الدماغ.. يمكنه تغيير تكوينه نتيجة للحفز!!

تاريخ النشر: 25 يناير 2005 - 10:41 GMT
البوابة
البوابة

يعتقد العلماء ان تعلم لغة ثانية يعزز من قوع الدماغ, ودرس باحثون في كلية لندن الجامعية ادمغة 105 اشخاص, 80 منهم يتحدثون لغتين.
وخلص الباحثون الى ان تعلم اللغات يغير من المادة السنجابية في المخ وهي المنطقة التي تتعامل مع المعلومات بذات الطريقة التي تبني فيها التمرينات العضلات.
وقال فريق البحث حسب صحيفة عكاظ، ان من يتعلمون لغة ثانية في سن اصغر تزيد احتمالات تطور المادة السنجابية لديهم بدرجة اكبر ممن تعلموا لغة ثانية في سن اكبر.
ويعلم العلماء بالفعل ان الدماغ يمكنه تغيير تكوينه نتيجة للحفز, وهو تأثير يعرف باسم المطاوعة او قابلية التشكل.
ان كثافة المادة السنجابية في القشرة الجدارية السفلى اليسرى من المخ كانت اكبر لدى الاشخاص الذين يتحدثون لغتين.وخاصة لدى من تعلموا لغة ثانية في سن صغيرة. وقالت كبيرة الباحثين اندريا ميشيللي من معهد علم الاعصاب في كلية لندن الجامعية ان نتائج البحث تفسر لماذا يجد صغار السن سهولة اكبر في تعلم لغات اخرى, مشيرة الى ان ذلك يعني ان من تعلموا لغة ثانية في سن اكبر لن يتحدثوا بطلاقة كتلك التي يتميز بها من تعلموها في سن اصغر.

هذا ومن جانب اخر فقد قال باحثون أمريكيون أن الذكاء البشري يعتمد على كمية المادة الرمادية الموجودة في مناطق معينة من الدماغ.

وقال الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن معظم الدراسات الحالية الهادفة إلى قياس مستوى الذكاء التي تشمل مسحا بنيويا للدماغ، أظهرت انتشار المناطق المرتبطة بالذكاء في كافة أنحاء الدماغ بدلا من وجود مركز ذكاء واحد مثل الفص الجبهي.

وعلى الرغم من أهمية كمية المادة الرمادية بالنسبة إلى الذكاء، إلا أن الباحثين دهشوا لملاحظتهم أن حوالي 6% فقط من المادة الرمادية في الدماغ تبدو مرتبطة بمستوى الذكاء.

وقالوا أن هذا الأمر يفسر تميز شخص في الرياضيات وعدم تميزه في اللفظ، في حين أن شخصا غيره وبالمستوى ذاته من الذكاء قد يمتلك معكوس هذه القدرات .

ولم تكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها حيث قال باحثون في بريطانيا سابقا إن مادة رمادية في الدماغ هي التي تتحكم في قدرة الطفل على التعامل مع الرياضيات.

وأوضح الباحثون، وهم من معهد أبحاث صحة الطفل في مستشفى جريت أورمند ستريت بلندن، أنهم لاحظوا نقصا في المادة الرمادية بأدمغة الأطفال ذوي القدرة المحدودة على القيام بالعمليات الحسابية

ويطلق اسم المادة الرمادية على مناطق في الدماغ تتكون أساسا من رؤوس الخلايا العصبية.

وبنى الباحثون دراستهم على ثمانين من الأطفال الخُدَّج، أي الذين ولدوا قبل الموعد المعتاد. وقد قام العلماء بالتقاط صور لأدمغة هؤلاء الأطفال من أجل دراسة التشوهات الخلقية في الجزء اليساري من جدران أدمغتهم.

وكشفت تلك الفحوصات عن الفوارق في كمية المادة الرمادية بين الأطفال الجيدين في العمليات الحسابية ونظرائهم الذين هم خلاف ذلك.

ونبهت الدكتورة إليزابيث آيزاكس، التي قادت فريق الباحثين، إلى أن البحث لا يعني أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في القيام بعمليات حسابية لهم نفس التشوهات في جدار الدماغ.

ومن جانب آخر، وحول بعض أسرار الدماغ الكثيرة والتي ما زالت مجهولة فقد توصل باحثون ألمان مؤخرا إلى أن الكلمات التي يتحدث بها الإنسان يتم تنظيمها في المناطق الدماغية التي تتعلق بمعناها.

وأوضح الدكتور فريدمان بولفير مولر الأخصائي في جامعة كونستانتس الألمانية أن الكلمات المتعلقة بالحركة مثل الكتابة أو الجري تنظم في القشرة الحركية للدماغ بينما الكلمات المتعلقة بالسمع تكون القشرة السمعية هي المسؤولة عن تنظيمها.

ولاختبار هذه النظرية، درس الباحثون أوضاع تسعة من المتطوعين الذي أصيبوا بالسكتة الدماغية التي أدت إلى إتلاف القشرة الحركية في أدمغتهم، حيث طلب منهم تحديد معاني الكلمات التي كان يدل بعضها على حركة مثل "اكتب" والصور التي كانت تشير إلى أشخاص أو حيوانات.

وأظهرت النتائج أن أداء المتطوعين الذين لم تكن لديهم أي اضطرابات لغوية سابقا في تحديد الكلمات المتعلقة بالصور كان كأداء الناس الأصحاء، إلا أنهم ارتكبوا الكثير من الأخطاء فيما يتعلق بكلمات الحركة._(البوابة)