النساء النباتيات.. أنحف ممن يأكلن اللحوم

تاريخ النشر: 28 يونيو 2005 - 07:11 GMT

تدل دراسة أجريت حديثا على أن تعرض النساء النباتيات  للبدانة أقل من تعرض النساء اللواتي يأكلن اللحوم . تعني نتيجة هذه الدراسة  -  التي نشرها  الجورنال الأمريكي للتغذية التحليلية  - أن إحلال الخضروات محل منتجات اللحوم في النظام الغذائي يساعد في الواقع على التحكم بالوزن .

 

وقد شملت الدراسة النساء اللواتي  يأكلن منتجات الألبان والنساء  "النباتيات جزئيا" اللواتي قلن إنهن بعض الأحيان يأكلن السمك والبيض .

 

دلت نتائج الدراسة على أن احتمال أن تصبح  النساء النباتيات بدينات يقل بنسبة الثلثين عن احتمال ذلك  للنساء اللواتي يأكلن اللحوم .

 

تقول كرستين نيوبي ، الباحثة في جامعة تفتس في بوسطن ، إنه مع أن هذه الدراسة لم يكن غرضها استقصاء  إنقاص الوزن إلا أنها بالتأكيد تساعد على وضع الخطة لنظام غذائي يضبط الوزن .

 

الأغذية النباتية تكون عادة غنية بالكاربوهيدريت، وتحتوي أيضا على الكثير من الألياف – والألياف تساعد على الشعور بالامتلاء والشبع – كما تحتوي على مواد أخرى مغذية مهمة للصحة العامة.

 

هذا ومن جانب اخر ، يقول سابين فينترتشن خبير التغذية في هامبورغ، "معظم الذين يقررون التحول إلى نباتيين إنما يبغون أسلوب حياة اكثر صحة وحياة خالية من الأمراض".  

 

كما يأمل آخرون في خفض وزنهم عن طريق الاقتصار على تناول الأغذية النباتية وهناك من يتحاشون جميع المنتجات الحيوانية حتى العسل وأولئك الذين يأكلون البيض ومنتجات الألبان والبعض الذي يكتفي بمنتجات الألبان ولا يقرب البيض.  

 

مجموعة أخرى من النباتيين تكتفي بأكل الفاكهة والخضراوات في شكلها الطبيعي ولا تقرب الخبز واي شيء مطبوخ.  

 

ويقول البروفيسور كلاوس ليتزمان خبير التغذية في جامعة جيسن، أن ثمة شكوك كبيرة تحيط بالنباتيين بيد أن دراسات كثيرة أكدت انهم "اكثر صحة ويعانون بقدر اقل من السرطان وأمراض القلب والسكر وضغط الدم وحصوات الكلى والمرارة".  

 

لكن خبيرة تغذية أخرى وهي كورنيليا مونستر من درسدن تحذر من أن اختيار المرء أن يعيش نباتيا يتطلب معرفة شاملة بشؤون التغذية لتحاشي أمراض سوء التغذية. 

 

وتضيف، "فالتغذية القاصرة على المواد النباتية يمكن أن تؤدي لنقص فيتامين بي والكالسيوم والزنك واليود يتعين على الحوامل والمرضعات والمسنين والأطفال ألا يكتفوا بأغذية النباتيين كما أن قصر الأغذية التي يتناولها الرضع والأطفال الصغار على المواد النباتية يمكن أن تكون لها آثار اشد خطورة. 

 

كذلك أكدت دراسة سابقة، أن معظم الأشخاص النباتين يعانون من نقص واضح في عنصر اليود الضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.  

 

وأشارت الدراسة التي أجراها معهد بحوث تغذية الطفل في ألمانيا إلى أن اكثر من مليار شخص في العالم يعانون من نقص اليود، الأمر الذي يعرضهم لخطر إصابة اكبر بمرض الجويتر أو ما يعرف بتضخم الغدة الدرقية، إضافة إلى اعتلالات ملحوظة في النمو واضطرابات ذهنية ونفسية وحركية.  

 

وأكد الدكتور توماس ريمر الأخصائي في المعهد ضرورة تناول الدول الصناعية التي تفتقر فيها التربة لهذا العنصر، واستندت الدراسة التي صدرت في ألمانيا على متابعة نوعية الغذاء ومستوى اليود في 3 رجال تراوحت أعمارهم بين 31 – 49 عاما و3 نساء كان متوسط أعمارهن 24 – 25 عاما بحيث تناول المشاركون ثالثة أنواع مختلفة من الأغذية شملت غذاء عاديا يضم مواد حيوانية ونباتية وغذاء شبيها ولكنه غني بالبروتين وغذاء نباتيا لبنيا أي يحتوي على الخضراوات ومنتجات الألبان فقط، لمدة خمسة أيام لكل منها ولم يحتوي أي من الأغذية السابقة على الملح اليودي أو الأطعمة الغنية باليود.  

 

وأظهرت تحاليل عينات البول بعد 24 ساعة من تناولهم للوجبات، أن كمية اليود الذي تم طرحة تجاوز الكمية التي تناولها الأشخاص في كل نوع من الغذاء ومع ذلك فقد أظهر الأشخاص الذين تناولوا الغذاء النباتي اللبني أعلى تناقضات حيث كانت كمية اليود التي طرحوها ضعف ما حصلوا عليه من الوجبات أي 40 مايكروغرام مقابل 20 مايكوغراما فقط في الوقت الذي تبلغ فيه الكمية المسموح بتناولها من اليود 150 مايكوغراما.  

 

وحذر الباحثون من خطورة أن تبقى كمية اليود منخفضة لعدة اشهر لان ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بمشكلات تضخم الغدة الدرقية أو القصور الدرقي، مشيرين إلى أن النباتيين الذين لا يتناولون منتجات الألبان الغنية باليود يتعرضون لخطر أعلى.  

 

ولاحظ الباحثون في دراسة سابقة، وجود ارتفاع في مستويات الهرمون المنشط للغدة الدرقية وهو إشارة تدل على وجود عجز في إفرازات الغدة الدرقية في 12 % من النباتين في أمريكا الشمالية ممن لا يستخدمون الملح اليودي.  

 

وشدد الدكتور ريمر في الدراسة على ضرورة أن يتناول النباتيون الذين يقطنون في مناطق نقص اليود الملح اليودي أو الأعشاب أو الطحالب البحرية للحصول على الكمية المسموح بها من اليود خاصة أن الملح البحري لا يحتوي على هذا العنصر المهم._(البوابة)