نصيحة من خبراء العلاج النفسي.. يجب أن تحزن

تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2018 - 10:55 GMT
كتمان الحزن وكبت المشاعر السلبية كل هذا مضر بالصحة النفسية (shutterstock.com)
كتمان الحزن وكبت المشاعر السلبية كل هذا مضر بالصحة النفسية (shutterstock.com)
 «أشعر بالحزن في داخلي شعور غريب رغم تظاهرى بالسعادة، وأحاول تجاهل هذا الإحساس والانشغال عنه بأي شيء آخر».. هذا الشعور المتباين بين الحزن والسعادة شكوى كثير من البشر، وبرغم أن هدف الكثير منا هو الوصول إلى السعادة الدائمة فإن المعالجة النفسية أتالانتا بومونت لها رأى آخر وهو أن الحزن هو أحد المشاعر المفيدة للإنسان، ونحتاج إليه من أجل توازننا النفسي، مثله مثل المشاعر الإيجابية كالسعادة.

الحزن أحد المشاعر الإنسانية الأربعة، السعادة، الحزن، الغضب والخوف.. فهو يعتبر من المشاعر المفيدة التي تنبهنا لكيف نريد أن نعامل أنفسنا أو تتم معاملتنا من قبل الآخرين. ليس المقصود هنا الحزن بمعنى التعاسة أو الاكتئاب أو الحزن الذي يستمر لمدة طويلة، ولكن هذه المشاعر العابرة التي تزورنا عندما يسيء إلينا شخص نحبه، أو نمر بتجربة مؤثرة أو نتعرض للإساءة أو الفقد، هذه المشاعر لن نستمر لأسابيع، ولكن سنشعر وكأنها سحابة حزن تزورنا لبعض الوقت ثم ترحل.

9 خطوات للتخلص من الحزن الشديد

غير مقبول فى ثقافتنا

عن الصعوبة في تقبل الحزن أوضحت بومونت أن بعض الناس لديهم صعوبة في تحديد مشاعر الحزن التي يمرون بها، فنحن نعيش في ثقافة تعطي المشاعر الإيجابية أهمية أكبر من المشاعر السلبية، وهو أمر خطأ لأن الإنسان يحتاج لتفعيل كامل لعواطفه، حتى تكون استجابته للمواقف مناسبة لاحتياجاته النفسية، ولاحتياجات الآخرين.

ولأن الحزن غير مقبول في ثقافتنا، وكذلك لا يشعر الناس بالراحة عندما يشاهدون الحزن في غيرهم، فإن مشاعر الغضب تطغى على مشاعر الحزن، فعندما نشعر بالغصب تجاه شخص ما ونحاول التحقق من مشاعرنا، فسنجد أنها فى الأصل إما مشاعر حزن أو خوف.

ما سبب حزنك؟

يمكنك أن تتأكد من مشاعرك الحقيقية مع سؤال نفسك ما الذي جعلك تحزن من هذا الموقف، فمعرفة مشاعرك الحقيقية وأن هنا مشاعر حزن خلف هذا الموقف، ستساعدك على اتخاذ رد الفعل السليم تجاهه، فمثلا عندما تغضب من شخص ما اسأل نفسك لماذا غضبت؟ ستكون الإجابة مثلا لأنه أساء لعائلتي.. وعندها يمكن أن تعرف مشاعرك الحقيقية هل هي خوف من هذا الشخص؟ أم حزن لأنك لم تتصرف التصرف السليم؟

الحزن المفيد

تقول بومونت: بمجرد أن تدرك أن هناك مشاعر حزن خلف هذا الموقف، اسمح لنفسك بأن تكون حزينًا ولا تتظاهر بالسعادة أو أن الأمر لا يهمك، بعد ذلك اسأل نفسك ما الذي تحتاجه إليه عندما تشعر بالحزن؟ قد تكون محتاجا لتقبل مشاعرك أو للحديث مع صديق أو لأن تقضي بعض الوقت مع نفسك، فمهما كانت تجربتك مع الحزن، فهو جزء من كونك إنسانا ويجعلنا ندرك التناقض بين السعادة والحزن، ونحن نحتاج لهذا التناقض لندرك نقاط ضعفنا، وتقدير حجم الأرباح والخسائر في حياتنا. بتقبلك مشاعر الحزن ستكون أكثر قدرة على فهم نفسك ومشاعرك الحقيقية وما تحتاج إليه وما تخسره أو تكسبه، وكذلك ستصبح أكثر قدرة على التعاطف مع الآخرين.

3 أبراج لها القدرة على التقلب من الفرح الشديد إلى الحزن الشديد

الحزن يمكن أن يكون إشارة للأشياء التي نريد تغييرها في أنفسنا. أن نتعلم ونتطور ونغير من أنفسنا أو إشارة لأننا نشعر بالوحدة ونحتاج لأن نتواصل مع الآخرين أو نكتشف أن هذه الوظيفة لا تناسبنا ونحتاج للبحث عن وظيفة أفضل.

الحياة لها جوانب كثيرة

يوضح الدكتور محمد هانى استشاري الطب النفسي أن الحزن هو التعبير الظاهر عن المعاناة النفسية والاكتئاب وحالة اليأس التي قد يتعرض إليها الإنسان في حياته، فالحياة لها مناح كثيرة منها الخطير، السلبي، والإيجابي، وهى في بعض الأوقات قد لا تسير كما نريد، ولا نستطيع أن نعبر عما بداخلنا إلا عندما يكون هناك جزء من الحزن، فعندما نكون سعداء نحن نسير في الحياة ولا نشتكي ونكون مستمتعين، وعندما نحزن ونشعر بالإحباط واليأس. وتعرضنا للصدمات العاطفية، المهنية، والحياتية تجعلنا نقف لننظر لحياتنا من جديد.

الفضفضة علاج

الشعور بالحزن يجعل كثيرا من الأشخاص يلجأون إلى الفضفضة سواء بالحديث عما يحزنهم أو بالبكاء، فالدموع تعطي طاقة إيجابية وتساعد على خروج الطاقة السلبية.

ويؤكد الدكتور محمد هانى أن الفرح ليس له فائدة في حياتنا فالحزن هو الذي يعطي القوة، فعندما نمر بمحنة نبدأ التفكير والانتباه لحياتنا، وأيضا نبدأ تصحيح الأخطاء والعيوب التي أدت إلى هذه المحنة، ونواجه بعض الانتقادات الموجودة داخلنا، ونبدأ إعادة ترتيب ومراجعة علاقتنا مع نفسنا ومع الآخرين، لولا الحزن لن يأتي الفرح، فلا بد أن يكون هناك حزن ومعاناة كي نشعر بطعم الفرح، والحزن هو دائما ما يمهد الطريق للفرح، بينما الفرح لا يمهد الطريق للحزن. الحياة لا يمكن أن تخلو من الحزن والفرح، وقد يكون الجانب الأكبر الذي نعيشه في الحياة هو الحزن لأن لحظات الفرح تختفي وتزول بسرعة، ودائما الأيام المبهرة والمبهجة أو الأيام المليئة بالفرحة تكون قصيرة، والحزن هو الذي يسيطر على المشاعر.

لا لكبت مشاعر الحزن

ويختم الدكتور هاني بالقول: كتمان الحزن وكبت المشاعر السلبية والضغط على المشاعر وإنكار الشعور بالتعاسة ورسم الابتسامة الزائفة أمام الآخرين.. كل هذا مضر بالصحة النفسية للإنسان، فالمهم إخراج كل الطاقة السلبية الداخلية كى نتغلب على كم الحزن الذي نشعر به، وليتنا نستغل الحزن لنجعله مصدر قوة في المحطات القادمة في حياتنا.

المزيد:
كيف تستطيع التخلص من الروتين اليومي الممل؟
نصائح للتعامل مع الشخص المتشائم

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن