يوم عرفة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وهو أحب الأيام إلى الله، وأفضل الأيام التي تجاب فيها الدعوات، ويحمل التكبير فيه معنى الدعاء، ويوم عرفات هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، والذي يسبق عيد الأضحى المبارك، في هذا اليوم العظيم يقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات لتأدية ركن أساسي من أركان الحج، وأحد الأفعال الدينية الهامة في هذا اليوم هي التكبيرات يوم عرفة، والتي تحمل دلالات روحانية عظيمة وتعبر عن العظمة والتوحيد لله تعالى، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن تكبيرات يوم عرفة، وكيفيتها، ووقتها وصيغتها، فتابعونا.
قول ابن تيمية في تكبيرات يوم عرفة
تعتبر التكبيرات في يوم عرفة من الأمور التي لها فضل كبير وثواب عظيم، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المقام الجليل: "التكبير هو الذكر الرفيع"، حيث شرع لتهدئة النفس وتهذيبها، وشرع أيضًا لدفع العدو من شياطين الإنس والجن.
وقد وردت تكبيرات يوم عرفة بصيغ كثيرة منها ما أعلنته دار الإفتاء المصرية وهو كالتالي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرًا".
صيغ تكبيرات يوم عرفات

أما عن تكبير يوم عرفة وصيغته، فيمكن ترديد صيغ كثيرة خاصة بتكبيرات يوم عرفة في أي وقت طوال اليوم، فهي من باب الذكر الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم لما يحمله هذا اليوم من الفضل العظيم، ومن تلك الصيغ نجد ما يلي:
- الصيغة الأولى: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".
- الصيغة الثانية: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- الصيغة الثالثة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
هذا وتتنوع صيغ التكبير يوم عرفة بشكل كبير ومن تلك الصيغ تكبيرة يوم عرفة التي ذكرها الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه وهذه الصيغة كالتالي: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد"، وقد قال ابن عباس عن تكبيرات يوم عرفة أيضًا: :الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا".
ويمكن ترديد ما قاله الإمامان أحمد ابن حنبل وأبو حنيفة: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد»، أما عن صيغة الشافعية في الدعاء فهي: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر".
وقت التكبير يوم عرفة
كما ذكرنا سلفًا فإن يوم عرفة من خير الأيام وأحبها الى الله، وتنقسم التكبيرات يوم عرفة إلى قسمين حسب الوقت كما يلي:
- التكبير المطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، وحكمه سنة في أي وقت سواءً كان في الصباح أو في المساء، قبل الصلاة أو بعد الصلاة، وفي كل الأوقات يسن في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق.
- التكبير المقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات، حيث يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.
كيفية أداء تكبيرات يوم عرفة
بعد أن تعرفنا على صيغ التكبيرات يوم عرفة، فيجب الآن أن نعرف كيفيتها كما يأتي:
- صدق النية والإخلاص لله عز وجل في ذلك اليوم، فالنية الصادقة هي التي تعزز من قيمة العمل وتجعله مقبولًا عند الله.
- الإكثار من التكبيرات وتكرار الحمد والثناء على الله فرادى أو جماعات، وفي أي وقت ومكان.
- التأمل في معاني التكبيرات التي ترددها، وهو ما يزيد من ارتباطك الروحي بالله عز وجل ويزيد من خشوعك له وخشيتك منه.
أهمية التكبيرات يوم عرفة

تكمن أهمية تكبيرات يوم عرفة في الأمور التالية:
- تعظيم الله عز وجل والاعتراف بوحدانيته دون شريك له في الملك ولا في العبادة.
- التفكر في غفران الله عز وجل وتقوية الترابط الروحي بين العبد وربه.
- إظهار قوة المسلمين ووحدتهم حيث أن هذا اليوم يجتمع فيه المسلمين قاطبة على توحيد الله وتكبيره طوال اليوم.
- تعظيم شكر الله على نعمه بترديد عبارة وله الحمد طوال اليوم مما يعزز من شعوره بالامتنان لله عز وجل.
أثر تكبيرات يوم عرفة في نفس المسلم
يتمثل تأثير التكبيرات يوم عرفة على المسلم فيما يلي:
- شعور المسلم براحة وطمأنينة يرخيها عليه الله في ذلك اليوم ويبعده عن التوتر والقلق.
- الإخلاص في عبادة لله عز وجل وشعور المسلم بمدى قربه من الله في هذا اليوم.
- إدراك المسلم بكثرة نعم الله عليه ومن ثم شكره عليها وشعوره بالامتنان لخالقه.
في الختام، نود أن نذكركم بأن التكبيرات يوم عرفة ليست مجرد عبارات تُقال، بل هي تعبير عن عمق الإيمان وعظمة الخالق، وهي لحظة للتفكر والتأمل في قدرة الله ونِعمه، وهي فرصة لتجديد العهد مع الله وتعزيز الروابط الروحية.