تقابل أنباء انتظار مولود جديد عند الجزء الأكبر من الناس بتوقع الحصول على طفل يتمتع بالصحة والعافية. وبعد الولادة يقوم معظم الآباء لا شعوريا بتفحص وجه، وجسم الطفل الرضيع فيدققون في أصابع يده وقدميه وكذلك يفحصون أعضائه التناسلية للتأكد من جنس الوليد، ويختبرون حواسه من نظر وسمع وحركة. وغالبا ما تأتي النتائج الإيجابية بإحساس مريح، وشكر عظيم لهذا العطاء الكامل.
على أية حال، ولمجموعة من الأسباب، لا يأتي كل الأطفال إلى هذا العالم بنفس الصحة والقدرات. فهناك مجموعة من الأطفال تولد وهي تعاني من مشاكل بدنية أو تحديات في النمو تعرف فورا أو تصبح معروفة خلال السنة الأولى من حياة الطفل. وتسمى هذه المجموعة من الأطفال بذوي الحاجات الخاصة. لأن هؤلاء الأطفال لا يتبعون ذات مستوى النمو والتطور البدني والعقلي كما الأطفال الآخرين، بل يحتاجون إلى خدمات خاصة تساعدهم على إكمال النقص الموجود لديهم.
وفي مثل هذه الظروف يمر الآباء بتجربتهم العاطفية والنفسية الخاصة بهم للتأقلم مع فكرة وجود طفل يحتاج إلى رعايتهم الكاملة طوال الوقت، ويتوقعون أن يبذلوا جهدا مضاعفا مع هذا الطفل لمساعدته على النجاة في هذا العالم مما يشكل عبئا نفسيا وعاطفيا وماديا عليهم.
بعض الآباء قد يشعرون بأنهم السبب أو قد يكونون متواطئين في الأسباب التي أدت إلى ولادة طفل ذو حاجات خاصّة. فالمخدرات وتناول العقاقير والإفراط في الكحول أثناء الحمل تعتبر من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى الإصابة باضطرابات التطور، بالإضافة إلى ظروف أخرى غير متوقعة وخارج عن سيطرة أي شخص. ولكن بغض النظر عن الأسباب، هناك عدد لا بأس به من الآباء الذين سواء كانوا عقلانيين أم لا يشعرون بأنهم متواطئون في ما أصاب طفلهم ويعانون من الشعور بالذنب كنتيجة لذلك. وتباعا يقود هذا الشعور بالذنب بعض الآباء إلى تقديم الرعاية والانتباه بشكل بطولي لتحقيق حاجات طفلهم بينما يضع الآخرين توقعات أقل لهذا الطفل ولم يمكن أن يقوموا به لمساعدته على إكمال النقص الذي لديه، ويفضّلون بدلا من تقديم الرعاية تدليل الطفل في محاولة للتكفير عن عجزهم.
ولا يعرف هؤلاء الآباء الذين يختارون القيام بأعمال بطولية أنهم يضعون أنفسهم في خطر الإصابة بالإرهاق. بل بل أبعد من ذلك، فالزيجات التي تقع تحت مثل هذا الضغط تصبح في خطر الفشل مما يضع عبئا أعظم على مقدم الرعاية، ويهدد بإصابة الجميع بالتعب والإرهاق الشديد الذي قد ينتهي بالكآبة.
أما الآباء الذين يختارون تدليل طفلهم المصاب ويضعون توقّعات أقل لقدراته، فيقعون في خطر عدم تطوّر طفلهم بالكامل. وهذا يشبه إلى حد ما طريقة تربية الأطفال العاديين، حيث يساهم التدليل وعدم وضع توقعات كبيرة لأطفالهم في تعزيز السلوك السيّئ والتربية السيّئة. فالأطفال ذوي الحاجات الخاصّة يمكن أن يفسدوا بالتدليل الزائد، وتقل ثقتهم بأنفسهم، ويواجهون مشاكل سلوكية بسبب قلة التوقعات المعقولة.
وفي أحيانا أخرى ، يخالف الآباء ضمن نفس العائلة، بعضهم البعض. فأحد الوالدين قد يشعر بحاجة لتدليل الطفل، أو القيام بأعمال بطولية لرعايته، بينما يحاول الآخر موازنة الأمور بأخذ الاتجاه المعاكس. وبما أن الوالد الذي يفضل التدليل يواجه الوالد الآخر بالتوقعات العالية جدا. سيكون هناك نزاع أبوي بشكل واضح مماّ يؤدّي إلى زواج مهزوز، بدون الحاجة لذكر الرسائل المشوّشة التي ستصل إلى الطفل ، والذي يحتاج في ظروفه إلى رسائل ثابتة قد الإمكان.
أبوّة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلّب حضور العقل على خلاف أبوّة الأطفال الذي يتبع نموهم طريقا طبيعيا. كما لو أنّ مشاعر الذنب والانزعاج والخسارة ليست كافية، هناك أيضا الإعياء الذي يأتي نتيجة الإشراف المستمر على هؤلاء الأطفال، فهم في أغلب الأحيان بحاجة إلى الدعم غير محدود.
أولئك الآباء الذين يميلون إلى الظهور بشكل أفضل بحكم حقّهم الشخصي يشتركون في بعض الميزات. فهم يفحصون مشاعرهم الخاصة مع الأخذ بعين الاعتبار ضبطها بطريقة لا تتعارض مع العناية بأطفالهم فهم يتعلمون أن يتحكموا بسرعة تطورهم الخاصة، حتى لو كان ذلك يعني التقدّم ببطأ جدا لمجاراة أطفالهم.
وبينما يحتاج كلّ الأطفال لآبائهم، فأن الأطفال ذوي الحاجات الخاصّة يحتاجون أبائهم أكثر في أغلب الأحيان … أكثر بكثير من غيرهم.
إذا كنت تكافح، لتحقيق حاجات طفلك أو إذا كان اهتمام بالطفل يؤذي زواجك، حاول استشارة مختص المشاكل العائلية. انظر إلى مشاعرك من وجهة نظر تقديم المساعدة. وعلى المدى البعيد، أنت تستثمر في نفسك، وستكون قادرا بشكل أفضل على دعم طفلك، الآن وللمستقبل.