الإحباط.. يؤثر على ضربات قلبك

تاريخ النشر: 28 يونيو 2006 - 09:30 GMT

قال باحثون يعملون في الولايات المتحدة أن الغضب والإحباط يتسببان على الأرجح في اضطراب ضربات القلب الضعيف اكثر مما يمكن أن تفعله ممارسة التدريبات الرياضية الشاقة. 

 

وذكر الباحثون أن الاختبارات التي أجريت على مرضى ركب لهم جهاز لتنظيم ضربات القلب الذي يتدخل لإعادة القلب إلى ضرباته الطبيعية أظهرت أن الضغوط تؤثر على القلب بطريقة تختلف عن الطريقة التي يتأثر بها من جراء التدريبات الشاقة. 

 

وقال وليام كوب من جامعة الخدمات الموحدة لعلوم الصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند "أن دراسته هي أول دراسة علمية تثبت أن الغضب أو الضغوط يمكن أن تجعل ضربات القلب غير منتظمة لدى أناس معرضين للإصابة بأمراض القلب". 

 

ومن خلال الدراسة أظهرت التجارب أن الضغوط النفسية والتدريبات الرياضية تسببت في زيادة ضربات القلب وجعلها غير منتظمة بين المرضى مقارنة بالمتطوعين الأصحاء. 

 

وقال كوب أن ذلك يشير إلى أن آليات الجهاز العصبي المختلفة تقوم بدور حين تؤثر الضغوط على القلب. 

 

هذا ومن الجدير بالذكر، أبرزت دراسة الصلة بين التفاؤل وجهاز المناعة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة.  

 

ووفقا لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الأميركية لعلم النفسAPA فان الطلاب الأصحاء في كلية الحقوق الذين أظهروا تفاؤلا في بداية الدراسة للعام الأول لهم في الكلية أظهروا مستويات أفضل في وظائف الخلايا المناعية الرئيسية في منتصف الفصل الدراسي الأول.  

 

شملت المعتقدات و الأفكار المتفائلة لدى طلاب الحقوق تقييما إيجابيا لقدراتهم و توقعاتهم بالنجاح و شعورا واثقا أثناء التفكير بشان كليتهم. وعلى النقيض من ذلك فان الخوف وعدم التيقن من النجاح عكس التشاؤم.  

 

درس عدد من العلماء في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ما إذا كان التفاؤل قد أثر على مزاج طلاب الحقوق وأحدث تغيرات في أجهزتهم المناعية في عينة من 90 طالبا بمن فيهم 50 تم تقييم المناعة لديهم مسبقا. كانت العينة تتألف من 51% من الذكور و كان معدل أعمار المشاركين 23.9 عاما.  

 

وفي الوقت الذي لم تكن هناك فروقات بين المتفائلين و المتشائمين قبل بداية العام الدراسي فقد تبين أن الطلاب الذين بدؤوا الفصل بالتفاؤل كانت لديهم خلايا من نوع Helper T اكثر من غيرهم من وكذلك خلايا من نوع Natural Killer Cell Cytotoxicity. و تعتبر خلايا Helper T "موصلات" لجهاز المناعة حيث توجه الاستجابات المناعية و تضخمها.  

 

أما الخلايا الأخرى فتعكس قدرة خلايا المناعة هذه على قتل الخلايا السرطانية في المختبر. و يعتقد بأن الخلايا NATURAL KILLER مهمة للمناعة ضد العدوى الفيروسية و بعض أنواع السرطان.  

 

و تعزى التغيرات في جهاز المناعة إلى صفتين تميزان المتفائلين أولهما أن هؤلاء يمرون بالأحداث و التجارب بتوتر اقل وثانيهما أنهم يظهرون مزاجا سلبيا اقل للقلق و الإحباط.  

 

وبينما تزداد الدلائل على أن العوامل النفسية قد تلعب دورا في الأمراض المزمنة كما هو الحال عليه في مرض الإيدز، فان الناس الأصحاء يتساءلون إذا كانت العوامل النفسية تؤثر أيضا على صحتهم، بحسب ما ذكره الدكتور سيغرستورم الذي رئس فريق البحث و يعمل حاليا في جامعة كنتاكي.  

 

يقول سيغرستورم "رأينا أن التفاؤل يؤثر إيجابيا على الاستجابة النفسية للمواقف و الأحداث التي تسبب التوتر". وتعكس هذه الدراسة الخطوة الأولى نحو التوسع و التأكيد على أن الملاحظات تشمل الصحة الجسدية أثناء التعرض للتوتر.  

 

ومن شان هذه الدراسة أن تضيف المزيد إلى عداد الدراسات المتنامية التي تساعد العلماء على فهم مساهمة العوامل النفسية في الصحة الجسدية. وقد وجد الباحثون في السابق أن التفاؤل بشان ما ستؤول إليه حالة المصابين بالإيدز ساعد على تأخير تلف جهاز المناعة لدى المرضى و ظهور الأعراض لديهم.  

 

من جانب آخر حذر الباحثون بان مزيدا من الدراسات ضروري لإثبات ما إذا كانت التغيرات هذه في جهاز المناعة تعطي منافع صحية بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.  

 

يقول الدكتور سيغرستورم ، "بينما أن هذه القدر من التغير في جهاز المناعة قد لا يترجم دائما إلى تغييرات صحية، إلا انه يعزز إمكانية الناس الاستشراقية و أمزجتهم حين يؤثر التوتر على الاستجابة للتحديات التي تواجه الجهاز المناعي كالتعرض لفيروسات البرد أو التطعيم".  

 

و تظهر هذه الدراسة أن الأفكار و المعتقدات كالتفاؤل و التغييرات المزاجية المصاحبة له عبارة عن عناصر مهمة من آثار الأوضاع المتوترة على جهاز المناعة.