وفقا لدراسة جديدة، نشرت في عدد يناير من مجلة علم النفس التجريبي: يبدو أن الاطفال الرضع، يستطيعون عقد الصداقات حتى قبل أن يتمكنوا من التحدث. في الواقع، بعضهم تظهر عليهم علامات فهم الصداقة في وقت مبكر جدا يصل الى 9 أشهر.
تقول الباحثة المشاركة في الدراسة أماندا وودوارد من علم الحياة، وأستاذة في جامعة شيكاغو، "يهتم الاطفال الرضع بعمر تسعة أشهر الى العلاقات مع الآخرين. فالاطفال الرضع قادرون على مشاهدة اثنان من الغرباء يتفاعلان اجتماعيا في فيلم مثلا ثم القيام بالاستنتاجات حول ما إذا كان هؤلاء الناس اصدقاء."
وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال - على الرغم من نظرتهم الخاوية من اي معنى- قادرون على فهم العالم المحيط بهم في مرحلة مبكرة من العمر. في الواقع، وكما تقول الدراسة، يبدو ان الاطفال مجهزون بخاصية العدد البدائي، ومعرفة الفيزياء الأساسية، وحتى مفهوم ان الكائنات الحية يجب ان تكون شجاعة.
ولكن عندما يتعلق الأمر بفهم الطفل للصداقة ، لم يعرف إلا القليل حتى وقت قريب.
ولأن معظم البالغين يميلون إلى اختيار الأصدقاء على أساس المصالح المشتركة، قررت وودوارد وزملائها معرفة ما إذا كان هذا هو الأسلوب الحقيقي للأطفال أيضا. فقاموا بدراسة 64 طفلا تراوحت اعمارهم ما بين 9 أشهر أو اكثر، وراقبوهم اثناء مشاهدة فيلم يحتوي على عنصرين فاعلين. كل طرف كان يأكل "طعاما سريا" من عبوات بألوان مختلفة. بينما راقب الاطفال الممثلان لمعرفة من منهما اعجبه الطعام أو لم يعجبه. في بعض الحالات، أحب الممثلان أطعمة مماثلة، بينما في حالات أخرى ، احبا الطعام الاخر.
ولمتابعة تلك التجربة، شاهد الاطفال نفس شريط فيديو لاجتماع شخصين. مرة أخرى، تصرف الممثلان اما بطريقة مماثلة أو مختلفة، سعداء لرؤية بعضهم البعض أو بدون اهتمام تماما .
قد تقول الآن بأنه من الصعب جدا استخلاص أي استنتاجات من مشاهدة الأطفال لأشرطة الفيديو . ولكن البحثو اثبتت عكس ذلك. وفقا لوودوارد قد لا يقول الاطفال ما يفكرون ، ولكنهم يعكسون ذلك في المدة التي يقضونها في النظر إلى شيء ما. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الرضع يحدقون بالتأكيد أطول في أشرطة فيديو الاشخاص الذين يملكون وجهات نظر مختلفة، ولكن تبادلات ودية. كما وجدوا ايضا ان الاطفال يتوقعون ان الاشخاص الذي اختلفوا حول اذواقهم الغذائية ان يكون اعداء. كما أنهم حدقوا مطولا في الاشخاص غير الودودين الذين لديهم نفس الاذواق الغذائية .
النتيجة. يتوقع الأطفال من الاشخاص الذين يملكون تشابهات واختلافات ان يكونوا اصدقاء. و كما تقول وودورد ، ربما هذا سلوك غير تعليمي. بدلا من ذلك، تقول وودورد، " انها بعض التوقعات التي هم مستعدون لها بطريقة ما."
