أظهرت دراسة علمية أن الحساسية للبنسلين ليست دائمة لدى الأفراد مشيرة إلى أن نسبة الذين شعروا بحساسية لهذا المضاد من قبل ثم شعروا بها ثانية لا تتجاوز الاثنين بالمائة.
غير أن الدراسة نبهت إلى انه لا يمكن استخلاص نتائج نهائية قبل إجراء مزيد من التحاليل الإضافية.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن نسبة الذين عاودتهم الحساسية تبلغ 60 بالمائة وذلك قبل أن تظهر الدراسة التي أجرتها جامعة بنسلفانيا النتائج الجديدة. وشملت الدراسة الحديثة 304 ملايين ملف طبي بين عامي 1987 و2001 ووفقا لنتائجها فانه يمكن للمصابين الذين شعروا بحساسية سابقة لهذا المضاد أن يتناولوه في حالة الضرورة من دون الخشية من أعراض جانبية.
وخلصت الدراسة، ، إلى انه من ضمن ستة آلاف حالة فان نصفهم تقريبا عولج بالبنسلين غير أن 57 منهم فقط شعروا بحساسية تجاهه.
هذا ومن جانب آخر، توصل باحثون هولنديون إلى أن عقار البنسيلين (مضاد حيوي) غير مجد في معالجة التهاب اللوزتين لدى الأطفال.
جاء ذلك في سياق بحث نشرته مجلة (بريتيش ميديكال جورنال) البريطانية مؤخرا. وقال أن أطباء العائلة ينصحون بعدم وصف هذا النوع من المضاد الحيوي للأطفال وللكبار وبتوخي الحذر بهذا الشأن.
ورحب الأطباء البريطانيون بهذا الاكتشاف بعد أن أثبتت نتائجه على 156 طفلا تتراوح أعمارهم بين الرابعة وال15. ويحبذ الباحثون، جوء الطبيب إلى وصف البنسيلين حين يكون المريض عرضة للحمى الروماتزمية اثر التهاب حاد جدا في اللوزتين.
وبوجه عام يتوجه الأطباء في أوروبا إلى تجنب المضادات الحيوية قدر الإمكان وإعطاء أدوية لا تحتاج إلى وصفات طبية وينصحون مرضاهم بالراحة.
وفي هذا الإطار قالت الدكتورة جولي جيربر دينغ، رئيسة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة "إن الأطباء كغيرهم من البشر يحبون إسعاد مرضاهم". فإذا راجعهم أحد المرضى بتوقعات عالية ، يكون من المغري لهم كتابة وصفة طبية بالمضادات الحيوية.
والجميع لا يعتبر ذلك عملا جيدا حيث أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أدى إلى ظهور جراثيم مقاومة للعلاجات التقليدية مثل البنسلين.
ويبدو أن الحملات السابقة التي استهدفت العاملين الصحيين أتت أكلها . فقد أشارت دراسات عديدة إلى أن استخدام حبوب المضادات الحيوية انخفض بنسبة 25 بالمائة في العقد الماضي وأن الانخفاض في استخدام هذه الأدوية كان الأعلى في طب الأطفال.
ولكن المسؤولين يقولون إن هناك مجالا كبير للتحسن. كذلك تمثل عدوى الأذن الوسطى مجالا آخر لإساءة استخدام المضادات الحيوية. ويحدث نصف حالات هذه العدوى بسبب الفيروسات حيث أن المضادات الحيوية لا تجدي نفعا في مثل هذه الحالات.
قالت الدكتورة مارغريت رينلز من جامعة ماريلاند إن الأطباء أصبحوا أكثر ميلا لنصح الأمهات بتوخي الصبر في مثل هذه الحالات. ولاحظت الدكتورة أن السائل خلف الأذن الوسطى شائع في حالات إصابة الأطفال بأمراض البرد وأنه لن يشفى بالمضادات الحيوية.
ويمكن للأطباء في كثير من الأحيان أن يكتشفوا بعد الفحص ما إذا كانت العدوى بكتيرية وستستجيب للمضادات الحيوية أم لا.
قالت رينلز، فقط حين يصاب الطفل بصديد خلف الأذن الوسطى وتكون طبلة الأذن لديه محمرة ومنتفخة فإنه يعطي مضادا حيويا".
ويتوقع الكثير من الناس أو يطلبون مضادات حيويا حتى حين يعانون من البرد. ويضطر الأطباء إلى كتابة وصفة طبية بذلك لان ذلك أسهل عليهم من الدخول في جدل مع المريض.
قال الدكتور مايكل فلمينغ، الرئيس المنتخب للأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة، "لا يمكنكم تخيل الضغوط التي يتعرض لها الأطباء يوميا لوصف المضادات الحيوية".
وكشفت دراسة جديدة أجرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن نصف البالغين يعتقدون أنهم حين يصابون بنزلات البرد، فإنهم يستحقون علاجا بالمضادات الحيوية . وهناك عدد أكبر من الناس يجهلون الأخطار التي تسببها هذه الأدوية.
أمراض البرد لدى الأطفال هي المستهدفة وهناك حملة ستركز على إقناع الأمهات بأنهن لا يحتجن إلى مضادات حيوية لعلاج أمرض البرد التي تصيب أطفالهن، وبدلا من ذلك عليهن الركون إلى نصيحة الأطباء حول العلاج والتي ستخفف من الأعراض التي يعانون منها أثناء العدوى._(البوابة)