الانتحار.. يشكل نصف الوفيات العنيفة في العالم

تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2005 - 08:07 GMT

أفاد تقرير جديد مثير للدهشة أن شخصا واحدا في مكان ما من العالم ينتحر كل 40 ثانية مما يتفق مع الحقائق التي سجلت سابقا بأن شخصا واحدا علي الأقل يحاول التخلص من حياته كل ثلاث ثوان.


وأوضح هذا التقريرالذي أصدرته منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الانتحارالذي يوافق العاشر من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري
حسب صحيفة القدس العربي، أن عملية انتحار تتم كل 40 ثانية وهو ما يمثل حوالي مليون وفاة تحدث سنويا في العالم ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلي 1.5 مليون بحلول عام 2020.


وأشار الخبراء إلي أن الانتحار يشكل ما يقرب من نصف الوفيات العنيفة في العالم إذ ظهرت حوالي 6003 حادثة انتحار ووفيات غامضة في بريطانيا وايرلندا عام 2003 وهو ما يفوق عدد حوادث الطرق بأكثر من ثلاث مرات.


ويمثل اليوم العالمي لمكافحة الانتحار تعاونا وثيقا بين الجمعية الدولية لمكافحة الانتحار ومنظمة الصحة العالمية. ويأمل المسؤولون في احتفالهم بهذا اليوم للسنة الثالثة علي التوالي في تحقيق انتباه عالمي لمثل هذا الموضوع الاجتماعي المهم من خلال الرؤية الدولية للمجتمعات التي لا يسبب الانتحار وفاة الكثير من مواطنيها والمساهمة في تخفيف حالات الإحباط والميول الانتحارية من خلال الاستماع للأشخاص بشكل موثق وتقبلهم بدون تحيز أو تمييز.


وأشار الخبراء في بيان صحافي صدر قبيل الاجتماع الدولي الذي سينعقد في مدينة دوربان بجنوب إفريقيا في الفترة من 12 إلي 16 أيلول (سبتمبر) الحالي لمناقشة السلوك الانتحاري في الثقافات المختلفة إلي أن أعلي معدلات حوادث الانتحار وقعت في مناطق أوروبا الشرقية بينما كانت الأقل في أمريكا اللاتينية والدول الإسلامية.


ولفت هؤلاء إلي أن الرجال أكثر ميلا للانتحار من النساء في جميع المناطق عدا الريف الصيني الذي تكثر أعداد النساء المنتحرات فيه.


ويسترعي اليوم العالمي لمنع الانتحار انتباه العالم إلي الأشخاص الذين ينتحرون سنويا والذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص حيث يركز منظمو هذه التظاهرة هذا العام علي أن منع الانتحار أمر يعني كل فرد وليس الخبراء فقط.


ويحث هذا اليوم المجتمعات المحلية والأفراد والمهنيين والمتطوعين علي المشاركة في الأنشطة الرامية إلي إذكاء الوعي بهذه المشكلة الصحية العمومية وعلي اقتراح مبادرات وأساليب جديدة لمكافحة الانتحار.


ولفت الخبراء إلي أن الانتحار هو أحد أكبر مشكلات الصحة العامة التي تودي بحياة الكثير من الناس في العالم! بصورة أكبر من حوادث الحروب والقتل العمد مشيرين إلي أن حوادث الانتحار التي تظهر كل عام أكثر بثلاث مرات من ضحايا كارثة تسونامي التي ضربت جنوب شرق آسيا العام الماضي وأكثر أيضا من الأرواح التي حصدتها هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 بمئات المرات.


وأشار التقرير الدولي إلي أن ملايين الأشخاص يلجأون لمحاولات انتحار شديدة قد تتطلب في الكثير من الأحيان العلاج الطبي والنفسي منبها إلي أن هناك الكثير من الطرق والوسائل التي تساعد في منع مثل هذه الحوادث. ولكن الأمر يحتاج إلي اتفاقيات عالمية شاملة ومناسبة لتقليل الأعداد الضخمة من حوادث الانتحار الكاملة أو محاولاته أو المشكلات المرتبطة به أو السلوكيات المؤذية الأخري.


وأوضح العلماء أن الانتحار ينتج عن تفاعل معقد لعوامل سببية معينة منها الأمراض النفسية والعقلية والفقر والإدمان والعزلة الاجتماعية وفقدان عزيز وصعوبات التواصل مع الآخرين ومشكلات العمل مما يستدعي توافر خبراء واختصاصيين في المجالات الطبية والصحة النفسية للتغلب علي مشاعر الإحباط التي تدفع إلي الانتحار وقتل النفس وتقويم المخاطر وتوفير الخدمات الطارئة والعلاج قصير وطويل الأمد.


ويري المســـــؤولون أن توفير طواقم من الخبراء والاختصاصيين لا يكــــفي لحل هذه المشكلة بل لابد من أن يعمل جميع الناس جنبا إلي جنب لتقليل عدد الأشخاص الذين يحاولون قتل أنفسهم والتخفيف من السلوكيات المؤذية في المجتمع.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن