هل سبق وشعرت أنك الوحيد في العالم الذي يصاب بالزكام كل مرة يتغير فيها الطقس؟ لست وحدك في هذا أبدا فالعديد من الأشخاص يصابون باحتقان الأنف والزكام جراء تنفس الهواء البارد خصوصا في الصباح، عندما يكون الهواء في أقصى درجات البرودة.
إن تنفس الهواء البارد يسبب مشاكل احتقان الأنف، والزكام. وأحيانا يترك ذلك تأثيرا على الجهاز التنفسي، ويحدث هذا بطريقتين.
أولاً، يؤثر الهواء البارد على آلية دفاعية هامة تسمى نقل المخاط، حيث يكسو النظام التنفسي بطانة رقيقة جداً من المخاط. بينما يحفز الهواء البارد زيادة إنتاج المخاط. بالإضافة إلى أن المخاط (مثل المواد الأخرى)، يصبح أثخن في درجات الحرارة الأبرد.
أما المنطقة الثانية التي يؤثر فيها الهواء البارد على الصحة التنفسية فهي في نسيج الأنف ذاته. يعتبر الأنف عضو رائع التصميم، حيث يقوم بتَكيف الهواء المستَنشقِ لحماية التراكيب الداخلية الحساسة. عندما نتنفس من خلال الأنف، نستنشق الهواء بدرجة حرارة 40 إلى 100 درجة فهرنهايتية، لكن خلال ربع ثانية، تتغير درجة الحرارة إلى 98.6 درجة. وتقوم بهذه العملية التبادلية مجموعات كبيرة من الأوعية الدموية الصغيرة جداً، والمعروفة بالأوعية الشعرية. وعندما يتنفس الشخص الهواء البارد، فأن الأنسجة المحيطة بالأنف تنتفخ بينما تَتوسّع الأوعية الشعرية، التي تضخ الدم الدافئ لتسخين الهواء البارد. وانتفاخ الأوعية الشعرية في الأنف يسبب الاحتقان الأنفي (لذا فأن احتقان الأنف هو عبارة عن تضخم الأوعية الدموية وليس تراكما للمخاط). بالإضافة إلى الاحتقان، تزداد كثافة المخاط في الأنف، كما قلنا سابقا. ويحدث هذا عند بعض الناس أكثر من غيرهم. وهكذا فأن الهواء البارد لوحده، يمكن أن يسبب احتقان الأنف، والإحساس بالزكام. ويمكن تخفيف أعراض الاحتقان بالأدوية و/ أو مضادات الهستامين.
وأحيانا يكون الاحتقان، والزكام، والسيلان الأنفي رد فعل حقيقي إلى درجات الحرارة الباردة. إذا كانت هذه هي الحالة، فيمكنك استعمال أدوية وقائية (قم بالاستفسار من الطبيب أو الصيدلية عن الأنواع المتوفرة) أَو ما شابه ذلك، التي تساعدك على التنفس بشكل طبيعي. ومن الطرق الطبيعية التي تساعد على الحفاظ على التنفس الطبيعي، استعمال أقراص فيتامين جـ، قطرات الأنف (ملح وماء)، قطرات العين.
