الأم العاملة وتحدي الأقنعة

تاريخ النشر: 09 سبتمبر 2021 - 06:30 GMT
الأم العاملة وتحدي الأقنعة
الأم العاملة وتحدي الأقنعة

أن تنقلب حياتي رأساً على عقِب بعد زواجي وإنجابي لـ أطفالي هو أمر طبيعي؛ ولكن أن تكثر الإنتقادات، وتتعدد الأحكام، وتتفاوت الآراء كوني أم وإمرأة عاملة فهذا الأمر الذي لا زلتُ أحاول إدراك فهمه حتى هذه اللحظة على الرغم من مرور كل هذه السنوات! إضافة إلى أنني مُجبرة على تغيير الأقنعة على مدار اليوم لـ تتناسب والدور الذي أكون فيه!

الأم العاملة وتحدي الأقنعة

لفت إنتباهي مصطلح (الأقنعة) التي عبّرت به واحدة من أمهات كثيرات يمتلكن هذه الأقنعة ويستخدمنها بشكل يومي وبمهارة عالية لكن دون إدراك منهن، فلو لاحظنا التفاصيل اليومية لـ حياة الأم العاملة لوجدنا فعلا أنها تمثل أدواراً مختلفة تعكس المسؤولية التي تكون عليها في ذلك الزمان والمكان، ولكن من المؤكد أن هذه الأقنعة ستنكمش وتتقلص هذه الأدوار في حال وجدت فرصتها للعمل من داخل المنزل.



كيف تعترض بيئة العمل على الأمومة؟!

"الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء" ماري هوبكنز.

ليس هناك أعظم من ذكر الأم وقدسية الأمومة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا تشريفاً يليق بـ مكانة الأم وتجتمع عليه جميع الأديان والثقافات والبيئات المختلفة. ولكن لماذا دائماً الأم العاملة مُهاجمة من مجتمع تكثر فيه الآراء المتناقضة ويرفع شعار "المرأة نصف المجتمع" ويدعو لـ مساواة حقوق المرأة؟ 

يؤكد الدكتور روبرت بريدجز الذي يُدرس بكلية الطب في جامعة هارفارد الاميركية، أن مشاعر الأمومة الفياضة تعود بالدرجة الأولى إلى عمل بعض الهرمونات التي تحافظ على صحة وحيوية خلايا الجسم وأنسجته وأعضائه المختلفة، وهذا ما يثبت أن غريزة الأمومة لا تتأثر بعمل الأم أو عدمه؛ بل على العكس فإن الأم العاملة تسعى من خلال عملها إلى تحقيق مستوى معيشي أفضل لأطفالها جنباً إلى جنب مع زوجها خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها المجتمعات الشرقية على حد سواء، مما يجعلها أقرب عاطفيا إلى أبنائها لتحقق التوازن لهم بسبب ساعات غيابها عنهم في العمل وهذا ما يتطلب منها جهداً مضاعفاً؛ فينعكس هذا الجهد الإضافي على العمل ليبدأ رؤساء العمل بالتململ من متطلباتها الأساسية كأم! مثل المغادرات الساعية خلال العمل، المغادرة قبل إنتهاء ساعات العمل الرسمية، متابعة الأبناء من خلال الهاتف بشكل مستمر خلال اليوم، إضافة لذلك كله إجازة الأمومة التي قد تمتد لشهرين أو أكثر على الرغم من إقرار إجازة الأمومة ضمن قانون العمل إلا أن العديد من الشركات تفاوض عليه بشكل خاص بينها وبين الأم! وكل هذه الأمور المتشابكة يمكن حلها في توفير فرص العمل من داخل المنزل خاصة أن معظم الأعمال في وقتنا الحالي تعتمد على التكنولوجيا و (الأونلاين) لإنجاز الأعمال بجودة عالية ضمن ظروف مناسبة لكلا الطرفين!
الأقنعة!

ترتدي الأم العاملة العديد من الأقنعة خلال اليوم، وتصنفها إلى نوعين أقنعة خارجية وأقنعة داخلية!

ترتدي الأم العاملة أقنعتها الخارجية بمجرد أن تغلق باب منزلها متوجهة إلى عملها، وتُبدّل بينها على حسب الدور الذي تعيشه، فعندما تقود سيارتها تضطر لإرتداء قناع الشجاعة والحماية لمواجهة الأزمات ومشاكل الطرق، وعندما تصل لـ عملها تتعدد أقنعتها بين موظفة، قائدة عمل، مديرة، زميلة، صديقة وغيرها من الأقنعة! كل هذا الأقنعة الخارجية وهمية! وما هي إلّا غطاءً لأقنعتها الداخلية الحقيقية؛ ألا وهي الأمومة، الزوجة، المربية، المعلمة ...وغيرها من تفاصيل الأقنعة اليومية التي تبدلها بمشاعر فياضة لتحقق التوازن.

تستطيع الأم العاملة أن تلقي بالأقنعة الخارجية الوهمية خارج الصندوق بكل سهولة! حيث تتطور الحياة العملية يوماً بعد يوم، وفي ظل العولمة تتطوّر أيضاً طبيعة العمل فأصبح من السهل توفير فرص عمل منزلية للسيدات لتشمل الأعمال التكنولوجية والمهارات اليدوية والمشاريع المنزلية وغيرها العديد من الخيارات المتاحة، 

الإنترنت .. بوابتك الأولى للتعلم من خلاله
7 مؤشرات إلى أنك مستعد لترك عملك

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن