التبريد لحماية المواليد الجدد من إصابة الدماغ بالضرر

تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2005 - 12:07 GMT

طبقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة نيو إنجلند الطبية. فأن خفض درجة حرارة جسم الطفل، ساهم في خفض حالات الوفاة بنسبة  13% ، وخطر الإصابة بالشلل الدماغي بنسبة %11. هذا وأظهرت الدراسة بأن خفض درجة حرارة جسم المواليد الجدد يمكن أن يقلل من التأثيرات السلبية لحرمانهم من الأوكسجين. مما يساهم في منع إصابة الدماغ بالضرر أو موت الدماغ الذي ينتج عن عدم حصول الدماغ على كمية كافية من الأكسجين.

 

ولحسن الحظ، فأن الحرمان الحاد من الأكسجين أو الدم للدماغ لا يحدث غالباً عند الأطفال الرضع وعندما يحدث، فأنه يسمى الاعتلال الدماغي، ويمكن أن يسبب الضرر الناتج عنه ضرراً مشابهاً لذلك الذي قد تحدثه السكتة الدماغية. ويصاب 1.5 أو 2 من أصل 1000 طفل بالاعتلال الدماغي في الولايات المتحدة. وبينما يموت 10% من هؤلاء الأطفال، يصاب 30% منهم بالإعاقة.

 

ولسوء الحظ، فأن أسباب هذا الاعتلال الدماغي غير واضحة، ولهذا لا يمكن تقديم علاج ملائم لمعالجة هذه المشكلة.

 

تقول مؤلفة الدراسة الدكتورة سيثا شانكاران، مديرة طب المواليد الجدد في كلية الطب في جامعة وين الرسمية، في مدينة ديترويت."خططنا لهذه الدراسة لأننا نعلم بأنه لا مستقبل للأطفال المصابين بالاعتلال الدماغي الحاد. وأضافت، " أن معدل وفيات الأطفال مرتفع، وكذلك نسبة الإعاقة بين الأحياء مرتفعة أيضا. وعلى الرغم من أننا طورنا طرق للعناية بالأطفال المرضى، إلا أننا لم نجد علاجاً لخفض خطر الإصابة الدماغية."

 

وشملت الدراسة 208 مولوداً جديداً مصابون بالاعتلال الدماغي الحاد من عدة مراكز طبية عبر الولايات المتحدة، وكلهم كَانوا أقل من عمر 6 ساعات. وتم توزيع الأطفال الرضع بشكل عشوائي في مجموعتين، مجموعة خفض درجة الحرارة ومجموعة لم تخضع للتجربة.

 

حيث وضع الأطفال الرضع من مجموعة خفض درجة الحرارة على بطانيات باردة، حتى انخفضت درجة حرارتهم إلى حوالي 92.3 درجة فهرنهايتية خلال 72 ساعة. وبينما هم كذلك، تم فحص معدل نبضات القلب، وضغط الدم لجميع الأطفال بشكل مستمر. كما فحص الباحثون أيضاً تغييرات الجلد.

 

وأظهرت النتائج بأن 24% طفل من مجموعة خفض درجة الحرارة توفوا أثناء الدراسة، مقَارنة بـ 37 % في المجموعة التي لم تخضع للتجربة. كما أصيب 19% بالشلل الدماغي، مقَارنة مع 30 بالمائة في المجموعة التي لم تخضع للتجربة. وأصيب 7% بالعمى في مجموعة خفض درجة الحرارة مقابل 14 % في المجموعة التي لم تخضع للتجربة. وأصيب  4% بضعف السمع الحاد مقارنة مع 6% في المجموعة التي لم تخضع للتجربة.

 

وطبقاً للدراسة، لم تظهر أي تأثيرات سلبية لانخفاض درجة الحرارة.

 

وأوضحت شانكاران بأن الباحثين لا يعرفون بالضبط ما الذي يجعل خفض درجة حرارة الجسم فعالاً، ولكنهم لاحظوا بأنه يبطئ العديد من العمليات التي يمكن أن تؤدي إلى ضرر دماغي دائم، مثل أيض الطاقة، وموت الخلايا في الدماغ.

 

ورداً على هذه النتائج، علقت الدكتورة لو آن بابيل، طبيبة المواليد الجدد في كلية الطب في جامعة نيومكسيكو على أن "الدراسة غير دقيقة وتعد بالكثير"، مضيفة بأنه "يجب القيام بالمزيد من الدراسات قبل الكشف عن مثل هذه النتائج."

 

تقول بابيل " تم نشر دراسة مماثلة في المجلة الطبية، ولكن بطريقة ونتائج مختلفة، فقد تم تبريد أدمغة الأطفال الرضع فقط ، أبكر من الوقت الذي استعملته الدراسة الثانية، وكان الأطفال يعانون من ضرر دماغي أكثر حدة." وأقرت بابيل بأن هذه العوامل يمكن أن تفسر اختلاف النتائج. فيما أصرت لاحقاً على أن الموضوع بحاجة إلى المزيد من الدراسة وبأن هذه الدراسات يجب أن تشمل على كافة العوامل المختلفة، للتأكد من فعالية طريقة التبريد.

 

تقول بابيل، " تقدم هذه الدراسة وعوداً كثيرة، ولكنها مبدئية، وأنا قلقة من رد فعل الناس عندما يقرؤون هذه النتائج، ويصرون على استخدام هذه الطريقة. في حين أن هذه الدراسة قد تمت بلا شك تحت ظروف مهنية حذرة جداً، لا يزال الوقت مبكراً جداً على اعتماد هذه الطريقة في المستشفيات العامة، لا يزال هناك المزيد من الدراسات للتأكد من نجاعة هذه الطريقة."

 

ومن الممكن أن تنجم تعقيدات طبية من طريقة العلاج بالتبريد مثل اضطراب دقات القلب، وزيادة ضغط الشريان الرئوي، بالإضافة إلى تعرض الجلد إلى الأذى المباشر.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن