الإدمان على السكر هل هو حقيقي؟!

تاريخ النشر: 21 يونيو 2006 - 10:15 GMT

الإدمان على السكر ليس مجرد عبارة بالية يستخدمها الناس لوصف حبهم للحلوى . تقول دراسة نشرتها مجلة الأبحاث عن البدانة إن نمط تعاقب الامتناع عن الحلوى ثم تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالحلو قد يعزز الاعتماد عليها .

 

يقول الدكتور بارت هوبل أخصائي الطب النفسي في جامعة برنستون الذي قام بدراسة عن هذا الموضوع : الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإدمان قد يولعون بالحلوى ، لاسيما إن هم أقلعوا عن تناولها من وقت لآخر ثم أقبلوا عليها بانغماس . تبين التجارب المخبرية التي أجريت على الفئران أن علامات الاعتماد على الحلوى تنشأ خلال تناول الحلوى لمدة عشرة أيام . هذا يدل على أنه لا يمضي وقت طوبل قبل أن تقبل الحيوانات على الانغماس في أكل الحلوى بعد فترة حرمانها منها ، وبذلك تصبح مولعة بالحلوى .

 

دلت دراسة سابقة على أن هذا النمط  يخلق حساسية للدوبامبن والأوبيد في العضو المتلقي لدى الفئران . دورة من الحرمان من الحلوى والإفراط في تناولها  تعزز الانغماس في أكل الحلوى .

 

كما أن الامتناع عن تناول الحلوى يخلق أعراضا تشبه أعراض الادمان على المخدرات ، مثل القلق ، واصطكاك الأسنان ، والارتعاش . طعم الحلو يجعل الدماغ يفرز الأبيود (عنصر مخدر) الطبيعي  ، والانغماس في أكل الحلوى يثير إفراز الدوبامين .  

 

يوجد في هذا المزيج من الأبيود المرتفع وافراز الدوبامين في الدماغ  شيء ما يؤدي إلى الإدمان . بدون هذه الناقلات العصبية ، يبدأ الحيوان يشعر بلهفة إلى أكل الطعام الحلو ثانية .

 

ظهرت على الفيران علامات تغييرات سلوكية حتى عندما استبدل السكر بمحلّيات اصطناعية (ساكرين) . يبدو أن الحلوى ، لا السعرات ، هي التي توقّد الاعتماد على الحلوى .

 

لا يعرف الباحثون حتى الآن كيف يستطيع الناس كبح توقهم إلى أكل الحلوى ، إلا أنهم يعرفون أن أعراض الامتناع عن الحلوى وهبوط مستويات الدوبامين لا تظهر عندما تكون (كمية الحلو في) الوجبات معتدلة وتؤكل حسب جدول منتظم .

 

هذا ومن جانب اخر ، فقد اكتشف أطباء في كندا، أن الحلويات ذات النكهات اللذيذة تزيد قدرة الإنسان على تحمل الآلام والأوجاع التي تصيبه، بصورة أفضل! وأوضح باحثون في جامعة ماكجيل، أن للمذاق الحلو في الفم، سواء من المحاليل أو الأشربة السكرية، تأثيرات مسكنة للألم، سواء عند الكبار أو الصغار، إذ يساعد الطعم الحلو في تسهيل وظائف مسكنات الألم الطبيعية في الجسم، التي تعرف باسم الأفيونات أو الاندورفينات.

 

وأظهرت الدراسات أن إرضاع الأطفال الصغار محلولا حلوا، قبل وخزهم بالإبرة، يخفف شعورهم بالألم، لذا فهم يبكون أقل، ويهدئون بصورة أسرع.