الحوار بينك وبين طبيب طفلك

تاريخ النشر: 06 أغسطس 2005 - 09:19 GMT

بإمكان طبيب طفلك أن يجيب على أسئلتك إجابات وافية بشأن صحة طفلك أو قلقك عليها ، ولكن توفير الوقت اللازم لمرافقة طفلك أثناء فحوصاته العادية المنتظمة أو أثناء زياراته المرضية لعيادة الطبيب  قد تزيد عليك العبئ بسبب ضيق الوقت لديك  وكثرة مشاغلك . كما أن طبيب طفلك نفسه قد لا يكون لديه متسعا من الوقت لطفلك بسبب كثرة ازدحام عيادته بالأطفال المرضى الذين سبقوا طفلك في أخذ المواعيد اللازمة مع الطبيب . لذلك من المهم جدا استغلال وقتك مع الطبيب الاستغلال الأمثل لهذا الغرض . ما هي أفضل الطرق لشرح مخاوفك إلى طبيب طفلك وتوجيه الأسئلة التي تجول بخاطرك إليه ؟ وكيف يمكن تقوية علاقتك مع الطبيب الذي يلعب دورا بارزا في صحة طفلك ؟  .

 

العلاقة بين الطبيب والمريض

الأطباء اليوم يواجهون ضغطا كبيرا لمقابلة المزيد من المرضى في القليل من الوقت ولتكريس وقت أقل لفحص المريض . هذا يعقد العناية بالمريض أمام الوالدين والأطباء ومكاتب الأطباء .

 

ازدياد تعقيدات نظام العناية الصحية يستدعي اضطلاع الوالدين بمسئولية العناية بصحة أطفالهم . كان الآباء في الماضي لا يعرفون سوى القليل عن صحة أطفالهم ونموهم وتطورهم ، والمعلومات الصحية المتوفرة بسهولة على الإنترنت وفي الكتب وعلى التلفزيون هذه الأيام تدل على أن معلومات الوالدين الصحية هذا اليوم أصبحت تفوق كل ما كانوا يعرفونه في أي  وقت مضى . هذه أخبار طيبة ، لأن الوالدين اللذين يساهمان في العناية الصحية بطفلهما يستطعيان المساعدة في توفير أفضل عناية له . إلا أن بعض الأهل الذين يقومون بالبحث بأنفسهم  قد يجدون معلومات طبية وصحية ناقصة أو غير صحيحة ، فالوالدان اللذان يجمعان رزما من المعلومات من مصادر غير موثوقة على مواقع الإنترنت قد يجدان نفسيهما في نزاع مع طبيب متوتر ومحبط لأنه ليس لديه الوقت لتأكيد صحة أو عدم صحة كل مصدر استقيا منه تلك المعلومات .

 

السبب الآخر المنتشر بين الناس الذي يعيق قيام علاقات جيدة مع طبيب طفلك  هو التوقعات غير الواقعية ، أو عدم الثقة في تشخيص الطبيب لمرض بسيط والعلاج الذي يصفه لطفلك . فمثلا ، كثير من الأهل يتوقعون من الطبيب إعطاء طفلهم دواء يشفي الزكام العادي ، في حين في الواقع أن الانتظار إلى أن يشفى الزكام مع الوقت قد يكون أفضل نهج يمكن اتباعه . لذلك قد يقع بعض الأطباء تحت ضغط للاستسلام لرغبة الأهل وإصدار وصفات طبية ليست ضرورية ولا تخدم صحة الطفل .

 

حافظ على الاتصال مع طبيب طفلك     

أفضل الطرق لإقامة علاقات أفضل مع طبيب طفلك هي الحوار المفتوح والتوقعات المعقولة . ما هي الأشياء التي تستطيع توقعها من الطبيب؟  يجب على الطبيب/الطبيبة القيام بما يلي :

 

·       مساعدتك في مراقبة صحة طفلك .

·       شرح عملية نمو وتطور طفلك ، وما الذي تستطيع توقعه .

·       تشخيص ومعالجة الأمراض البسيطة أو المتوسطة الحدة التي قد يصاب بها الطفل .

·       إحالة الطفل إلى الأخصائي ، إذا استدعى الأمر ذلك ، ومتابعة الأمر مع ذلك الأخصائي .

 

باستطاعة طبيب الأطفال ، أو طبيب العائلة  ، أو الممرضة المرخصة ، مساعدتك في الأمور المتعلقة بصحة طفلك  بما في ذلك التمارين ، والتغذية ، والوزن ، والأمور السلوكية والعاطفية ، وكيفية مواجهة الأمور العائلية مثل الوفاة والانفصال والطلاق ، وسبل الحصول على العلاج للمقعدين .

 

يحتاج الحوار الجيد إلى تعاون الطرفين . باستطاعتك تحسين الحوار بقولك للطبيب انك تثق بعنايته الطبية لطفلك . لا بأس من توجيه الأسئلة إلى طبيب طفلك ، ولكن قل له أيضا إنك تريد  منه قرارات طبية جيدة وتشخيصا جيدا ووصفات طبية مناسبة مبنية على أساس ما هو الأفضل لصحة طفلك لا على أساس ما هو أسهل لك أو ما يرضيك .

 

يجب عليك أيضا أن توفر لطبيب طفلك أثناء زيارته  جميع المعلومات التفصيلية عن طفلك ومرضه . عندما يسألك الطبيب عن حالة طفلك ، يجب أن تكون مستعدا لشرح كل ما يقلقك  وتوجيه أي سؤال تريده .  الأفضل أن تحدد الأشياء . مثلا ، إعطاء الطبيب تفاصيل وافية عن الأعراض التي يعاني منها الطفل ، كأن يكون قد تقيّأ ثلاث مرات الليلة الماضية ، أو كانت درجة حرارته 102 درجة ، او أنه يعاني من الإسهال – كل هذه المعلومات تساعد الطبيب على تقييم حالة الطفل بطريقة أفضل من مجرد القول أن " الطفل مريض "  .

 

قد تود تدوين أسئلتك وما يقلقك على ورقة قبل دخول غرفة الفحص كيّ لا تنسى شـيء . وإذا كانت تقلقك بعض أعراض معينة يعاني منها طفلك ، أذكرها للطبيب حتى ولو لم يسألك عنها . كلما  زوّدت  الطبيب بالمزيد من المعلومات كلما أصبح أقدر على تقييم حالة الطفل الصحية .

 

إلماحات (نصائح) لبناء علاقة أفضل

حقق أفضل النتائج من علاقتك مع طبيب طفلك (ومع موظفي مكتبه) باتباع الخطوات التالية :

 

·       احصل على المعلومات ، ولكن لا تغالي ولا تغرق نفسك بها : الإنترنت وسيلة ضخمة يمكن أن تساعدك على معرفة الكثير عن صحة طفلك ونموه ، ولكن ليس من المنطق أن تتوقع من الطبيب تقييم كل مصدر صحي  أو اكتشاف طبي تجده أنت على الإنترنت أو تشاهده على التلفزيون . إذا كانت هناك مقالة تود أن يطلع ويعلق عليها الطبيب ارسلها إليه بالبريد أو البريد الإلكتروني أو الفاكس .. إلخ قبل وقت طويل من زيارته كي يتمكن من مراجعتها والقيام بالبحث اللازم بشأنها . مع ذلك يجب التقليل قدر الإمكان من مثل هذه الطلبات . إذا كنت تبحث عن معلومات تتعلق بموضوع صحي معين،  اسأل موظفي عيادة الطبيب أو الممرضة ما إذا كان لديهم كتيّبات عن الموضوع يمكن تزويدك بها . أو اطلب من الطبيب إعطاءك اسماء مصادر أو مواقع انترنت موثوقة تستطيع الحصول منها على معلومات صحية .

·       ركّز انتباهك أثناء زيارة الطبيب : تجنب كل ما يلهيك كي تستطيع توجيه كل انتباهك إلى الإجابة على أسئلة الطبيب . اغلق هاتفك المحمول ، واترك الأطفال الآخرين في عناية أحد ما   . ومن المفضل أيضا حصر الغرض من زيارة الطبيب في أمر واحد فقط . فمثلا ، لا تستخدم زيارة للعلاج من أجل بحث مسألة سلوكية قد تستدعي تقييما عميقا يتطلب الوقت والجهد الكثير. بدلا من ذلك ، رتب موعدا آخر منفصلا ، واخبر مكتب الطبيب عن طبيعة المشكلة كي يخصص لذلك الوقت الكافي .

·       اتبع القواعد المرعية : يجب احترام وقت الطبيب والوصول إلى العيادة في الموعد المحدد أو قبل ذلك بقليل . إذا كان لا مفر من التأخير، أخبر المكتب قبل الموعد بأربع وعشرين ساعة على الأقل لإلغاء الموعد أو إعطائك موعدا جديدا . الكثير من مواعيد الطبيب تمتليء مقدما بمدة اسابيع ، لذلك عليك ترتيب مواعيد طفلك في وقت مبكر . يجب عليك أيضا التعرف على متطلبات دفع رسوم الطبيب ومساهمة شركة التأمين بتلك الرسوم ونظام الإحالة إلى الأخصائيين كي تسير مجريات المواعيد بسلاسة .

·       المتابعــة : قبل مغادرتك مكتب الطبيب تأكد أنك تعرف مواعيد المتابعة ، وفحوصات المختبر ، وفحوصات الدم التي يحتاجها طفلك . دوّن ملاحظات عن أية تعليمات يصدرها الطبيب لئلا تنساها ، وإذا كنت لاتعرف كيف تصرف الوصفة الطبية اسأل الممرضة قبل مغادرتك المكتب . اتصل بالمكتب أيضا إذا تبين أن الدواء الذي وصفه الطبيب لم يفد طفلك أو إذا ساءت حالة طفلك أو ظهرت عنده أعراض جديدة . 

·       وفر الوقت الكثير بصرف الوقت القصير : من الأفضل ، في معظم الحالات ، أن تصاحب أنت أو زوجتك الطفل في زيارته للطبيب، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بمسألة معقدة كالأمور السلوكية . الاعتماد على أحد يقوم مقامك ، كالمربية أو جد الطفل ، قد يؤدي إلى سوء فهم المعلومات التي تعطى للطبيب أو التعليمات التي يصدرها الطبيب ، أو نقل معلومات مغلوطة ، أو عدم حصول الطبيب على أجوبة للأسئلة العميقة التي قد يسألها .

·       استعمل الرأي الحصيف : استخدام الهاتف للاستفسار عن بعض الأعراض قد يوفر الوقت والنقود بالنسبة لك وللطبيب ، ولكن لا تسيء استعمال ذلك . احتفظ بالأسئلة غير المستعجلة عن صحة طفلك إلى وقت زيارة أقل أهمية . الكثير من الممرضات والعاملات في المجال الطبي يستطعن الإجابة على أسئلة هاتفية عن أمور تتعلق بطب الأطفال ، استخدم هؤلاء الأخصائيين للإجابة على الأسئلة غير المستعجلة بدلا من الإصرار على مخاطبة طبيب طفلك  نفسه في كل مكالمة .

 

إن الضغط الذي يسببه مرض الطفل أو إصابته قد يسبب توتر العلاقات بين الطبيب وأهل الطفل . وقد تحصل على حلول تامة لجميع المسائل التي تبحث أثناء زيارة عادية للطبيب ، ولكن لا تتردد في توجيه أية أسئلة إلى طبيب طفلك ، مهما كانت تبدو لك تافهة . في كثير من الأحيان يكون بالإمكان حل المشاكل مع طفلك بسهولة بمساعدة الطبيب.

 

ولا تخشى إخبار الطبيب عن خبرتك  مع موظفي مكتبه أثناء الزيارة ، كأن يكونوا حملوك على الإسراع في إنهاء الزيارة أو تكون احتجت إلى المزيد من المعلومات عن وصفة طبية  أو ما شابه . الطبيب الجيد يود العمل معك عن كثب للعناية بطفلك على أفضل وجه .