إن الثمن الذي ندفعه لقاء غشنا للنوم باهظ جداً: حيث تسبب قلة النوم خفض إمكانيتنا على التعلم، وتغير مزاجنا، وتقلل من ردود أفعالنا، وتساهم في زيادة الوزن، وتراجع الأداء الصحي. بالطبع يمكن لكوب القهوة أن يبقيك يقظاً ولكن لفترة مؤقتة، لأن لا شيء يمكن أن يعوض عن النوم. فجسمك يحتاجه ودماغك يحتاجه.
يقول العالم النفساني جيمس ماس دكتوراه في كتابه "Power Sleep" ، الفائدة ليست في زيادة عدد ساعات النوم، بل في طريقة النوم. ومن النصائح التي وردت في كتابه:
1. احصل على ساعات كافية من النوم كل ليلة فالنوم الزائد لن يفيدك، أعرف عدد ساعات النوم الضروري لجسمك لتكون يقظاً بالكامل طوال اليوم واحصل على تلك الكمية كل ليلة.
النوم الصحيح سوف يغير مزاجك بشكل مثير وقدرتك على التفكير وحل المشاكل اليومية. يحتاج معظم الناس من 8 إلى 9 ساعات من النوم، بينما 1% فقط يحتاجون إلى 5 ساعات، بينما تحصل الغالبية العظمى على 6 ساعات ونصف من النوم، ولهذا فأن الأداء العام للموظفين يكون سيئاً بينما يتميز شخص أو شخصان فقط من حيث الحضور المبكر للعمل والعمل بنشاط طوال اليوم.
2. قم بعمل جدول للنوم المنتظم، ونم كل ليلة في نفس الوقت واستيقظ دون ساعة منبه في نفس الوقت كل صباح وخصوصاً أيام عطل نهاية الأسبوع. خلال ستة أسابيع سيعود النشاط لك وتعود ساعتك البيولوجية للعمل بشكل فعال ومزاجك وأدائك سيكون مميزاً.
3. تأكد من عدم وجود إزعاج عندما تقرر الذهاب إلى النوم، ابعد الهاتف وأغلق النوافذ وأحصل على نوم متواصل.
4. عوض النوم المفقود بأسرع ما يمكن، مثلاً خذ غفوة بعد الظهر إذا كنت قد نمت خمس ساعات فقط الليلة السابقة سيشكرك جسمك لها. وتذكر بأن لا تعوض النوم في الصباح وقت الاستيقاظ حتى لا تعرقل ساعتك البيولوجية.
بكلمة أخرى، النجاح الذي تحققه لا يأتي من قدرتك على الاستيقاظ بل من الطاقة التي اكسبها عندما تنام حيث يقوم دماغك بترتيب الأفكار ومنحك طاقة إضافية لانجاز الأعمال بمستوى منخفض من التوتر. والنوم مهم جداً بِحيث يتذكر دماغك كم ساعة حصلت على النوم، ويعوضك عن الساعات التي خسرتها عن طريق السماح لك بالنوم أسرع وأطول في المرة القادمة. لذلك إذا قمت بالتضحية بساعات النوم الثمينة فأنت تضحي بالأداء المميز خلال النهار، الذي يؤدي إلى ارتفاع في نسبة قيامك بالأخطاء، والتعرض للحوادث وإصابات العمل.
يقول الخبراء، مع تغير المجتمعات والحياة السريعة أصبح النوم رفاهية للبعض، ومنذ أن دخل المصباح الكهربائي إلى المنازل وتبعته الأجهزة الكهربائية أصبح النوم يقل تدريجياً وبالتالي مستويات الطاقة لدى الناس. وزادت نسبة الأمراض المتعلقة بالتوتر، والإجهاد، والتعب.
وليس هناك ساعات محددة للنوم، بل يتفاوت الناس كثيراً في حاجتهم للنوم. والمؤكد أن الكثيرين لا يحصلون على حاجتهم من النوم حسب استطلاع وطني عن النوم، حيث ينام البالغون سبع ساعات في الليل أثناء أيام العمل، و 35 بالمائة ينامون ثمان ساعات أو أكثر؛ بينما 36 بالمائة ينامون 6.5 ساعات أو أقل. ويعوض أكثر الناس هذا النقص بالنوم أطول في عطلة نهاية الأسبوع، والذي يعتبر أكبر خطأ يمكن أن تفعله لساعة جسمك البيولوجية.
ومن فوائد النوم العديدة:
1. غفوة بعد الظهر تعكس مشاعر التوتر، والإحباط، والأداء السيئ للمهام العقلية التي تكونت أثناء تلقي المعلومات الجديدة.
2. أخر مرحلة من النوم، والتي يفوتها الأشخاص الذين يستيقظون باكراً، يمكنها أن ترفع نسبة النشاط حوالي 20 بالمائة، وهذه النسبة مهمة لأنها تؤثر في قيادة السيارة، عزف آلة موسيقية، أو ممارسة الرياضة.
3. يقوي النوم الدوائر العصبية المسئولة عن التعلم والذاكرة، مما يسمح للدماغ بتكوين ودعم روابط عصبية جديدة.
4. قلة النوم المتكررة تفقد الجسم القدرة على معالجة السكر، وتعرقل عمل الأنسولين في حالة المصابين بأمراض السكري. كما أن الحرمان من النوم والسهر يساهمان في السمنة. ويزيدان من إفراز هرمون الإجهاد كوريستول أيضاً.
5. قَد يبدو النوم لستّ ساعات في الليل جيّد جداً، لكنه ليس كافياً لإبقاء نظام مناعتك في حالة جيدة. النوم لمدة ساعتان في الليل لمدة أسبوع يحرض الالتهابات الأمر الذي يسبب أمراض القلب.
6. الحرمان من النوم وقلة النوم، تقلل قدرتك على التفكير في حلول مبدعة لتحديات الحياة.
7. أثناء النوم يقوم الدماغ بتنظيم الذكريات، والعادات، والأعمال، والمهارات التي تعلمتها خلال النهار.
8. النوم يعطيك الطاقة العقلية لإتقان المهام المعقدة، ورفع القدرة على التركيز.