الطول الفارع والوزن الثقيل.. وسرطان الرحم!

تاريخ النشر: 01 أغسطس 2006 - 08:07 GMT

أظهرت دراسة هولندية أن الطول الفارع والوزن الثقيل يزيدان خطر إصابة السيدات بسرطان بطانة الرحم, خصوصا مع الكسل وقلة الرياضة. 

 

ووجد الباحثون في جامعة ماسترخت, بعد متابعة أكثر من 62 ألف سيدة, أن السيدات اللاتي زادت أطوالهن عن خمسة أقدام وتسعة انشات, تعرّضن لزيادة أكبر في خطر الإصابة بسرطان البطانة الرحمية مقارنة بالسيدات اللاتي قلت أطوالهن عن خمسة أقدام وثلاثة انشات. 

 

ولاحظ هؤلاء، أن السيدات اللاتي زاد عامل الجسم الكتلي لديهن عن 30 أو أكثر، وهو ما يشير إلى بدانة مفرطة, تعرضن لخطر أعلى أيضا من اللاتي تراوح عاملهن الكتلي بين 20 - 22.9, وقد أثر هذا العامل في سن العشرين وزيادته بعد هذه السن بصورة سلبية على خطر السرطان البطاني الرحمي. 

 

وأشار الباحثون إلى أن خطر المرض كان أقل عند النساء اللاتي قضين 90 دقيقة أو أكثر في ممارسة النشاطات البدنية كل يوم, مقارنة بمن مارسنها لثلاثين دقيقة يوميا فقط. 

 

هذا ولم تكن هذه الدراسة حول موضوع الوزن والطول هي الأولى من نوعها حيث اكتشف باحثون من النرويج أيضا أن السيدات اللواتي كن طويلات القامة وممتلئات الجسم أثناء فترة المراهقة هن الأكثر احتمالا للإصابة بسرطان المبيض.  

 

وبحسب تقرير نشر في دورية المعهد القومي للسرطان، فإن للطول علاقة مباشرة بخطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان ولكن ارتباطه بسرطان المبيض لقي اهتماما قليلا. وعلاوة على ذلك، قام باحثون في دراسات سابقة بقياس مؤشر كتلة الجسم BMI وعلاقته بسرطان المبيض.  

 

ومن أجل توضيح ذلك، قام الدكتور أندريس إنجيلاند من معهد النرويج للصحة العامة في أوسلو وفريق من الباحثين بتحليل بيانات حول 1,1 مليون سيدة تمت متابعتهم لمدة 25 عاما في المتوسط. وخلال فترة الأربعة عقود التي استغرقتها الدراسة، تم الإبلاغ عن 7882 حالات مؤكدة لسرطان المبيض.  

 

وكشفت الدراسة علاقة قوية بين مؤشر كتلة الجسم لديهن وخطر الإصابة بسرطان المبيض. فقد تبين أن السيدات اللواتي كانت مؤشر كتلة الجسم لديهن أثناء المراهقة تزيد بنسبة 15 بالمائة عن الطبيعي كن معرضين لخطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة تزيد 56 بالمائة عن الأخريات.  

 

كذلك ينبئ الطول بخطر الإصابة بسرطان المبيض بالنسبة للسيدات تحت سن الستين. فعلى سبيل المثال، كشفت الدراسة أن السيدات اللواتي كانت أطوالهن 173 سم فأكثر كن عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تزيد عن 29 بالمائة عن السيدات ذوات الأطوال التي تتراوح بين 160 إلى 164 سم.  

 

هذا فيما يخص السيدات أما علاقة النمو في فترة المراهقة بحياة الإنسان بشكل عام، فقد توصل الباحث الأميركي ريتشارد ميللر إلى نتائج جديدة حول علاقة الحياة المتوقعة بحجم جسم الإنسان لكنه عبر عنها بمثل قديم يقول "من ينمو قليلا في فترة البلوغ يضحك كثيرا عند تقدم السن".  

 

فالبحث الذي أعده ميللر من جامعة ميشيغان الأميركية، يقول إن الذين ينمون بسرعة وبحجم كبير في فترة البلوغ يموتون أسرع من زملائهم الذي ينمون ببطء وبرشاقة من أطفال إلى شباب.  

 

وبهذا يكون ميللر قد أضاف فصلا جديدا إلى قصة الخلاف بين الباحثين حول العلاقة بين حجم الإنسان ومعدل حياته المتوقعة. إذ يعتقد البعض أن طوال القامة يموتون قبل قصار القامة ويستشهدون بدراسات حول معدل الوفيات بين لاعبي كرة السلة ومقارنة ذلك بمعدل حياة بقية الرياضيين المتوسطي القامة والقصار.  

 

ويستشهد فريق آخر من الباحثين بدراسات أخرى تقول إن العوامل الطبيعية والاقتصادية وعوامل التغذية ترجح كفة الموت السريع لقصار القامة.  

 

واكتشف ميللر من خلال تجاربه المختبرية أن صغار الفئران التي تنمو بشكل سريع إلى أحجام كبيرة خلال الشهرين الأولين من حياتها تعيش أقل من صغار الفئران التي تنمو بمعدل تدريجي إلى متوسطي الحجوم خلال نفس الفترة.  

 

وبالضبط عاشت فئران ميللر الصغيرة الحجم 36 يوما كمعدل أكثر من الفئران التي نمت بسرعة إلى فئران ضخمة. أي أن الفئران الثانية عاشت 3.4% أطول مما عاشته الفئران الأولى.  

 

والمهم أيضا هو أن اختلاف الحجم بين فئران المجموعتين بعد هذه الفترة، أي بتأثير تغير عادات الأكل ونسبة الشحوم المأكولة، لم يؤثر على النتيجة وبقيت الفئران الأقل نموا في الشهرين الأولين من حياتها أكثر عمرا من الفئران التي نمت بسرعة إلى حجم كبير.  

 

وقبلها كان ميللر قد لاحظ أن أنواع الفئران الصغيرة تعيش فعلا أكثر من غيرها، كما لاحظ أن تغذية الفئران لفترة على أكل قليل السعرات الحرارية يطيل حياتها أيضا.  

 

إلا أن الفرق بنسبة 3.4% الذي ظهر في التجربة يثبت أن القضية لا تتعلق بالحجم الوراثي وإنما بسرعة النمو في مرحلة الطفرة من الطفولة إلى البلوغ. وتعمد ميللر أيضا أن يجري تجربته على عدة أنواع من الفئران، وليس على نوع واحد فقط كي يبرهن أن القضية ليست وراثية وإنما تتعلق بالنمو في فترة المراهقة.  

 

وعن أسباب الفرق في سرعة النمو عند البلوغ قال ميللر إنه لا يسعه غير التكهن بوجود عوامل هرمونية وأخرى تتعلق بطبيعة نمو الخلايا التي تؤثر في سرعة النمو. وعثر الباحثون على هرمون الشبع (ليبتين)، الذي ينظم عدة عمليات استقلابية إضافة إلى الشعور بالشبع عند الإنسان، في دماء الفئران الطويلة العمر بشكل يختلف عن نوعه عند الفئران الأخرى.  

 

كما توصل ميللر وزملاؤه إلى أن "طريقة" نمو خلايا الفئران تتحكم بها جينات معينة، كما يأملون بإمكانية التحكم بسرعة نمو هذه الخلايا من خلال التحكم بنشاط بعض هذه الجينات.  

 

وأضاف ميللر، "سنحقق كسبا علميا كبيرا لو أننا نجحنا في السيطرة على عملية نمو الخلايا في مرحلة المراهقة، أو استطعنا منذ الطفولة تقدير ما ذا كان هذا الطفل سيعيش 70 سنة أو 80 سنة".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن