البدانة وباء خارج عن السيطرة

تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2005 - 08:42 GMT

حذر باحثون دوليون من أن البدانة التي وصفوها بالوباء قد أصبحت خارج السيطرة، وجاء هذا التحذير في اليوم الختامي لمؤتمر البدانة في العالم الذي عقد في قارة أفريقيا وخصص لمناقشة ارتفاع عدد الأشخاص البدينين في الدول النامية.

 

وكشف الباحثون أن عن معدلات الإصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان، كما وجدوا أن هناك أكثر من ثلاثمئة مليون شخص من البالغين حول العالم مصابين بالبدانة كما أنهم يعانون من أمراض متعلقة بحالتهم مثل مرض السكري والقلب واضطراب النوم.

 

وحذر الأطباء الذين حضروا المؤتمر من أنه إن لم يتم عمل شيء لإيقاف هذا الانتشار الوبائي للسمنة فإن خدمات الرعاية الصحية في كل الدول ، المتقدمة منها والنامية ، سوف لن تستطيع تقديم العناية اللازمة للأشخاص المصابين بأمراض لها علاقة بالبدانة.

 

الايدز والبدانة

وقد تبين ان أن رجلاً واحدا من بين كل ثلاثة رجال ، وأكثر من نصف النساء في جنوب أفريقيا ، يعانون من زيادة الوزن والبدانة مما يعني أن نسبة البدانة في جنوب أفريقيا تعادل نسبة البدانة المنتشرة في الولايات المتحدة.

 

كما رصدت الدراسة أن نسبة أربعين بالمئة من المواطنين في المغرب يعانون من البدانة، ويعاني 12 بالمئة من المواطنين في كينيا من البدانة، بينما تتراوح نسبة الأشخاص البدينين في نيجيريا بين ستة يالمئة وثمانية بالمئة.

 

وعلى الرغم من عدم توفر البيانات الصحيحة عن البدانة في العديد من الدول فإن البروفيسور آرني آستروب، الرئيس المنتخب بجمعية دراسات البدناء، قال إن المشكلة حقيقية وموجودة .

 

وأضاف يقول : "على المستوى الأفريقي ، لابد أن نرى أن مرض البدانة قد أصبح من أخطر أمراض القارة هو ومرض الايدز ومرض سوء التغذية وقد أصبح الآن من الواضح أن سوء التغذية والبدانة يمكن أن يوجدا الإثنان معا وفي نفس البلد . ونظرا للمخاطر المعروفة للبدانة، وخصوصا مرض السكري من الفئة الثانية، فإننا نواجه مشكلة خطيرة ".

 

على العكس مما يعتقد الكثيرون ، فإن الأطعمة الجاهزة وقلة التمارين ليست هي سبب  بدانة الأفارقة، فبالاضافة إلى النظرة التقليدية الىالبدانة كعلامة للغنى في القارة السمراء فقد أكتسبت البدانة معنى آخر بالنسبة لمن يعيشون هناك ، فقد عرف مرض الإيدز أيضاً في افريقيا ولعدة سنوات باسم " النحيف " ، حيث أنه يتسبب فعل في فقدان الشخص لوزنه بشكل مرضيَ ولذا فإن الكثيرين لا يريدون فقدان وزنهم حتى لايظن الآخرون أنهم مصابون بالايدز.

 

وتقول الأبحاث إن فقدان مابين خمسـة بالمئة وعشرة بالمئة من وزنك سيحسن من صحتك بشكل ملحوظ ويقلل من إحتمالات الاصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان مما يزيد من احتمالات طول العمر.

 

ويقول البروفيسور فيليب جيمس، رئيس جمعية السمنة الدولية ، إن الوسيلة الوحيدة للسيطرة على البدانة هو تدخل الحكومات في الأمر. وقال: "لا يمكننا إيجاد حل مشكلة بمعالجة النتائج لا الأسباب، لا بد أن نتعلم الدرس ، فلا بد أن ننشئ المدن التي يسهل فيها القيام  بتمارين رياضية ولا يكون هناك على جانب كل  شارع متجر للأطعمة السريعة".

 

إلا أن أفريقيا ليست هي القارة الوحيدة التي تعاني من انفجار (ازدياد) معدلات البدانة ، فقد وجد أنخمسة وعشرين بالمئة من سكان الشرق الأوسط يعانون من البدانة أو زيادة الوزن ، بينما ارتفعت نسبة الرجال المصابين بالبدانة في اليابان بنسبة مئة بالمئة منذ عام 1982. إلا أن أكثر ما يقلق خبراء التغذية هو النسبة الضخمة من الأطفال البدينون الذين يصابون بمرض السكري كل عام.

 

وإذا لم ينقص الأطفال البدينون، الذين يعيش أكثرهم في الشرق الأوسط واليونان وتشيلي وجنوب إيطاليا، أوزانهم فإنهم على الأغلب سيعانون من كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة عندما يبلغون الأربعين من العمر.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن