعليق له على الدراسة قال الدكتور ألفين كوبر من مركز سان جوز للزواج والجنس، "توفر هذه الدراسة الخطوة الأولى لفهم الاستخدام العام للإنترنت ويمكن أن تساعد العاملين في الحقل الصحي على تطير إرشادات من شأنها منع ومعالجة الهوس الجنسي والاضطرابات المرتبطة به.  

 

وأضاف، "وعلاوة على ذلك يمكن أن تكون مفيدة في تحديد قضايا أخرى في حياة مستخدمي الإنترنت يودون التهرب منها واللجوء إلى الشبكة الدولية".  

 

ومن جانب آخر، حول الإدمان الجنسي، يستخدم تعبير الإدمان الجنسي في وصف سلوك شخص لديه دوافع جنسية شديدة وغير عادية أو من لديه هوس جنسي.  

 

ويبدو أن الجنس أو التفكير به يهيمن على عقول مثل هؤلاء الأشخاص مما جعل من الصعب عليهم العمل أو الاشتراك في علاقات شخصية سليمة.  

 

وينشغل المدمنون على الجنس بالتفكير المشوش وغالباً ما يلجأون لتبرير تصرفاتهم وإلقاء اللوم على الآخرين، وهم بصورة عامة ينكرون وجود مشكلة لديهم ويجدون أعذاراً لأفعالهم.  

 

ويرتبط الإدمان الجنسي أيضاً بركوب المخاطر. فالشخص المدمن في هذه الحالة يوقع نفسه في كافة أشكال النشاط الجنسي على الرغم من العواقب الوخيمة المحتملة لمثل هذه الأفعال.  

 

فبالإضافة إلى إلحاق الأذى في علاقات المدمن والتدخل في عمله وحياته الاجتماعية، فإن الإدمان على الجنس يعرض الشخص لخطر الإصابة العاطفية والجسدية.  

 

يعتبر بعض الناس أن الإدمان على الجنس يقود إلى الشروع بأعمال غير مشروعة مثل الظهور بالوقاحة أمام الجمهور. ومن الجدير بالذكر أن حوالي 50% من الأشخاص الذين تتم إدانتهم بالقيام بأعمال جنسية مخالفة للقانون هم من المدمنين على الجنس.  

 

وفي السلوكيات ذات الصلة بالإدمان الجنسي ما يلي:  

 

 الاستمناء الإلزامي أو التحفيز الذاتي.  

 العلاقات الجنسية المتأججة خارج الزوجية.  

 الاستخدام المستمر للصور الخلاعية.  

 الانخراط في علاقات جنسية خطيرة.  

 ممارسة الجنس عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر.  

 الدعارة أو استخدامها.  

 الوقاحة أمام الآخرين.  

 الاستحواذ على أخذ مواعيد من خلال الإعلانات الشخصية.  

 مراقبة الآخرين و/ أو مطاردتهم.  

 التحرش الجنسي.  

 المعاكسة / الاغتصاب  

 

بصورة عامة لا يتمتع الشخص بالهوس الجنسي بكثير من المتعة من أشكال وأنماط العلاقات الجنسية التي يقيمها. وعلاوة على ذلك فإن مشكلة الإدمان تقود عادة إلى الشعور بالذنب والخجل.  

 

ويشعر المدمن على الجنس بافتقاره إلى السيطرة على نفسه على الرغم من الآثار السلبية سواء كانت مالية، صحية، اجتماعية أو عاطفية.  

 

ما هو العلاج؟  

 

يعيش معظم المدمنين على الجنس وهم ينكرون حالة الإدمان لديهم. ويعتمد العلاج على قبول المصاب واعترافاه بأنه يعاني من هذه المشكلة، ففي كثير من الحالات يحتاج الأمر إلى فقد الوظيفة، انهيار الحياة الزوجية، دخول السجن أو الإصابة بأزمة صحية لإجبار المدمن على الجنس للاعتراف بمشكلته.  

 

وتركز وسائل العلاج على السيطرة على سلوك الشخص المدمن ومساعدته على تطوير نشاط جنسي سليم. ويشمل العلاج التثقيف حول الصحة الجنسية، النصح وتقديم العلاج المناسب للزوجين و/ أو العائلة.  

 

وتستخدم الأدوية الاستحواذي الإلزامي لتثبيط الاندفاع نحو الإدمان على الجنس._(البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن