الجانب الآخر للموسيقى.. ولكن الصاخبة منها!

تاريخ النشر: 05 أبريل 2005 - 07:23 GMT

قالت دراسة نشرت حديثا ان معظم المراهقين والبالغين لا يعتقدون ان فقدان السمع ينتج جراء الاستماع الى الموسيقى الصاخبة، رغم ان ثلاثة من بين خمسة أشخاص شعروا بطنين فى اذانهم بعد حضور حفلات موسيقية .


و لكن عندما ابلغ هؤلاء الاشخاص ان الموسيقى الصاخبة يمكن ان تؤدى الى فقدان حاسة السمع الى الابد فان ثلثى من شملتهم الدراسة قالوا انهم قد يفكرون فى استخدام سدادات الاذن او اساليب وقائية اخرى فى المستقبل.


وجاءت هذه النتائج من مسح شمل 28 سؤالا نشرت على الموقع الالكترونى لمحطة "ام تى في" التلفزيونية لثلاثة ايام فى مارس/ اذار الماضى واجاب عليها 8461 من الاناث و3310 من الذكور بلغت متوسط أعمارهم 19 عاما.


وقال باحثون من مركز ماساتشوستس للعيون والاذن التابع لكلية طب هارفارد حسب صحيفة العرب اونلاين،  ان ثمانية فى المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون ان فقدان حاسة السمع يمثل مشكلة كبيرة.


فى المقابل يعتقد نصفهم ان الامراض التى تنتقل بالاتصال الجنسى تمثل مشكلة كبيرة ونفس العدد تقريبا يعتقد ان الامر كذلك بالنسبة لاحتساء المشروبات الكحولية وتعاطى المخدرات والتدخين والتعرض للاكتئاب.


وأضاف التقرير قوله انه اذا كان التعرض لفترات قصيرة للصوت العالى قد لا يسبب مشكلات دائمة فان الضرر من التعرض المزمن لذلك يمكن ان يصبح تراكميا ومن ثم فان فقدانا طفيفا للسمع فى الطفولة يمكن ان يتفاقم فى مرحلة البلوغ.

 

 

هذا ومن جانب اخر ، أوصت شركة تي يو إي في نورد الألمانية السائقين بتجنب الاستماع للموسيقى العالية واختيار الشكل الذي يجدونه مقبولا لديهم من لموسيقى. فالموسيقى مرتفعة الصوت والصاخبة يمكن أن تبعد انتباه السائق عن الطريق. 

 

يقول خبراء الشركة ، أن الأحاديث والأخبار الإذاعية أيضا يجب التعامل معها بحذر. فهي ربما تجعلك مستيقظا في الرحلات الطويلة ولكن أغلق الراديو في زحام المدينة أو مواقف القيادة المعقدة. 

 

وحول الموسيقى العنيفة والصاخبة بشكل عام، قالت دراسة نشرتها رابطة الطب النفسي الأميركية إن الكلمات العنيفة في الأغاني تزيد من المعتقدات والمشاعر المرتبطة بالعدوان وقد تخلق بشكل غير مباشر بيئة اجتماعية أكثر عدوانية.  

 

إن الأغاني العنيفة زادت من مشاعر العداء دون سابق استفزاز أو تهديد وحتى الأغاني العنيفة الهزلية تزيد من الأفكار العدوانية. وقالت الرابطة إن هذه الدراسة تتناقض مع فكرة أن الاستماع للموسيقى الغاضبة العنيفة تعدّ وسيلة إيجابية للتخلص من الانفعالات.  

 

ومن جانب آخر، يقول بيتر جاناتا المتخصص في العلوم العصبية صاحب دراسة حديثة عن صعوبة نسيان بعض الألحان الموسيقية.. "إن الموسيقى هي المخدرات المشروعة". والدراسة التي أجراها بيتر جاناتا وزملاؤه في كلية دار تماون هي خطوة نحو معرفة كيفية إثارة الموسيقى للمخ.  

 

وقد أثبت الباحثون في هذه الدراسة كيف يكون الجزء من المخ الذي يتابع الموسيقى في حالة نشاط في عمليات التحليل المنطقي والتذكر والاستدعاء من الذاكرة. هذه المنطقة من المخ هي القشرة الجبهية، وتقع خلف الجبهة مباشرة، وهي مرتبطة أيضا بالعواطف والشعور بالنفس. ‏  

 

يقول بيتر جاناتا، إن هذا يوضح كيف ترتبط الموسيقى بالخبرة الشخصية، مشيرا إلى الطريقة التي يمكن أن تذكر الأغنية أو الموسيقى بتجارب سابقة في الطفولة أو أي تجارب عاطفية. وهذا يفسر أيضا سبب أن تجد نفسك فجأة في حالة نفسية معينة. فعندما تسري نغمات موسيقية فجأة في رأسك لا تستطيع أن تطردها. ‏  

 

وهناك منطقة في المخ ترتبط بالتفكير التلقائي، وقد تكون القشرة الجبهية المرتبطة بالموسيقى تقوم بعملية تفكير تلقائي في الوقت نفسه. وإن ارتباط القشرة الجبهية بالموسيقى هو جزء فقط من المعضلة الكلية. ‏  

 

ومن الجدير ذكره أن أحدث وسيلة تكنولوجية في إطار المعالجة الفيزيائية لمشكلات الظهر، تتمثل في استخدام الموسيقى لتخفيف الآلام والأوجاع في هذه المنطقة.. فقد نجح الباحثون في استخدام الموسيقى كوسيلة جديدة لمساعدة العضلات على الارتخاء وتخفيف توترها المسبب للتشنج والألم.  

 

ويقول العلماء إن الموسيقى تفتح نافذة روحية وتخلق بيئة هادئة للشفاء، وفي دراسة أجريت في مستشفى بسان فرانسيسكو بـ أميركا وجدت أن الأشخاص الذين أجريت لهم جراحات في القلب بينما كانت الموسيقى تعزف كانوا أقل معاناة من القلق والضغوط والألم قبل وإثناء وبعد العملية.  

فإذا كنت تتماثل للشفاء من مرض فاستمع إلى الموسيقى التي تريحك وتجعلك تشعر بالاسترخاء، فالموسيقى الصاخبة لا تناسبك وإنما الكلاسيكية.  

 

وأوضح الباحثون في مستشفى سالزبيرغ العام، أن الموسيقى الكلاسيكية الهادئة مثلها مثل تقنيات الاسترخاء التخيلي الأخرى، تعمل على الجهاز العصبي الذاتي، فتقلل التوتر الداخلي والعضلي وتخفف الإحساس بالألم، وتحفز الشعور بالراحة والهدوء والحيوية.  

 

وذكرت دراسات طبية حديثة أن دماغ الإنسان قادر على إصدار موجات أشبه بالموسيقى تساعد المرء على التخلص من الأرق أو تقليل الإصابة به. وذكر أن فريقا من الباحثين الكنديين عكف على دراسة دور الموسيقى في المساعدة على النوم لمساعدة الأشخاص الذين يعانون الأرق وقلة النوم وللحد من تعاطيهم للعقاقير المهدئة._(البوابة) 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن