الكآبة ليست العامل الوحيد لانتحار المراهقين

تاريخ النشر: 26 نوفمبر 2005 - 07:40 GMT

لا تعتبر الكآبة الاضطراب العقلي الوحيد الذي يحتاج إلى مراقبة لمنع انتحار المراهقين. هذا ما أكدته التوصية التي قامت بها منظمة الصحة العالمية، والتي وجدت بأن اضطرابات عقلية أخرى قد تلعب دوراً في تحفيز الانتحار عند المراهقين.

 

وقد قام باحثون من نيوزيلندا وسويسرا بمراجعة 894 حالة من حالات انتحار المراهقين حول العالم، ووجدوا بأن 89 بالمائة من الشباب تم تشخيصهم بالإصابة بواحد على الأقل من الاضطرابات العقلية. وكانت اضطرابات المزاج الأكثر شيوعاً بنسبة 42 بالمائة، تلاها الاضطرابات المتعلقة بسوء استخدام المواد المخدرة بنسبة 40 بالمائة، وأخيراً الاِضطرابات المعيقة للتفكير بنسبة 20 بالمائة.

 

وتشمل اضطرابات المزاج الكآبة بنوعيها الرئيسي والبسيط، والفوضى، والإعياء العقلي، والهوس، بينما شملت الاضطرابات المتعلقة بسوء استخدام المواد المخدرة على السكر الشديد، والإفراط في تناول المخدرات. فيما شملت الاِضطرابات المعيقة للتفكير على مرض ضعف التركيز، والتصرف الفوضوي، وعدم معرفة الهوية والتصرف العنيف.

 

ولقد أقترح الباحثون بأن الإستراتيجيات الشاملة لمنع انتحار الشباب يجب أن تستهدف الاضطرابات العقلية بشكل عام، لا أن تركز فقط على الكآبة. كما يجب اخذ عوامل أخرى بالحسبان بالإضافة إلى الاضطرابات العقلية، مثل ميول الشخص الاجتماعية والبيئية، والخلفية الثقافية، والخطر النفسي الاجتماعي.

 

أعراض الكآبة العامة

 

يمكن أن تكون أعراض الكآبة غامضة وغير واضحة، كما يمكن الخلط بينها وبين الطبيعة المزاجية للبشر. ولكن وحدهم المختصون يستطيعون تميز هذه الأعراض.

 

إذا كان لديك شك في تصرفاتك أو تصرفات شخص تهتم لأمره فيفضل أن تستشير طبيب مختص ليحدد إذا ما كان هذا الشخص يعاني من الكآبة. فأحيانا لا يكون الشخص المصاب بالكآبة يدري بأنه مصاب بالكآبة.

 

غالباً ما تأتي الكآبة بعد حادث مؤثر مثل وفاة شخص عزيز، أو انفصال، أو طلاق، أو الاستعمال المفرط للكحول أو المخدرات.

 

أما أعراض الكآبة فمن الصعب تحديدها للشخص العادي، فبعض الأشخاص طبيعتهم الانطواء أو المزاجية. واليك قائمة بأكثر أعراض الكآبة شيوعا:

 

1.     الشعور بالتعب دون سبب: على الرغم من أن الشخص يحصل على فترات منتظمة من النوم، وحمية غذائية متوازنة، ويمارس التمارين الرياضية، إلا انه يشعر بالتعب والثقل والخمول بشكل دائم.

 

2.     تأرجح المزاج: يصبح الشخص المصاب بالكآبة ذا مزاج متقلب ومتأرجح بشكل غير طبيعي. قد يبدو سعيدا للحظة، ثم يصبح حزينا أو غاضباً، وينسحب بعيداً.

 

3.     الشعور بعدم الأهمية: يشعر المصاب بالكآبة بعدم الجدوى من حياته وبأنه شخص غير مهم، وحياته بلا قيمة. حتى الروتين اليومي للنهوض، والاستعداد للخروج من المنزل، يبدو كله عديم القيمة، وقد يتفوه بعبارات مثل "أنا شخص غير موجود."، "لماذا أقوم بالعمل، أنا إنسان لا أهمية لي."

 

الطريق نحو الشفاء

ماذا نفعل عندما نلاحظ أعراض الكآبة؟

أولاً، تقبل الإصابة بالكآبة. فالكآبة مشكلة حقيقية وجدية.

ثانياً، إدراك بأن الكآبة رد فعل طبيعي اتجاه التعامل مع حدث معين.

ثالثاً، الإدراك بأن الكآبة مرض عام، وبأن العديد من الناس يواجهون المشاكل التي نواجهها إذا لم تكن أكثر بشكل يومي ويعانون من أعراض مشابهة لحالتنا.

رابعاً، طلب المساعدة، تحدث إلى عائلتك، أو طبيبك عن الأعراض التي تشعر بها أو ببساطة توجه إلى الله ونمي شعورك الداخلي بالأمان عن طريق التواصل معه. أن الشفاء من الكآبة مهم جداً خصوصاً إذا رغبت بذلك.

 

 

 

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن