الكوليستيرول عند الأطفال.. خطر يهدد حياتهم!

تاريخ النشر: 19 يوليو 2005 - 07:52 GMT

 

بخلاف الاعتقاد الشائع بين الجميع ، الأطفال ليسوا في مأمن من ارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم الذي له أضرار وخيمة على الصحة . فالسمنة والعادات الغذائية السـيـئة وقلة التمارين الرياضية – كلها أسباب تؤدي إلى زيادة الأمر سوءا ، مما دفع منظمة الصحة العالمية وجمعيات طب الأطفال إلى التحذير من هذا الخطر .

 

لعل أخطر أنواع الكوليسترول عند الأطفال هو نوع "الزيادة المفرطة" هايبركوليستروليميا  (Hypercholestrolemia) ، وهو نوع وراثي من الكوليسترول إذا لم يكتشف ويعالج في أولى سنوات عمر الطفل ، يؤدي إلى الوفاة في سـن مبكرة جدا . للأسف الشديد أن بعض بلدان الشرق الأوسط ، إضافة إلى كندا وجنوب أفريقيا ، هي إحدى المناطق التي تشهد نسبة من الإصابات بهذا النوع من كوليسترول الأطفال . تقول الدراسات إن السبب ربما يكون التزاوج بين الأقارب في مثل هذه المجتمعات المعتادة على هذا النوع من الزواج .

 

هناك عدة أنواع من دهنيات الدم عند الأطفال لا نجدها عند الكبار ، منها الهايبركوليسروليميا ، لأن معظم هؤلاء الأطفال الذين يصابون بها لا يعمرون ويتوفون غالبا في سن مبكرة ، حوالي العاشرة ، من جراء إصابتهم بأزمة قلبية شاملة، ما لم يتوفر لهم العلاج المناسب منذ الصغر .

 

أما سبب هذا النوع من الكوليسترول فهو وراثي . إذا حمل الأب والأم معا الجين الوراثي لهذا المرض ، يكون هناك احتمال 25 % أن يلد الطفل ومعه ما يسمى الهايبركوليسروليمسا   الوراثيّ  ، فيعجز جسمه عن حرق الدهون الموجودة في الدم  مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وبدء الاضطرابات في القلب .

 

لحسـن الحظ أن نسـبة الأصابة بهذا المرض ليست كبيرة . والوقاية تكون هنا بالامتناع عن الزواج بين الأقارب لا سيما إذا ظهرت دلائل ارتفاع معدلات الكوليسترول في العائلة التي يعنيها الأمر .

 

الاكتشاف المبكر للمرض حيوي جدا . يجب فحص الكوليسترول عند الطفل بعد بلوغه عمر السنتين ، فإذا ظهر معه المرض ، يخضع الطفل لحمية غذائية خاصة ، بالإضافة إلى أدوية يحددها الأخصائيون . وقد يحتاج الطفل لغسل دوري للدم بهدف إخراج الكوليسترول منه . ويجب اتباع هذا العلاج مدى الحياة ، علما بأنه لا يقضي على احتمال تصلب الشرايين والإصابة بأزمة قلبية ، وإنما يخفف ذلك كثيرا .

 

هناك أيضا أخطار أخرى تحف بالأطفال تتعلق بدهون الدم ، وهي نوعان :

 

1) النوع الأول يدعى " زيادة الدهنيات المفرطة الخارجية "

(Exogenous Hypertriglycerdemia)   ، وهذا النوع وراثي  يرثه الطفل من الأبوين. يجب اكتشافه مبكرا ، بين عمر السنتين والأربع سنين ، وهو يحمل نفس الأخطار للقلب والشرايين السالفة الذكر ، بالإضافة إلى خطر الالتهاب في غدة البنكرياس . علاجه سهل نسبيا لأنه يقتصر على الحمية الغذائية السليمة والابتعاد تماما عن الكحول والتدخين – ولكن المهم جدا هو اكتشافه مبكرا قبل أن يقع الخطر .

 

2) النوع الثاني هو " زيادة الدهنيات المفرطة الداخلية "

(Endogenous Hypertriglyceridemia)، وهو أيضا وراثي ، ولكن يكفي أن يحمل أحد الوالدين العامل الوراثي لتكون نسبة إصابة الطفل بالمرض 50 %  . وهذا المرض لا يظهر عادة قبل سن العشرين ، إلا إذا كان الطفل يعاني من البدانة أو يكثر من تناول الســكر .

 

رب سائل يسأل ما إذا كان من المحتمل أن يصاب الطفل بالكوليسترول والتريغليسريد في نفس الوقت . الجواب هنا نعم ، هذا احتمال وارد . والسبب أيضا وراثي يأتي عادة من أحد الوالدين . في الماضي ، لم يكن هذا النوع يظهر قبل سن الثلاثين . لكن انتشار السمنة عند الأطفال جعل المرض يظهر في سن مبكرة ، حوالي السنة السادسة من العمر .

 

الإجراءات الوقائية : ينصح الأخصائيون الأهالي الذين يشكّون بوجود عامل وراثي بإجراء الفحوصات اللازمة لأطفالهم ما بين عمر السنتين والأربع سنوات ، حتى ولو لم يكن الطفل يعاني من الوزن الزائد . يجب على كل أهل القيام بكل ما من شأنه تجنيب أطفالهم عوامل الخطر الأخرى . الأطفال ذوو الوزن الزائد يجب أن يتخلصوا منه . يجب توعية الأطفال حول مخاطر التدخين والكحول بهدف الحد من احتمال إصابة الشرايين بالتصلب ، كما يجب اعتماد نظام غذائي سليم لا تزيد فيه نسبة الدهون على 30 %  من اجمالي السعرات الحرارية (تكون 10 %  فقط منها دهونا مشبعة) ، وتخفيف الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول ، وتشجيع الأطفال على تناول فيتامين هـ  (المتوفر في السمك والحبوب ) .  هذه كلها إجراءات وقائية ، فإذا لم تنجح معنا في درء الخطر ، نضطر عندها للجوء إلى الأدوية . أنواع الأدوية والكميات ، وما شابه ، يعتمد طبعا على حدة حالة الطفل وعمره ... إلخ ولا تأخذ الأدوية طبعا إلا حسبما يشير به الطبيب .

 

 

 

نصائح غذائية :

الحليب : استبدلوا الحليب الكامل الدسم بحليب خال من الدسم . اختاروا الأجبان الأقل دسما .

اللحوم : ننصح بتناول لحوم الطيور والأرانب .

 

الأسماك : يجب أن تدخل الأسماك في أربع وجبات في الأسبوع . تجنبوا الأسماك الدهنية (التونة والسلمون) والأسماك المقلية .

 

البيض : صفار البضة الواحدة يحتوي على  30 ميلغرام من الكوليسترول . يجب عدم تجاوز بيضتين في الأسبوع . بياض البيض لا يحتوي على الكوليسترول .

 

الفاكهة والخضار : هذه الأغذية خالية من الكوليسترول والدهون ، باستثناء المكسرات وجوز الهند . مع هذا يجب مراعاة كثرة السكر في بعض الفواكه إذا أردنا إنقاص عدد السعرات الحرارية .

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن